أسود مصر aswad misr
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسود مصر aswad misr

موقع عربي شامل\ يهتم بجميع النشاطات\ والمجالات للنقاش المفتوح الهادف و البناء\ و المواضيع العامة\ كتب نادرة في كل مجال
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
تابع موقع startacraftbusiness
عن كسب المال من خلال المنصات عبر الإنترنت الاستفادة من مهاراتك أو خبراتك
أو مواردك لتوفير قيمة أو أداء المهام للآخرين.
للمتابعة للموقع اضغط هنا من فضلك علي هذا الرابط

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push();
أسود مصر aswad misr :: حقيقة الصوفية والتصوف الاسلامي وعلمائة واهلة :: علماء الصوفية او رجال الصوفيه

شاطر
ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة I_icon_minitimeالإثنين يناير 21, 2013 2:49 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة



ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة






الورد بالكسر، كما في المصباح: الوظيفة من قراءة ونحو ذلك، والجمع: أوراد. ويطلقه الصوفية على أذكار يأمر الشيخ تلميذه بذكرها صباحاً بعد صلاة الصبح حكم ذكر الله بعد صلاة الصبح:
إن من أفضل الأعمال بعد صلاة الفجر، الاشتغال بذكر الله تعالى، خلافاً لما يظن بعض الناس بأن الاشتغال بقراءة القرآن بعد صلاة الصبح أولى وأفضل، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة منها:

1 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاة الغداة [الصبح] في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة”. رواه الطبراني وإسناده جيد كما في “مجمع الزوائد” ج10/ص104.
2 - وعن أنس بن مالك ضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة” أخرجه الترمذي وحسنه.
3 - وعن عمرة قالت: سمعت أم المؤمنين [تعني عائشة] رضي الله عنها تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من صلى صلاة الفجر فقعد في مقعده فلم يَلْغُ بشيء من أمر الدنيا، ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له”. رواه أبو يعلى والطبراني كذا في “مجمع الزوائد” ج10/ص105.
4 - وعن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة”. رواه أبو يعلى كذا في المصدر السابق ج10/ص105.
5 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبد يصلي صلاة الصبح ثم يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس إلا كان ذلك حجاباً من النار”. رواه الطبراني كذا في المصدر السابق ج10/ص106. وقد نص فقهاء الحنفية على أولوية الاشتغال بالذكر بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أخذاً من الأحاديث المذكورة. قال العلامة الحصكفي صاحب “الدر المختار”: (ذِكرُ الله من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أوْلى من قراءة القرآن). حاشية ابن عابدين ج5/ص280]، ومساءً بعد صلاة المغرب.
والوارد في اللغة: هو الطارق والقادم، يقال ورد علينا فلان أي قدم. وفي الاصطلاح: ما يُتْحفه الحق تعالى قلوبَ أوليائه من النفحات الإلهية، فيكسبه قوة محركة، وربما يدهشه، أو يُغيِّبه عن حسه، ولا يكون إلا بغتة، ولا يدوم على صاحبه [“شرح الحكم” لابن عجيبة ج1/ص160].
والورد يضم ثلاث صيغ من صيغ الذكر المطلوبة شرعاً، والتي دعا إليها كتاب الله تعالى، وبينت السنة الشريفة فضلها ومثوبتها.
1 - الاستغفار: بصيغة [أستغفر الله] مائة مرة، بعد محاسبة النفس على الزلات لتعود صفحة الأعمال نقية بيضاء. وقد أمرنا الله تعالى بذلك بقوله: {وما تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُم مِنْ خير تجِدُوه عند اللهِ هوَ خيراً وأعظَمَ أجراً واستغفروا اللهَ إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم} [المزمل: 20].
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار تعليماً لأمته وتوجيهاً، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قوله: “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة” [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات].
وعن عبد الله بن بِسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “طوبى لمن وَجد في صحيفته استغفاراً كثيراً” [أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب وقال في “الزوائد”: إسناده صحيح ورجاله ثقات].
2 - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بصيغة [اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلِّم] مائة مرة مع استحضار عظمته صلى الله عليه وسلم، وتذكُّرِ صفاته وشمائله، والتعلق بجنابه الرفيع، محبة وتشوقاً وقد أمرنا الله تعالى بذلك بقوله: {إنَّ اللهَ وملائكَتَهُ يُصلُّونَ على النبيِّ يا أيُّها الذين آمنوا صَلُّوا عليهِ وسلِّمُوا تسليماً} [الأحزاب: 56].

