اعلم أخي الزوج أن زوجتك تحمل شخصية مستقلة، لها أراؤها وأفكارها التي تناسبها، ولكنها في الغالب رقيقة المشاعر والعواطف، وهي في ذات الوقت سهلة القيادة لمن يحسن فن القيادة، فمن السهل أن تحركها للهدف الذي تريد إذا استطعت أن تستحوذ على عواطفها، وتسيطر على وجدانها، وتسير عبر أفكارها إلى ما تنشد، فإن الزوجة لا تعكر على زوجها الحياة، لأنها تكرهه، ولكنها تفعل ذلك تحت ضغط الظروف النفسية، والجسمية بسبب طبيعتها كأنثى، فالضعف يولد القلق وآلام الدورة الشهرية وظروفها تدفع إلى العصبية وضوضاء الأولاد يقضيى على رصيد المرأة من الصبر والقدرة على التحمل، وإن المرأة تتمنى أن تدفع بالكثير لتسمع من زوجها شعورها نحوها وإحساسه بها، وتقول في نفسها: كم أتمنى أن يهديني زوجي كلمة إعجاب واحدة لأعلقها وسامًا غاليًا في منزلي، وهي تتألم من جفاء زوجها وعدم إحساسه بها.
فإذا أردت أخي الزوج أن تكسب زوجتك وتحوِّل الزواج إلى سعادة تلو سعادة، فلابد أن تعامل زوجتك معاملة إنسانية فتستشيرها في أمورك وتشركها في قراراتك وتجلس معها لتبث لها همومك، وتسمع منها همومها، تمزح معها وتمزح معك، وتشعرها بأنها صديقتك وتعف عن التحقير وتعتذر إن أخطأت بحقها، وتخبرها إن تأخرت خراج المنزل، وتقدم لها الهدية بين فترة وأخرى، وتحرتم آراءها واقتراحاتها.
فالعاقل هو الذي يحقق كل ما يراه فعالًا في جعل زوجته تحس بالاحترام والكرامة في عشرتها معه، لأن إكرامها دليل على الشخصية المتكاملة للرجل وإهانتها دليل على نقص شخصية الرجل، فشاور زوجتك في الأمور واحترام آرائها واجعلها تشعر أنها شخص مهم بالنسبة لك.