فتنة تستنظف العرب !!
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه .. ثم أما بعد
.. قال صلى الله عليه وسلم : (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم )) رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56.
وجاء في رواية أخرى عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار )) وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/629.
لذلك نحن رأينا ما أدت إليه الثورات من قتل وسفك للدماء .. ورأينا كيف كان أولئك المجرمون الحكام وأعوانهم وكيف أنهم مستعدون لإبداة شعوبهم مقابل البقاء على الكرسي .. نسال الله الخلاص من المتبقيين منهم .. وأن يحفظ دماء المسلمين .. اللهم آمين
..............................
# فتنة تستنظف العرب :
هي علامة من علامات الساعة الصغرى .. ذكرها د / محمد بن عبد الرحمن العريفي .. في كتابه نهاية العالم الذي جمع فيه علامات الساعة الصغرى وكذا الكبرى .. وكان فيه علامة وهي : فتنة تستنظف العرب ..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تكون فتنة تستنظف العرب , قتلاها في النار , اللسان فيها أشد من وقع السيف )) رواه أحمد وأبو داوود والترميذي وابن ماجة , والحديث فيه مقال ..
هذا الحديث لا أقصد طرحه بانه يشير إلى ما يجري .. ولكن قد يكون كذلك وقد لا تكون تلك الفتنة المقصودة في الحديث هي ما يجري من ثورات وأحداث في الدول العربية .. ولكن أحببت أن نتدارس هذا الحديث وأن نستخلص منه وصايا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وكذلك لنتدارسه .. ولعله كما أشرت أن يكون هذا الحديث متطابق مع الأحداث الجارية ..
- تفسير الحديث ( مقتبس من كتاب نهاية العالم .. ما عدا ما بين الأقواس ) :
(( تستنظف العرب )) : أي تستوعبهم وتشملهم هلاكاً .. من استنظفت الشيء إذا أخذته كله .
( أيضاً .. قد يأتي إلى ذهن القارئ .. بأن كلمة تستنظف قد تكون تعني أنه تنظفهم من المجرمين .. )
(( قتلاها في النار )) لقتالهم على الدنيا , واتباعهم الشيطان والهوى , أي سيكونون بقتالهم هذا مستوجبين للعقاب ( ولو لاحظتم أن الكلام هنا للذين قاتلوا للدنيا .. وما جرى وما يجري .. نجد أن كثيراً من الشهداء وكذلك نحسبهم استشهدو ظلماً دون قتال عزل وأنهم كانوا خارجين لدفع الظلم ولإعلاء الحق .. هذا إذا أردنا أن ننظر للحديث في أنه يشير لما يجري حالياً ) وهم إن ماتوا مسلمين موحدين , لم يخلدوا في النار وإن عوقبوا بها .
والمراد بقتلاها : من قُتل في تلك الفتنة فهو متعرض للوعيد الشديد ؛ لأنهم ما قصدوا بتلك المقاتلة إعلاء دين , أو دفع ظالم , أو إعانة محق , وإنما كان قصدهم التباغي والتشاجر ؛ طمعاً في المال والملك .
(( اللسان فيها أشد )) : أي وقعه , وطعنه , وتشجيعه على القتال , وإذكاؤه له أشد من السيف .
................................
# فوائد وعبر :
الحديث أشار إلى أن الفتنة ستشمل كافة العرب .. وأن الفتنة سيكون فيها اللسان شديد .. وأن من قتل فيها لقتاله على الدنيا فهو في النار .. لكن لو نظرنا في هذا الحديث من زاوية كيف نستخلص منه الفوائد .. :
1 / أن نحفظ ألسنتنا من إطلاقها في التشجيع لثورات جديدة أو غير ذلك مما يؤدي إلى فتن في تلك البلدان وقتل وإراقة دماء .. فكما نرى أن أغلب الثورات .. كانت بسبب اللسان بشكل رئيس .. وبسبب الدعوات على الفيس بوك وعلى تويتر .. ( طبعاً أنا لست ضد الثورات الإيجابية .. ولكن ضد أن نعتقد أن الثورة لعبة وأن دماء المسلمين رخيصة ) .
2 / أن تكون نية المسلم في النزول لمثل تلك الثورات هي نية الإصلاح .. ودفع الظلم .. وإعلاء الحق .. لا النزول لدنيا فانية .. وأن لا يقوم بقتال أخوانه المسلمين والتهجم عليهم .. بل كما شهدنا في ثورات مصر وتونس وليبياوسوريا أيضاً .. أن الناس عندما نزلت كان نزولها سلمياً .. وأن الاعتداء كان من قبل أولئك الحكام المجرمين .. فكان الدفاع عن النفس ..
واحتمال ان تكون هذه هي الفتنة التي حذرنا منها حبيبنا رسول الله صلى الله علية وسلم
أنا لست ضد الثورات التي حدثت .. ولست أعني بطرحي لهذا الموضوع أنني أرى أن الحديث هو مطبق على الوضع الحالي ..
هذا ونسال الله تعالى أن يحفظ المسلمين ودماؤهم .. وكذلك أن ينصر إخواننا في سوريا .. وأن يخلصنا من الحكام المتبقيين بقدرته .. فأنا على يقين بأن ما يجري .. هو تغيير إلاهي وانتقام إلاهي من أولئك الظالمين كافة .. وأنا على يقين بأنه سيأتي دورهم واحداً واحداً .. قد أمهلهم الله .. ولن يهملهم ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين