تلعب الخبرة العسكرية المدعمة علمياً فى مختلف جوانب التخصص للقوات دوراً رئيسياً فى اختيار الأسلحة التى تتناسب مع الاحتياجات الفعلية والضرورية بناء على مقومات تتمثل فى عدة مستويات:
المستوى الأول: يرتبط بجغرافية الدولة، فعلى سبيل المثال فإن الدول الحبيسة أى التى لا تطل على بحار مفتوحة وتحاط باليابسة من جميع الاتجاهات ليست فى حاجة على الإطلاق للقوات البحرية، بينما على العكس كلما كبرت أطوال سواحل الدولة زادت احتياجاتها من القطع البحرية لحماية ظهيرها المائى، وهنا تظهر أهمية اقتناء مصر لحاملتى الطائرات الهليكوبتر «ميسترال» وأربع فرقاطات وكلها فرنسية وأربع غواصات ألمانية.
حاملتا الطائرات الهليكوبتر «ميسترال» المسلحة «كا-52» تؤمنان خليج باب المندب لضمان تدفق الملاحة فى قناة السويس
المستوى الثانى: يتعلق بالتهديدات التى تتعرض لها الدولة التى تفرضها طبيعة الأخطار المحيطة والتوقعات المستقبلية بخصوصها، وعلى سبيل المثال كانت مصر تواجه تاريخياً منذ عام 1948 تهديداً مباشراً من إسرائيل خلال الصراع العربى الإسرائيلى إلى أن تم توقيع معاهدة السلام معها والآن تواجه مصر تهديدات تنظيمات الإسلام السياسى المسلح ووصول داعش إلى ليبيا فى العمق الاستراتيجى القريب لحدود مصر الغربية، لذلك تعمل مصر على تعزيز قواتها الجوية بطائرات حديثة مثل «رافال» من فرنسا و«ميج 29» من روسيا.
المستوى الثالث: يتعلق بتأمين دوائر الأمن القومى خارج حدود الدولة، وعلى سبيل المثال فإن مصر تصبح معنية بالضرورة بتأمين خليج باب المندب لضمان تدفق الملاحة فى مرفق قناة السويس، أحد مصادر الدخل الرئيسية للدولة، وهنا تظهر حاملتا الطائرات الهليكوبتر «ميسترال» المسلحة بطائرات الهليكوبتر الأقوى عالمياً «كا-52».
المستوى الرابع: يهدف إلى ملاحقة التطور التكنولوجى فى أجيال السلاح الجديدة حتى تحافظ القوات المسلحة على مستوى من القوة يتفق مع ضرورات العصر وحتى لا تحدث هوة فى مستويات استيعاب كل جديد، فالتواصل مع المتغير التكنولوجى أولاً بأول يحافظ على لياقة القوات فى استخدام السلاح والنموذج الأمثل لتطبيق هذا هو دعم الدفاع الجوى المصرى بالمنظومة الصاروخية إس «300».
العقيدة العسكرية المصرية جوهرها أن قيمة السلاح فى الرجال الذين يحملونه.. والقاعدة: الرجال قبل السلاح