السر هو الملك , والقلب وزيره , والنفس واللسان والجوارح خدم بين أيديهما
السر يستقى من بحر الحق عز وجل
والقلب يستقى من السر
والنفس المطمئنة تستقى من القلب
واللسان يستقى من النفس , والجوارح تستقى من اللسان
إذا كان اللسان صالحاً صلح القلب , وإذا كان فاسداً فسد
يحتاج لسانك الى لجام التقوىو توبة عن الكلام بالهذيان والنفاق
فإذا دمت على ذلك انقلبت فصاحة اللسان الى فصاحة القلب
فإذا تم له هذا تنور وظهر النور منه الى اللسان والجوارح
فحينئذ يكون النطق للسان المقرب
وفى حالة قربه
لا لسان له لادعاء له ولا ذكر له الدعاء والذكر والكلام فى البعد
أما فى القرب
السكوت والخمود والقناعة بالنظر والتمتع به .
من كلام عبد القادر الجيلانى لتلاميذه فى مجلس له
المؤمن لا يسكن الى هذه الدنيا ولا الى ما فيها يأخذ قسمه منها ويتنحى بقلبه
الى الحق عز وجل , يقف هناك حتى ينحى عنه وهج الدنيا ويؤذن لقلبه
بالدخول عليه سفارة سره , يخرج السر الى القلب والقلب الى النفس
المطمئنة والجوارح الطائعة , فبينما هو كذلك إذا أعنى عياله عنه وحيل
بينه وبينهم يكفيه شرور الخلق ويطيعهم له ويحيل بين قلبه وقلوبهم
ويبقى وحده مع ربه عز وجل , كأن الخلق لم يخلقوا بالإضافة إليه
يبقى مطلوبه وهو طالبه , يبقى أصله وهو فرعه
لا يعرف غيره ولا يرى غيره , يطويه عن الخلق .
اللهم اعنا و اجعلنا كما تحب وترضى بحولك وقوتك وقدرتك