وقد نظر الإسلام إلى الحياة نظرة جادة فاعلة خلاقة منشئة وجعل من كل مخلوقات الله ما هو مسخر لهذا الهدف النبيل والوجود الأمثل الذي خلق المسلم من أجله. والغناء أحد هذه الأمور التي أراد لها الإسلام أن تكون هادفة مسخرة لقوى المسلم في خصم صراعاته مع الحياة والناس.
ولقد عُني بعض من شعراء الدعوة الإسلامية بنظم قصائد مغناة وأناشيد هادفة تعبر خير تعبير عن الغناء الإسلامي الهادف والذي رما إليه الإسلام ولعل أشهر أنواع هذا الغناء الإسلامي الهادف:
1- النشيد الديني:
وهو الذي فيه ذكر الله ووصف الجنة والنار وحب الله ورسوله والتعشق لوصالهم والحظوة بقربهم ولعل (الموالد النبوية) زاخرة بمثل هذه الأمور التي يكثر ذكرها والتغني بها ومثاله قول الشاعر في قصيدة بعنوان: (رحماك):
رحماك يا رب العباد رجائي
ورضاك قصدي فاستجب لدعائي
وحماك أبغي يا إلهي ضارعا
منك الرضا فجد بولائي
ناديت باسمك يا إلهي ضارعا
إن لم تجبني فمن يجيب دعائي
أنت الكريم فلا تدعني تائها
فلقد عييت من العباد النائي
مالي سوى أعتاب جودك موئلٌ
فلئن رددت فمن سواك رجائي
ولقد رجوتك يا إلهي ضارعا
متذللا أن لا ترد رجائي
ومنه كذلك هذه القصيدة بعنوان (إلهنا ما أعدلك):
إلهنا ما أعدلك
مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك
لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك
والليل لما أن حلك
والسابحات في الفلك
على مجاري المنسلك
ما خاب عبد أملك
أنت له حيث سلك
لولاك يا رب هلك
كل نبي وملك
يا مخطئا ما أغفلك
عجل وبادر أجلك
واختم بخير عملك
لبيك إن الملك لك
والحمد والنعمة لك
والعز لا شريك لك
2- نشيد الحب والمنأجاة:
وفي هذا النشيد نلمح الحب المطلق ذلك الذي يتجاوز كل شيء إنه حب لا محدود حب الله ورسوله وملائكته وخلقه وبديع صنعه ذلك الحب الذي يتخذ في بعض الأحيان أشكالا رمزية تعطي الألفاظ مدلولات أشمل وأرحب.
ولعل أجمل ما في هذه الأناشيد هو ذلك الحب المثالي حب المطلق (الله جل جلاله) الذي يعشقه الشاعر فيسبغ على محبته ألفاظا رقيقة ومعان عذبة فتارة هو ليلى ومرة سعدى ولعل رابعة العدوية وتحفة الزاهدة وابن الفارض والحلاج ... وغيرهم خير ممثل لهذا الاتجاه الرمزي الصوفي العميق الذي بلغ شأنا عظيما ومدرسة مستقلة بذاتها.
ومثاله قول الشاعر:
فما المنازل لولا أن تحل بها
وما الديار وما الأطلال والخيم
لولاك ما شاقني ربع ولا طلل
ولا سعت بي إلى نحو الحمى قدم
في كل جارحة عين أراك بها
مني وفي كل عضو للثناء فم
فإن تكلمت لم أنطق بغيركم
وإن سكت فشغلي عنكم بكم
إن مت في حبكم شوقا فيا شرفي
ويا سروري من موتي لكم بكم
أنا المقر بذنبي فاصفحوا كرما
فبانكساري وذلي قد أتيتكم
لا تطردوني فإني قد عرفت بكم
وصرت بين الورى أدعى بعبدكم
3- النشيد النبوي:
وهو النشيد الذي فيه ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته العطرة ومعجزاته وحب الصحابة والمؤمنين له ووصفه عليه الصلاة والسلام كاملا من ناحية خَلْقية وخُلُقية وتشوق المؤمنين لرؤيته وورود الحوض معه يوم القيامة ثم العيش معه في جنة الخلد ولعل أكثر الموالد النبوية هي التي تأخذ بهذا الشأن الذي يكثر من حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والحديث عنه بشوق وهيام.