وكذلك رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة الصلاة والسلام عليه فقال: “من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه بها عشراً” [رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة، والنسائي في كتاب الافتتاح].
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحُطَّتْ عنه عشرُ سيئات ورُفعتْ له عشر درجات” [أخرجه النسائي في كتاب الافتتاح].
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة” [رواه الترمذي في كتاب أبواب الصلاة وقال: حديث حسن].
3 - كلمة التوحيد: بصيغة: [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير] مئة مرة، أو [لا إله إلا الله] فقط مائة مرة. مع التفكير بأنه لا خالق ولا رازق ولا نافع ولا ضار ولا قابض ولا باسط.. إلا الله وحده، مع محاولة محوِ ما يسيطر على القلب، من حبِّ الدنيا والأهواء والشهوات والوساوس والشواغل والعلائق والعوائق الكثيرة حتى يكون القلب لله وحده لا لسواه.
ولهذا دعانا الله تعالى إلى هذا التوحيد الخالص فقال: {فاعلّمْ أنَّهُ لا إله إلا اللهُ} [محمد: 19].
وكذلك رغبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإكثار من ترداد كلمة التوحيد، وبين أفضليتها ومثوبتها؛ فقال: “أفضل الذكر لا إله إلا الله” [رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن].
يقول العلامة ابن علان في شرح هذا الحديث: “إنها [أي لا إله إلا الله] تؤثر تأثيراً بيِّناً في تطهير القلب عن كل وصف ذميم راسخ في باطن الذاكر، وسببه أن لا إله نفي لجميع أفراد الآلهة، وإلا الله إثبات للواحد الحق الواجب لذاته المنزه عن كل ما لا يليق بجلاله، فبإدمان الذكر لهذه ينعكس الذكر من لسان الذاكر إلى باطنه، حتى يتمكن فيه؛ فيضيئه ويصلحه، ثم يضيء ويُصلح سائر الجوارح، ولذا أمر المريد وغيره بإكثارها والدوام عليها” [“الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية” للعلامة ابن علان الصديقي ج1/ص213].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله” [رواه الإمام أحمد في مسنده ج2/ص359].
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير؛ في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه” [رواه البخاري في كتاب الدعوات، ومسلم في كتاب الذكر، والترمذي في كتاب الدعوات].
مع الملاحظة أن هذا الورد يكون في الصباح والمساء في جلسة يخلو فيها العبد بربه، وبذلك يكون قد افتتح نهاره بذكر الله تعالى وختمه بذكره وطاعته؛ لعله يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {والذاكرينَ اللهَ كثيراً والذاكراتِ أعدَّ اللهُ لهم مغفِرَةً وأجراً عظيماً} [الأحزاب: 35].
وهكذا تلقينا عن شيخنا سيدي محمد الهاشمي رحمه الله تعالى كما تلقاه هو أيضاً عن شيخه...
ولا ينبغي للسالك في طريق أهل الله أن يكون ورده مقصوراً على العدد المذكور، بل ينبغي له أن يزيد ذكره لله تعالى، لأن قلب السالك في ابتداء سيره كالطفل الصغير، فكما أن الطفل كلما كبر زيدت له كمية الغذاء، كذلك كلما كبر المريد في سيره إلى الله تعالى زاد ذكره لله، لأن الذكر غذاء لقلبه وحياة له.
ولما كان الورد سبيل السالكين إلى الله تعالى قعد الشيطان في طريقهم، يصدهم عن ذكر الله تعالى بحجج شتى، ومغالطات خفية، وتلبيسات منوعة، فقد يترك بعض المريدين قراءة أورادهم محتجين بكثرة أعمالهم وعدم فراغهم لها، ويوحي إليهم شيطانهم أن هذا عذر مشروع، ومبرر مقبول، وأنه لا بأس بتأجيل الأوراد لوقت الفراغ.
ولكن السادة الصوفية حذروا السالكين من الإهمال والتسويف وانتظار الفراغ، لأن العمر سرعان ما ينتهي، والمشاغل لا تزال في تجدد.
قال ابن عطاء الله في حكمه: (إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونة النفس).
وقال الشارح ابن عجيبة: (فالواجب على الإنسان أن يقطع علائقه وعوائقه، ويخالف هواه، ويبادر إلى خدمة مولاه، ولا ينتظر وقتاً آخر، إذ الفقير [الصوفي] ابن وقته) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” ج1/ص49].
وقد يزين الشيطان لبعض السالكين أن يتركوا الذكر بحجة أن ذكرهم لا يَسْلَمُ من الوساوس، والذكر لا يفيد إلا إذا كان الذاكر حاضر القلب مع الله تعالى.
ولكن مرشدي السادة الصوفية حذروا مريديهم من هذا المدخل الشيطاني الخطير، فقال ابن عطاء الله السكندري: (لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع حضور يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور، وما ذلك على الله بعزيز) [“إيقاظ الهمم” ج1/ص79].
وقد يترك بعض السالكين أورادهم اكتفاء بالوارد، وما علموا أن الورد مطلوب منهم للتقرب الله تعالى، وأن السادة الصوفية لم يتركوا أورادهم مهما بلغوا من مراتب الكمال.
قال أبو الحسن الدراج رحمه الله: (ذكَرَ الجنيدُ أهل المعرفة بالله، وما يراعونه من الأوراد والعبادات بعد ما أتحفهم الله به من الكرامات، فقال الجنيد رضي الله عنه: العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك. وقد رأى رجلٌ الجنيدَ رضي الله عنه وفي يده سبحة، فقال له: أنت مع شرفك تأخذ في يدك سبحة؟! فقال: نعم، سبب وَصَّلَنا إلى ما وصلنا فلا نتركه أبداً) [“إيقاظ الهمم” ج1/ص162. وراجع هذا الخبر في ص184].
قال ابن عطاء الله: (لا يستحقر الورد إلا جهول، الوارد يوجد في الدار الآخرة، والورد ينطوي بانطواء هذه الدار وأوْلى ما يُعتنى به ما لا يُخلَف وجوده، الورد هو طالبه منك والوارد أنت تطلبه منه، وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه) [“إيقاظ الهمم” ج1/ص160].
وأخيراً فإن المريد إذا ترك ورده لسبب من الأسباب السابقة، ثم عاد إلى يقظته والتزام عهده؛ فلا ينبغي أن يقنط من رحمة الله نتيجة تقصيره وإهماله، بل عليه أن يتوب إلى الله تعالى، ثم يقضي ما فاته من أوراد، إذ الأوراد تُقضَى كسائر العبادات والطاعات.
قال الإمام النووي: (ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عقيب صلاة أو حالة من الأحوال ففاتته أن يتدراكها، ويأتي بها إذا تمكن منها، ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يُعرِّضْها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سَهُلَ عليه تضييعُها في وقتها، وقد ثُبت في صحيح مسلم [كتاب صلاة المسافرين وقصرها] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل” [“الأذكار” للنووي ص13].
المذاكرة


