في خطوة جديدة نحو تدشين التحالف المصري الروسي، على غرار تحالف الستينيات، في أعقاب توتر العلاقات بين النظام المصري الجديد والإدارة الأمريكية، أعلن المسئول التنفيذي الأول لشركة «روستيك» التكنولوجية الروسية سيرجي تشيميسوف، أمس الإثنين، من دبي، أن روسيا ستسلم منظومات دفاع جوي للجيش المصري في الأيام المقبلة، مضيفا أنه سيواصل التفاوض بشأن صفقات طائرات الهليكوبتر وطائرات مقاتلة من نوع ميج 29.
وردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن يكون الاتفاق مع مصر بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي، أوضح تشيميزوف، أن روسيا مستعدة أن تورد أسلحة لمصر بأي مبلغ، لكن المهم أن يكون لدى المصريين ما يكفي من المال.
وفي الوقت نفسه، أشار الخبير الروسي إلى أن وجود بعض المشاكل المالية في مصر جعلت موسكو تبحث منح مصر قرضا، إلا أن مصادر مصرية كشفت أن صفقة الأسلحة ستمولها بعض الدول الخليجية التي ساندت مصر في ثورة 30 يونيو.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أن وفدًا عسكريًا مصريًا زار موسكو بداية الشهر الجاري؛ للتفاوض على شحنات سلاح ذات تكنولوجيا عسكرية حديثة منها طائرات ميج وأنظمة دفاع جوي حديثة تقدر بــ4 مليارات دولار.
وأوضحت الصحيفة أن التخوفات الروسية من عدم قدرة مصر على الدفع، أدت إلى تقليص الصفقة إلى 2 مليار دولار بدلًا من 4 مليارات دولار.
وفي سياق متصل، نقلت شبكة «بي بي سي» عن روسلان علييف، الخبير الروسي في مركز الدراسات الإستراتيجية والتكنولوجيا في موسكو، قوله، إن القاهرة تفاوضت في المقام الأول على أسلحة مضادة للدبابات، وأسلحة تشويش للقوات البحرية، ونحو 27 طائرة ميج، وأنظمة دفاع جوي صغيرة ومتوسطة المدى وهي: منظومة (تور إم 2) وهي منظومة دفاع جوي روسية حديثة للارتفاعات المنخفضة والمتوسطة، وصواريخ (بوك ام2) وهي صواريخ أرض جو متوسطة المدى مصممة لاعتراض صواريخ كروز والقنابل والطائرات دون طيار، ومنظومة (بانتسير إس1) وهي نظام دفاع جوي (أرض-جو) قصير ومتوسط المدى، يصل مداه إلى 20 كم وارتفاع حتى 15 كم، وهو نظام بوسعه إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف وبإمكانه متابعة 20 هدف في وقت واحد، وإطلاق الصواريخ على 4 منها. وتصل سرعة الصاروخ إلى 1300 م/ث.
وأعنلت صحيفة «نوفوستي» القريبة من الجيش الروسي عن مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشفت أن مصر تعاقدت على منظومة صواريخ مضادة للدبابات «كورنيت» وهو صاروخ من الجيل الثالث المتطور الذي يستطيع خداع جهاز «تروفي» الإسرائيلي، الذي تم تركيبه على دبابة «الميركافا» الإسرائيلية.
ووصفت الصحف الروسية الصفقة المصرية الروسية بـ«التاريخية»، وقالت إن المبيعات العسكرية الروسية إلى مصر على مدى السنوات الـ 10 الماضية تقدر بـ 350 إلى 400 مليون دولار