ومنه قول الشاعر في قصيدة بعنوان : (ناشر الإيمان):
ناشر الإيمان مبعوث السما
بهر الدنيا وعز البشر
يا رسول الله المجد يا فخر الحمى
قد تنادى الناس حيرى تنظر
أيها المرسل للكون بما
فيه خير وجمال عطر
أنت مصباح ينير الظلما
حجبته قدرة تستتر
مرسل أرسله رب الأنام
ونبي لم يلاق الوهنا
ينشر الرحمة في قوم نيام
نغما يحمل طيبا ومنى
مر يا ذكرى علينا كلما
ضاقت النفس وجل الخطر
إننا نشتاق ذاك النغما
وينادينا إليه القدر
4- نشيد الحكمة والموعظة:
وهو نوع من الشعر ينطلق صاحبه بموعظة إسلامية أو حكمة بالغة مستقاة إما من صميم شريعتنا أو من وحي تجارب الحياة وصراعاتها وهو شعر كثير على أن أكثر المنشدين يعرضون عنه لخلوه من العنصر الموسيقي في معظم الأحيان ومثاله قول الشاعر في قصيدة مليئة بالرضى والطمأنينة والحكمة وهي بعنوان (علمتني الحياة):
علمتني الحياة أن أتلقى
كل ألوانها رضا وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقا
لي ويلقي على المآسي سدولا
وأنا راض بكل ما كتب الله
ومزج إليه حمدا جزيلا
لست اخشى من اللئيم اذاه
لا ولن أسأل النبيل قتيلا
في فؤادي لكل ضيق مكان
فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا
علمتني الحياة أن لها طعـ
ـمين مرا وسائغا معسولا
قد تسري الياة عني فتبدي
سخريات الورى قبيلا قبيلا
فأراها موعظا ودورسا
ويراها سواي خطبا جليلا
أمعن الناس في مخادع النفـ
ـس وضلوا بصائرا وعقولا
عبدوا الجاه والنضار وعينا
من عيون المها وخدا أسيلا
علمتني الحياة أني إن شعـ
ـت لنفسي أعش حقيرا هزيلا
علمتني الحياة أني مهما
أتعلم فلا ازال جهولا
· القرآن وأثر البالغ في النفوس:
القرآن وأثره البالغ في نفوس المؤمنين : نزل القرآن على العرب الفصحاء فأثر فيهم وترك آثارا لا زالت إلى اليوم وستبقى إلى يوم الدين على أن المسلمين الأول وعوا معاني القرآن من صميم كلماته فكان تأثيره اكبر في نفوسهم وسماعه أعذب في آذانهم ومما يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع قارئا يقرأ ﴿والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع﴾([83]) فارتكن إلى جدار ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا كاملا.
هكذا سمع الصحابة سماع الله سبحانه وتعالى فكان أن هيمنوا على العالم القديم بكل كيانه ونفوذه هذا القرآن العظيم هو كلام الله الأزلي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهيهات أن يأتي بمثله بشر أو أي مخلوق كان.
ولقد تحدى القرآن المشركين والمعاندين على أن يأتوا بقرآن مثله تحداهم مرة أن يأتوا بمثله كاملا فقال: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾([84]).
ثم تحداهم بما هو أيسر من هذا (أن يأتوا بعشر سور) فقال: ﴿أم يقولون افتراه ، قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين﴾([85]).
ثم سهل لهم المهمة أكثر من ذلك بكثير ليظهر لهم عجزهم فقال: ﴿وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين﴾([86]).
لقد سحر القرآن العرب من اول يوم سمعته آذانهم حتى إن المشركين أنفسهم كانوا يتناصحون فيما بينهم بعد سماعه كيلا يسحرهم ويؤثر فيهم.
وما قصة الوليد بن المغيرة إلا شاهدا حيا على عظمة القرآن وروعة كلماته وعظمتها فعندما سمع الوليد من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شيئا من القرآن أصغى بكل كيانه فإذا به يتيه في بلاغته فقالت قريش: صبأ والله الوليد ولتصبون قريش كلها فأرسلوا إليه أبا جهل يثير كبرياءه واعتزازه بنسبه وماله ويطلب إليه ان يقول في القرآن قولا يعلم به قومه أنه له كاره قال فماذا أقول فيه؟ فو الله ما منكم رجل أعلم مني بالشعر ولا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى عليه وإن أعلاه لمثمر وأسفله لمغدق فقال أبو جهل : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني أفكر فيه فلما فكر قال: إن هذا السحر يؤثر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله ومواليه([87]).