المذاكرة: هي استفادة المريد من خبرة مرشده بسؤاله عن أحكام شرعية تتعلق بتصحيح العقائد أو العبادات أو المعاملات، أو بأن يعرض له ما يحدث معه من أحوال قلبية وخواطر نفسية وشيطانية قد تلتبس عليه فتوقعه في شكوك وأوهام، كالشكوك في العقائد الإيمانية، وكالتعلقات الدنيوية، التي يقف حيالها حائراً مضطرباً.
أو بأن يكشف له عن أمراضه القلبية كالكبر والحسد والنفاق وحب الرئاسة، وعن رعوناته النفسية كالتحدث عن كراماته ومرائيه بغية الثناء والشهرة... وغير ذلك من الصفات الناقصة بغية معرفة طريق الخلاص منها.
وهكذا يرجع المريد لمرشده في جميع أحوال سيره لاجتياز العقبات التي تعترض طريقه.
وقد يذاكر المريد شيخه في أحواله الطيبة ومقامات سيره، واستشراف روحه للحضرة الإلهية، وما يرد على قلبه من واردات رحمانية أو ملكية ومفاهيم قرآنية وعلوم وهبية ... والقصد من ذلك الاستيثاق من صحتها حتى يكون المريد على بصيرة من مراحل سيره.
فالمذاكرة لها أهمية كبرى في سير المريد إلى الله تعالى، وهي ركن عظيم من أركان الطريق الخمسة: الذكر، والمذاكرة، ومجاهدة النفس، والعلم، والمحبة.
ومثل المريد مع مرشده كمثل المريض الذي يكشف لطبيبه كل ما يلقاه من أعراض مرضية، كما يخبره عن جميع مراحل تحسن جسمه وصحته.
ومن جهة أخرى فإن المذاكرة تُقوِّي الصلة بين المريد والمرشد، فتزداد المحبة ويقوى التجاوب، كما أن المريد يستفيد بالمذاكرة من شيخه علماً وحالاً ومعرفة، لأن العلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ.
فالمذاكرة إذن تطبيق عملي لأدب من آداب الشرع، وخلق أساسي من أخلاق الإسلام، وهو الشورى التي مدح الله بها المؤمنين بقوله: {وأمرُهُمْ شُورى بينَهُم} [الشورى: 38]. والتي دعا إليها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: “المستشار مؤتمن” [رواه الترمذي عن أبي هريرة في كتاب الأدب وقال: حديث حسن. والبخاري في “الأدب المفرد” في باب المستشار مؤتمن].
وإذا كانت الشورى هي للاستفادة من خبرة أهل الاختصاص في أي جانب من جوانب الحياة، كالمريض الذي يستفيد من خبرة الطبيب، والبَنَّاءِ الذي يستفيد من خبرة المهندس، والمظلوم الذي يستفيد من خبرة المحامي... إلخ.
فإن المذاكرة هي للاستفادة من خبرة المرشد في ميدان التطبيق العملي لدين الله تعالى، وقد نوَّه الله تعالى لهذه الاستفادة بقوله: {فاسألُوا أَهْلَ الذِّكرِ إنْ كُنتُم لا تعلمونَ} [النحل: 43]. وبقوله تعالى: {الرحمنُ فاسألْ بِهِ خبيراً} [الفرقان: 59].

