أنا مبتعث، وفي بعض الأحيان أستيقظ متأخرا يوم الجمعة، وأذهب إلى الجامعة بسرعة وأنسى صلاة الفجر، وأثناء توجهي لصلاة الجمعة أصل المسجد والإمام قد شرع في الركعة الأولى من الصلاة، وأنا لم أقم بعد بصلاة الفجر؟ فماذا أفعل هنا؟ وهل أكمل بنية الفجر وأصلي بعدها الظهر وتحسب لي أجر جمعة؟ أم أصليها جمعة وبعدها أصلي الفجر؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنا ننصحك أولا بالاهتمام بأمر الصلاة أكثر، فإن شأنها عظيم، وخطر تأخيرها كبير، وفي خصوص موضوع سؤالك فإنك في الحال المذكورة تدخل مع الإمام بنية الجمعة، سواء تذكرت قبل الدخول في الصلاة مع إمام الجمعة أنك لم تصل الفجر أو تذكرت وأنت في الجمعة، ثم صل الفجر بعد الانتهاء من الجمعة، وتعذر هنا بترك الترتيب، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
عند إقامة صلاة الجمعة تذكرت أني لم أصل الصبح، فهل أدخل معهم الصلاة بنية الصبح، أم بنية الجمعة ثم أقضي الصبح أم ماذا أفعل؟ وماذا لو تذكرت ذلك أثناء صلاة الجمعة؟ فأجابت: إذا أقيمت صلاة الجمعة وتذكر الإنسان أنه لم يصل صلاة الصبح فإنه يصلي الجمعة، ثم يقضي صلاة الصبح بعدها، ويغتفر هنا وجوب الترتيب، كما نص على ذلك جماعة من أهل العلم، وهكذا إذا ذكر وهو في صلاة الجمعة، فإنه يستمر فيها ثم يصلي الصبح بعد ذلك، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين عن سقوط الترتيب لمن خشي فوات الجمعة: يسقط، بما لا يمكن قضاؤه على وجه الانفراد كصلاة الجُمعة، فإنه لو ذكر أن عليه فائتة بَعْد أن أُقيمت صلاة الجُمُعة، ولا يتمكَّن من قضائها وإدراك الجُمُعة، فإنه يبدأ بالجُمُعة لأن فوات جماعة الجُمُعة كفوات الوقت، لأنها لو فاتت الجماعة عليك فاتتك الجُمُعة، ولا يمكن أن تصلِّيها جُمُعة بعد فوات الجماعة فيها. اهـ
والله أعلم.