هكذا وعى الأقدمون القرآن فهموا معانيه وتشربوا أحكامه واليوم صار القرآن وقفا على الموتى وشفير القبور فما عدنا نسمع الآيات تتلى إلا إذا أممنا دارا فيها مأتم أو شيعنا جنازة إلى قبرها عند ذلك نسمع القرآن هكذا صار القرآن يتلى على الأموات في حين أنه بعث للأحياء ﴿لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين﴾([88]).
هذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في رواية: (فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت فدخلت الإسلام ) ويقال عنه في رواية أنه قال: (ما أحسن هذا الكلام وأكرمه).
ثم هذا القرآن يصف لنا أثره في نفوس المؤمنين به وكذلك نفوس الذين أوتوا العلم من قبله يقول: ﴿تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ﴾([89]) ﴿إن الذين أوتوا العلم من قبله وإذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا﴾([90]) .
لقد اشتركت المعاني والألفاظ في القرآن لتجعل منه منهاج شريعة المسلمين وحديثهم في حلهم وترحالهم وفي ليلهم ونهارهم في جدهم وهزلهم وإذ هو يحكم في كل قضاياهم المصيرية والعادية على السواء.
(أما طريقته في ذلك فكانت هي الطريقة العامة طريقة التصوير والتشخيص التخييل والتجسيم في هذا المنطق اشتركت الألفاظ المعبرة والتعبيرات المصورة والصور الشاخصة والمشاهد الناطقة والقصص الكثيرة... وكل ما عرض من مشاهد القيامة وصور النعيم والعذاب يعد في جملة هذا المنطق الذي يلمس الحس ويوقظ الخيال فيلمس البصيرة ويوقظ الوجدان ويهيء النفس للاقتناع والإذعان)([91]).
هذا هو القرآن الذي ينبغي علينا أن نلبسه حلة الخلود في نفوسنا وضمائرنا وأسماعنا لأنه الكتاب الخالد في أحاسيسنا ويجب أن يبقى كذلك لأنه تنزيل من عزيز حميد.
وهل هناك من غناء أو كلام هو أفضل في مقياس الجمال من كلام الله سبحانه وتعالى هذا هو كلام الخالق وإنه لكلام رائع باهر يحي في النفس صور الحياة المثلى ليعبر بها إلى دار الخلود.
هل تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشعر
من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نشأ في بيئة بني سعد موطن الفصاحة والبلاغة ولكن لم تذكر لنا كتب التاريخ والأدب انه قال شعرا قبل النبوة ولا نظمه بعد النبوة كالشعراء علما انه كان أفصح بني آدم كما تحدث بذلك هو عن نفسه حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم «أنا أعربكم أنا من قريش ولساني لسان بني سعد بن بكر»([92]).
وتتجلى حكمة منعه صلى الله عليه وآله وسلم من القول بالشعر كما قال تعالى ﴿وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين﴾([93]) ، حكمة ذلك لما كان الله قد ادخر من جعل فصاحة القرآن معجزة له ودلالة على صدقه لما هو عليه من أسلوب البلاغة وعجيب الفصاحة الخارجة عن أنواع كلام العرب البلغاء الفصح المتشدقين كما سلب عنه الكتابة وأبقاه على حكم الأمية تحقيقا لهذه الحالة وتأكيدا لها وذلك قوله تعالى ﴿وما ينبغي له ﴾ لأجل معجزته والتي صفتها من صفته ثم هي زيادة عظمى على علو مرتبته([94]).
وقد اختلف في جواز تمثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشيء من الشعر وإنشاده حاكيا عن غيره فالصحيح جوازه.
وقد روي عن شريح عن أبيه قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل من شعر ابن رواحة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود([95]).
وأما ما وقع منه في غزوة حنين (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب)([96]) فقد وقع منظوما من غير قصد منه إلى ذلك.
وروي عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبني المسجد وعبدالله بن رواحة يقول: أفلح من يعالج المساجد فيقولها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول ابن رواحة : يتلو القرآن قائما وقاعدا فيقولها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي هذا وفي غيره يؤيد أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يجوز له أن يحكي الشعر عن ناظمه([97]).
وأنشد يوما وقد قيل له من أشعر الناس فقال: (الذي يقول:
ألم ترياني كلما جئت طارقا
وجدت بها وإن لم تطيب طيبا
وأنشد يوما حينما جاءه العباس بن مرداس قال له : أأنت القائل:
أتجعل نهبي ونهب العبيد
يد بين الأقرع وعيينة
فقال أبو بكر بين عيينة والأقرع فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (هما واحد) فقال أبو بكر: أشهد أنك كما قال الله ﴿وما علمناه الشعر وما ينبغي له﴾([98]).([99])
وإصابته للوزن أحيانا لا يوجب أنه يعلم الشعر وكذلك يأتي أحيانا من نثر كلامه ما يدخل في وزن كقوله يوم حنين وغيره:
هل أنت إلا أصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت([100])
قال الإمام القرطبي تعليقا على تلك الأبيات التي أوردناها : ولا نلزم منه ان يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عالما بالشعر ولا شاعرا إن التمثل بالبيت النزر وإصابة القافيتين من الرجز وغيره لا يوجب أن يكون قائلها عالما بالشعر ولا يسمى شاعرا باتفاق العلماء كما أن من خاط خيطا لا يكون خياطا قال أبو إسحاق الزجاج معنى ﴿وما علمناه الشعر ﴾ أي : وما علمناه أن يشعر أي ما جعلناه شاعرا وهذا لا يمنع أن ينشد شيئا من الشعر قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في هذا.
ردود على أدلة التحريم
واما أدلة التحريم التي تمسك بها القائلون بتحريم الغناء والاستماع إليه فلقد ناقشها القائلون بالإباحة مناقشة علمية وحللوها تحليلا بحيث يزيل اللبس والإشكال ويضع النقاط على الحروف فقالوا:
1- إن الآية الكريمة التي تمسك بها القائلون بالتحريم ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله﴾([101]).
فقالوا عن لهو الحديث أنه الغناء مستشهدين برواية عن ابن مسعود وغيره من الصحابة إلا أن العلماء المحققين ذهبوا إلى ضعف الرواية مستدلين بما جاء في سنن الترمذي أن هذه الآية نزلت في مثل حديث (لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام([102]) كما قال الإمام الترمذي نفسه بعد إيراده لهذا الحديث.
ثم إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث لأنه يشتري كتب الأعاجم رستم واسفنديار فكان يجلس بمكة فإذا قالت قريش إن محمدا قال كذا ضحك منه وحدثهم باحاديث ملوك الفرس ويقول: حديثي هذا أحسن من حديث محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وقيل كان يشتري المغنيات فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته. فيقول: أطعميه واسقيه وغنيه ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه.
وهذا الرأي قد ذكره أكثر المفسرين([103]).
ثم إذا أمعنا النظر في منطوق الآية لوجدنا أن احتجاجهم يبطل بها لأن فيها ﴿ليضل عن سبيل الله بغير علم﴾ وهذا القيد متفق عليه كما مر من كلام ابن حزم رضي الله عنه في تفسيرها.
2- وأما الآية الكريمة الثانية التي احتجوا بها وهي قوله تعالى ﴿أفمن هذا الحديث تعجبون﴾... ﴿وأنتم سامدون﴾([104]).
ويقول ابن عباس هو الغناء بلغة حمير . فنقول : ينبغي أن يحرم الضحك وعدم البكاء أيضا لأن الآية تشتمل عليه فإن قيل: إن ذلك مخصوص بالضحك على المسلمين لإسلامهم فهذا أيضا مخصوص بأشعارهم في معرض الاستهزاء بالمسلمين وكما قال تعالى ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾([105]) وأراد به شعر الكفار ولم يدل على ذلك تحريم نظم الشعر في نفسه([106]).
3- وكذلك الآية الثالثة التي احتجوا بها وهي قوله تعالى ﴿واستفزز من استطعت منهم بصوتك﴾([107]).
فقالوا: هو الغناء وعن ابن عباس قال: كداع إلى المعصية ومن المعلوم أن الغناء من أعظم الدواعي إلى المعصية ولهذا فسر صوت الشيطان به وقول مجاهد إنه الغناء الباطل . ورواية أخرى عنه: صوته هو المزامير([108]).
نقول: وذهب أكثر المفسرين إلى القول بصوتك: وصوته كل داع يدعو إلى معصية الله تعالى لذلك فلا وجه للتخصيص بالغناء فقط وإنما بكل وسيلة تكون سببا إلى معصية الله.