 
الفرق بين المذاكرة وبين الاعتراف عند النصارى:


قد يتوهم بعض الناس بأن هناك تشابهاً بين مذاكرة المريد لمرشده وبين الاعتراف عند النصارى، ولكن العاقل المنصف لا يتسرع في الحكم، ولا يلقي الكلام جزافاً دون تفكير أو تدبر، بل يفرق بين من يأتي لإنسان مثله فيكشف له عن آثامه وجرائمه بغية أن يغفر له، كما هو الأمر عند النصارى، وبين من يأتي لخبير عالم فيكشف له عن أمراضه وأحواله بغية أن يدله على الطريق العملي للتخلص منها، كما يكشف المريض عن أمراضه ولو كانت مما يُستحى منها من أجل تشخيص الداء ووصف الدواء الناجع.
الفرق بين المذاكرة وبين المجاهرة بالمعصية:

وقد يشتبه الأمر على بعض الناس فيظنون أن مذاكرة المريد لمرشده في أمراضه القلبية وأحواله النفسية من معاصٍ ومخالفات نوع من المجاهرة بالمعصية.
ولكن هناك فرق كبير بين من يرتكب الإثم، ثم يأتي للناس يحدّث عنه من باب المباهاة والتلذذ بذكره والدعوة إليه، وبين من يندم على ذنبه ويتحير في معرفة العلاج الجذري الذي ينقذه من وضعه المذموم، فيأتي ليستفيد من خبرة مرشده.
قال الإمام النووي معلقاً على حديث: “كل أمتي معافاةٌ إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله تعالى عليه، فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا،
وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه” [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق]: (يكره للإنسان إذا ابتُلِيَ بمعصية أو نحوها أن يخبر غيره بذلك، بل ينبغي أن يتوب إلى الله تعالى؛ فيقلع عنها في الحال، ويندم على ما فعل، ويعزم ألا يعود إلى مثلها أبداً، فهذه الثلاثة هي أركان التوبة، لا تصح إلا باجتماعها، فإن أخبر بمعصيته شيخه أو شبهه ممن يرجو بإخباره أن يعلمه مخرجاً من معصيته، أو يعلمه ما يسلم به من الوقوع في مثلها، أو يعرفه السبب الذي أوقعه فيها، أو يدعو له، أو نحو ذلك، فلا بأس به، بل هو حسن، وإنما يُكره إذا انتفت هذه المصلحة) [“الأذكار” للنووي ص327].
ونقل الإمام المناوي في معرض شرحه لحديث المجاهرة قول الإمام الغزالي: (الكشف المذموم إذا وقع على وجه المجاهرة والاستهزاء؛ لا على وجه السؤال والاستفتاء، بدليل خبر من واقع امرأته في رمضان [روى هذا الخبر البخاري في صحيحه في كتاب الصوم، ومسلم في كتاب الصيام، والترمذي في كتاب الصوم باب ما جاء في كفارة الفطر في رمضان]، فجاء فأخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام، فلم ينكر عليه) [“فيض القدير شرح الجامع الصغير” ج5/ص12].






توقيع : Admin





ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة I_icon_minitimeالأحد يونيو 02, 2013 12:34 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية

sad eye

البيانات
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة



ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة






[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب






توقيع : sad eye






الإشارات المرجعية


الــرد الســـريـع
..





ورد الصوفية ودليله من الكتاب والسنة Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع