الطاقة الكهرَومائية هي شكل من أشكال الطاقة النظيفة المتجددة صديقة البيئة، ويتم استخدامها منذ عشرات السنين على نطاق عالمي واسع، وتمثل نحو 19% من إنتاج الطاقة الكهربائية العالمي، كما أنها عملية عالية المردود، إذ يصل مردودها لنحو 80% - 90% وأكثر.

وأكبر قدرة معروفة لمحطة توليد مائية موجودة حاليا، تصل إلى 18.000 ميجا وات، وذلك في "سد الصين العظيم".
كيف يتم توليد الكهرباء من الماء؟

لتوليد الطاقة الكهربية من الماء، لابد من توفير عدة عناصر في البداية، وهي بناء سد على مجرى مائي، ليحجز الماء خلفه، وتتكون بحيرة اصطناعية ضخمة، وعندما يتم فتح المنفذ المائي في السد, تتدفق المياه بتأثير الجاذبية, من أعلى لأسفل، فتتحول طاقة الوضع الكامنة في الماء لطاقة حركية. تُدير التوربينات التي يتم وضعها هناك، التي تدير بدورها مولّدات الكهرباء التي تزوّدنا بالتيار الكهربائي.

وتأتي بعد ذلك مرحلة نقل الطاقة الكهربائية المولَّدة لشبكة التغذية، بتوتر عالٍ لتقليل الهدر الناجم عن مقاومة التيار الكهربائي في الأسلاك.
وبالإضافة لذلك، يمكن استعمال تقنيات أخرى لتوليد الطاقة من المياه مثل استخدام طاقة المياه الحركية في الأمواج، أو طاقة المد والجزر.

أشهر الدول العربية التي تستغل المياه لتوليد الطاقة

لدينا مثالان ناجحان في الوطن العربي، لاستغلال طاقة المياه الهادرة في توليد الطاقة، أحدهما في مصر متمثلة فى السد العالي الذي بناه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

ويبلغ طول السد نحو 3600 متر، وعرض قاعدته 980 مترا، وعرض قمته 40 مترًا، وارتفاعه 111 مترًا، وحجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلاله تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.

ويحوي السد 12 مولدا كهربائيا، قدرة كل مولد 175 ألف كيلووات، في حين تبلغ القوة الإجمالية للسد 2.1 مليون كيلووات، والطاقة الكهربية المنتجة نحو 10 مليارات كيلووات ساعة سنويًا.

أما المثال الثاني، ففي المغرب الشقيق، حيث يوجد لديهم محطة "أفورار" بإقليم أزيلال لتوليد الطاقة الكهرومائية عن طريق الضخ، وتضم حوضًا بطاقة استيعابية تبلغ مليونًا و300 ألف متر مكعب، ومصنعا يضم مجموعتين بقوة 172.5 ميجا واط للواحدة، ومعملا آخر يضم مجموعتين بقوة 59 ميجا واط لكل منها.

كما تضم المحطة حوضًا تصل طاقته الاستيعابية لمليون و300 ألف متر مكعب لسقي المنطقة، وكذا المدارات المائية التي تربط بين منشآت المحطة. ويصل فارق الارتفاع بين الحوضين إلى نحو 800 متر.

والمحطة من تصميم المجموعة الفرنسية المغربية «ألستوم إس جي تي إم» بقيمة 1.4 مليار درهم.