4- قال الحافظ أبو بكر البغدادي: من تمسك بتسمية أبي بكر مزمار الشيطان فقد اخطأ وأساء الفهم من وجوه منها:
تمسكه بقول أبي بكر مع رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم له قوله وزجره عن عنفه لهن ورجوع أبي بكر إشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنها : إعراض هذا القائل عن إقراره صلى الله عليه وآله وسلم واستماعه الذي لا احتمال فيه إلا أنه يقتضي الحل والإطلاق إلى لفظ أبي بكر ومحال أن يعتقد أبو بكر تحريم أمر حضره المصطفى وأقره عليه مع علم الصديق أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يقر على باطل والصحيح أنه يفهم من قول أبي بكر ما يليق به وهو أنه رأى ضرب الدف وإنشاء الشعر لعبا من جملة المباح الذي ليس فيه عبادة مما حمله على تنزيه حضرته صلى الله عليه وآله وسلم عن صورة اللعب ورأى أن الاشتغال بالذكر والعبادة في ذلك الموطن الكريم أولى فزجر عنه احتراما لا تحريما فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنكاره لأمرين:
إحداهما: أن لا يعتقد تحريم ما أبيح من شرعه توسعة لأمته ورفقا بها وتفسحا في بعض الأوقات.
والثاني: إظهار الشارع مكارم الأخلاق وسعة الصدر لأهله وأمته فتستريح ببعض المباح فيكون انشط لهم في العودة إلى وظائف العبادة([109]).
5- وأما حديث الجارية السوداء التي نذرت أن تضرب الدف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتتغنى وكان ذلك بحضرة جملة من أصحابه إلى أن حضر عمر رضي الله عنه فكفت فقال صلى الله عليه وآله وسلم «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر»([110]) فادعوا بأنه دليل على تحريم الغناء، لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم شبه المغني بالشيطان ولكن الحقيقة غير هذا لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أظهر لأصحابه منقبة من مناقب عمر([111]) هذا من جهة ومن جهة ثانية أن الجارية السوداء كانت قد نذرت بضرب الدف والتغني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هو عاد سالما من سفره والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وافقها فالإقرار دليل الجواز حيث لا نذر في معصية الله كما جاء في الحديث الشريف «ثم إنه كان جالسا يسمع لها هو وأبو بكر وعثمان وعلي ولم ينكر عليها فهب أن سيدنا عمر لم يأت يومها فهل يقرها على معصية الله أم أنه يؤدي الأمانة أمام بعض الصحابة ويكتمها أمام الآخرين!!! حاش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفعل هذا».
6- وكذلك دعواهم بأن الصحابة والتابعين لم يسمعوا الغناء ولا جلسوا في مجالسه ولم يثبت عنهم أبدا والجواب عن هذا نقول: إن كثيرا من الأخبار جاءت في الكتب الموثوقة – كالإصابة في تمييز الصحابة والاستيعاب في معرفة الأصحاب، وكذلك نيل الأوطار – وذكروا طرفا من أخبار بعض الصحابة الذين كانوا يسمعون الغناء ولكن ليس في مجالس الفحش والمعصية كما جاء في الإصابة لابن حجر في ترجمة حسان بن عكرمة عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحسان ومعه أصحابه وسماطين وجارية له يقال لها سيرين وهي تغنيهم فلم يأمرهم ولم ينههم([112]) وكذلك من مر معنا ذكره من الصحابة والتابعين في الحديث عن الغناء والسماع عند الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
الإمام الشعبي الفقيه الشهير الرواية الموثوق به كان يجعل من داره مكانا لابن سريج يغني فيه عندما استقدمه أهل العراق من الحجاز([113]).
ورب سائل يسأل فيقول: إن الآيات الواردة في سورة الشعراء والتي يقول فيها ربنا عز وجل ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا...﴾([114]).
أليس هذا دليلا واضحا على تحريم الشعر والقول به؟
وللإجابة على هذا التساؤل نقول: إن المفسرين ذكروا أن هذه الآيات إنما نزلت في الكفار كما ذكر ذلك الإمام القرطبي في تفسيره.
حيث روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه حينما نزلت هذه الآيات جاء حسان وكعب بن مالك وابن رواحة يبكون إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا نبي الله أنزل الله تعالى هذه الآية وهو تعالى يعلم أنا شعراء فقال (اقرؤوا ما بعدها) ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ أنتم ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾ أنتم ولا تذكروا الآباء والأمهات([115]).
وأما الإشكال الآخر فهو الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا»([116]).
قال علماؤنا إن فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك الشاعر لما علم من حاله فلعل هذا الشاعر كان مما عرف من حاله أنه اتخذ الشعر طريقا للكسب فيفرط في المديح إذا أعطى وفي الهجو والذم إذا لم يعط فيؤذي الناس في أموالهم وأعراضهم ولا خلاف في أن كل من كان على مثل هذا الحال فكل ما يكسبه بالشعر حرام وكل ما يقوله من ذلك حرام عليه ولا يحل الإصغاء إليه بل يجب الإنكار عليه ثم يتابع الإمام القرطبي قوله في تأويل معنى الحديث (لأن يمتلئ) وهذا الحديث أحسن ما قيل فيه وفي تأويله إنه الذي قد غلب عليه الشعر وامتلأ صدره منه دون علم سواه يخوض به في الباطل ويسلك به مسالك لا تحمد عقباها كالمكثر اللفظ والهذر والغيبة والنميمة وقبيح القول([117]).
ولقد تابعه في هذا القول الإمام ابن حجر في الفتح حيث قال في حديث (لأن يمتلئ) ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله فيكون الغالب عليه واما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوفه ممتلئا من الشعر.
ولعل ما جاء في الإجابة للإمام الزركشي يوضح الإشكال أكثر فأكثر حيث جاء فيه أن السيدة عائشة رضي الله عنها استدركت حديث أبي هريرة رضي الله عنه (لأن يمتلئ) فقالت: لم يحفظ أبو هريرة الحديث إنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لأن يمتلئ جوف احدكم قيحا ودما خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به)([118]).([119])
ولدى التأمل يتضح لنا من خلال هذا الاستدراك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن لون معين من الشعر وهو فيما يتعلق بهجائه صلى الله عليه وآله وسلم أو ما يكون مشابها للهجاء ومن المعلوم أن هجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو هجاء للدعوة الإسلامية وهذا اللون لا خلاف في تحريمه([120]).
وفي هذا القدر كفاية لمن يخضع لقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والله الهادي إلى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين
ملاحظة ( كلمة الغناء ) تعني الانشاد وتحسين الصوت ا الغناء المعهود في ايامنا لذا وجب التنبيه للقارئ الكريم
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
([1]) سورة فاطر الآية (1).
([2]) تفسير ابن كثير (5/567).
([3]) الجامع لأحكام القرآن القرطبي (14/320).
([4]) تفسير البغوي بهامش تفسير الخازن( 3/296).
([5]) أخرجه البخاري في (6211) ومسلم (5994) والبيهقي (10/2027) والبغوي (3577) وابن حبان (5801).
([6]) مر تخريجه.
([7]) أخرجه البخاري (5048) وفي خلق أفعال العباد ص 33 ومسلم (1849) والترمذي (3855) .
([8]) أخرجه النسائي (3383).
([9]) أخرجه البخاري في الصحيح (5162) والحاكم (2/184) والبيهقي (7/188) والأبيات هي من بحر الهزج وهو نوع من بحور الشعر خفيف الإيقاع ووزن الأبيات كالتالي:
أتيناكم أتيناكم
فحيانا وحياكم
أَتَيْنَاكُم أَتَيْنَاكُمْ
فَحَيْاَْنَاْ وَحَيْيَاكُمْ
مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن
([10]) يوم بعاث: يوم كان الحرب بين الأوس والخزرج قبل الإسلارم وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح فتح الباري لابن حجر (8/77).
([11]) فتح الباري ، ط السلفية (2/445) وأحمد في مسنده (6/134) ومسلم (3/21) ط الحلبي وابن ماجه (1/612) والنسائي في سننه (3/196).
([12]) أخرجه مسلم (2255) والبخاري في الأدب (799).
([13]) أخرجه الترمذي (3690) ولقد نظم الشاعر حافظ إبراهيم هذه القصة النبوية في قصيدة شعرية رائعة تقول:
أرأيت تلك التي لله قد نذرت
أنشودة لرسول الله تهديها
قالت: نذرت لئن عاد النبي لنا
من غزوة لعلى دف أغنيها
ويممت حضرة الهادي وقد ملأت
أنوار طلعته أرجاء ناديها
واستأذنت ومشت بالدف واندفعت
تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر
خارت قواها وكاد الخوف يرديها
وخبأت دفها في ثوبها فرقا
منه وودت لو أن الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها
فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما
وفي ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمرا
إن الشياطين تخشى بأس مخزيها
([14]) أخرجه الترمذي في الشمائل (3383) وزاد قوله (وكان نبيكم حسن الوجه وحسن الصوت).
([15]) أخرجه ابن ماجه (176).
([16]) أخرجه الترمذي (2850) وقال حديث حسن صحيح.
([17]) أخرجه ابن ماجه (1899) وقال حديث صحيح ورواته ثقات.
([18]) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/225).
([19]) أخرجه الترمذي (2847) وقال حديث حسن صحيح والنسائي (2873) وأبو يعلى (3440) والبغوي (3404) والبيهقي (10/228) وأبو نعيم (6/292) وابن حبان (5788) وعبد بن حميد (1257) .
([20])أخرجه البخاري (6145) وابن ماجه (3755) والدارمي (2604) وأبو داود (5010) والبخاري في الأدب المفرد (858) والطيالسي (556) والبيهقي (10/237) وعبدالرزاق (20499) وابن أبي شيبة (8/691) وأحمد (5/125) وابنه في زوائد المسند (5/126) والشافعي (2/188).
([21]) أخرجه البخاري (2961) وفي أماكن كثيرة ومسلم (1805) والترمذي (3857) وأحمد (3/170) والبيهقي (6/39) وفي مسند علي بن الجعد (1507).
([22]) أخرجه البخاري (4196) مطولا و (2477) مختصرا ومسلم (4644) مطولا وابن ماجه (3195) بنحوه مختصرا وأحمد (4/47 - 48) مختصرا ومطولا وابن حبان (5276) والبيهقي (9/330) والبغوي (3850) والطبراني في الكبير (6294).
([23]) أخرجه البخاري (3212) ومسلم (6334) وأبو داود (5013) مختصرا والنسائي (715) وأحمد (5/222 ، 223).
([24]) أخرجه الترمذي (2846) وأحمد (6/72) وفي رواية إن روح القدس مع حسان أخرجه أبو داود (5015).
([25]) أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن (ج8 /4760) وذكره الهيثمي (8/13317) والبيهقي في السنن الكبرى (10/339) وقال: وصله جماعة والصحيح عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا والدار قطني (4/155) وذكره في المطالب العالية (2578) وقال محققه سكت عليه البوصيري ويشهد له حديث عبدالله بن عمر وفي الأوسط (7692) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام وقبيحة كقبيح الكلام » وإسناده حسن كما في مجمع الزوائد (8/133) وأخرجه أيضا الدارقطني (4/156).
([26]) غذاء الألباب ص 155.
([27]) غذاء الألباب (1/145).
([28]) الاعتصام للإمام الشاطبي (1/220).
([29]) الاعتصام للإمام الشاطبي (1/175).
([30]) الاعتصام للإمام الشاطبي (1/175).
([31]) إحياء علوم الدين (2/239 و 240).
([32]) إحياء علوم الدين (2/241 و 242).
([33]) إحياء علوم الدين (2/242).
([34]) إحياء علوم الدين (2/243).
([35]) إحياء علوم الدين (2/244).
([36]) إحياء علوم الدين (2/244).
([37]) تقدم تخريجه ص 179.
([38]) إحياء علوم الدين (2/ 245 و 246).
([39]) إحياء علوم الدين (2/246).
([40]) إحياء علوم الدين (2/246 و 247).
([41]) إحياء علوم الدين (2/247).
([42]) إحياء علوم الدين (2/288).
([43]) الزواجر (2/274).
([44]) الزواجر (2/273).
([45]) الزواجر (2/282).
([46]) الزواجر (2/275) والحديث أخرجه أبو يعلى (8/4760) والبيهقي (10/339) والدارقطني (4/156) .
([47]) فتح الباري (13/155).
([48]) أحكام القرآن (3/1434).
([49]) أحكام القرآن لابن العربي (3/9).
([50]) أحكام القرآن لابن العربي (3/10).
([51]) سورة لقمان الآية (6).
([52]) المحلى لابن حزم الأندلسي (9/60).
([53]) طبقات الصوفية للسلمي المتوفى (412هـ) بتحقيق نور الدين شريبة ص (60).
([54]) طبقات الصوفية ص (119).
([55]) إيضاح الدلالات ص (77).
([56]) إيضاح الدلالات في سماع الآلات ص (131 - 133).
([57]) سورة البقرة آية (286).
([58]) إيضاح الدلالات في سماع الآلات ص (40 -41).
([59]) فتح الباري (10/ 442).
([60]) الدرر المباحة في الحظر والإباحة للشيخ خليل بن عبدالقادر الشيباني الشهير بالنحلاوي ص (93).
([61]) الإحياء (2/152).
([62]) الإحياء (2/250).
([63]) الإحياء (2/263).
([64]) سورة النمل الاية (88).
([65]) غذاء الألباب (1/137).
([66]) حاشية ابن عابدين (5/305).
([67]) قوانين الأحكام الشرعية محمد بن جزئ المالكي ص (465).
([68]) المغني للإمام ابن قدامة (9/177 و 178).
([69]) مصنف ابن أبي شيبة (1/177).
([70]) المغني (9/175) وسنن البيهقي (5/68).
([71]) سنن البيهقي (5/68).
([72]) موسوعة فقه عمر بن الخطاب (عصره وحياته تأليف الدكتور محمد رواس قلعه جي دار النفائس سلسلة موسوعات فقه السلف ط3 / 1986 / ص 671).
([73]) إيضاح الدلالات في سماع الآلات ص (80).
([74]) موسوعة فقة علي بن أبي طالب تأليف الدكتور محمد رواس قلعه جي سلسلة موسوعات فقه السلف دار الفكر ط1/ 1983م.
([75]) الروض النضير : (5/430).
([76]) الركبانية: غناء للعرب فيه مد وتمطيط.
([77]) إيضاح الدلالات ص (81 ، 82).
([78]) ولا شك أن هذه القينة كانت تغنيه الغناء المباح وأنها أمته فيجوز له سماعها.
([79]) إيضاح الدلالات ص (82 - 83).
([80]) إيضاح الدلالات ص (90 - 91).
([81]) إيضاح الدلالات ص (94 - 954).
([82]) إيضاح الدلالات في سماع الآلات ص (97- 99).
([83]) سورة الطور الآيات من (1- 8).
([84]) سورة الإسراء الآية (88).
([85]) سورة هو الآية (13).
([86]) سورة البقرة الآية (23).
([87]) عن السيرة لابن هشام.
([88]) سورة يس الآية (70).
([89]) سورة الزمر الآية (23).
([90]) سورة الإسراء الآية (108).
([91]) التصوير الفني في القرآن : ص (177- 178).
([92]) ذكره السيوطي في الجامع الصغير (2696) ورمز لصحته.
([93]) سورة يس الآية (69).
([94]) أحكام القرآن لابن عربي (4/1597).
([95]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (867) والترمذي (2848) و في الشمائل (241) والنسائي في عمل اليوم والليلة (997) وأحمد (6/138).
([96]) أخرجه البخاري (293) ومسلم (4591) وأحمد (4/280) والترمذي (1688) وفي الشمائل (245) والنسائي في عمل اليوم والليلة (605).
([97]) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (13/158).
([98]) سورة يس الآية (69).
([99]) سيرة ابن هشام (2/294).
([100]) أخرجه البخاري (2802) وأحمد (4/312/313) والبيهقي في دلائل النبوة (7/43/44) والبغوي (3401) والطحاوي في شرح مشكل الاثار (4/299) والترمذي (3345) والطبراني في الكبير (1703) ومسلم (4630) وابن حبان (6577) والحميدي (776) وابن أبي شيبة (8/716).
([101]) سورة لقمان الآية (6).
([102]) أخرجه الترمذي (3195).
([103]) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (13/335).
([104]) سورة النجم الآية (58 -61).
([105]) سورة الشعراء الآية (224).
([106]) إحياء علوم الدين للغزالي (2/351).
([107]) سورة الإسراء الآية (64).
([108]) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية (1/255).
([109]) التراتيب الإدارية ونظام الحكوومة النبوية لعبد الحي الكتاني (2/122 -123) وانظر منهل الحديث : موسى شاهين وعبدالعال أحمد عبدالعال (3/89).
([110]) تقدم تخريجه ص (377).
([111]) والحديث أخرجه الترمذي في باب مناقب عمر (3690).
([112]) التراتيب الإدارية ونظام الحكومة النبوية لعبد الحي الكتاني (2/132) ونيل الأوطار للشكوكاني (2/265) وما بعدها والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبدالبر (3/211).
([113]) التراتيب الإدارية ونظام الحكومة النبوية لعبدالحي الكتاني (2/132 - 133).
([114]) سورة الشعراء الآية (244 - 227).
([115]) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (13/165).
([116]) أخرجه مسلم (5855).
([117]) الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي (13/153).
([118]) أخرجه البخاري (6615) وسلم (5853).
([119]) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (13/167).
([120]) الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة: ص (679 وانظر فتح الباري شرح صحيح البخاري : ابن حجر العسقلاني (13/161)