أسود مصر aswad misr
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسود مصر aswad misr

موقع عربي شامل\ يهتم بجميع النشاطات\ والمجالات للنقاش المفتوح الهادف و البناء\ و المواضيع العامة\ كتب نادرة في كل مجال
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
تابع موقع startacraftbusiness
عن كسب المال من خلال المنصات عبر الإنترنت الاستفادة من مهاراتك أو خبراتك
أو مواردك لتوفير قيمة أو أداء المهام للآخرين.
للمتابعة للموقع اضغط هنا من فضلك علي هذا الرابط

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push();
أسود مصر aswad misr :: حقيقة الصوفية والتصوف الاسلامي وعلمائة واهلة :: ما هو التصوف اومامعني التصوف

شاطر
إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:03 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





النبي صلى الله عليه وسلم هو من علمنا التوسل والتبرك قد تبرّك بوضوء المسلمين كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة:
فعن ابن عمر, قال: قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه, يرجو بركة أيدي المسلمين.ذكر في مجمع الزوائد: 1\214، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثّقون،
كنز العمال: 7\112، ح 13281
وذكره السيوطي في الشمائل الشريفة ونقل تصحيح الهيثمي موافقا له ( ص 272 - 273 طبعة دار طائر العلم للنشر والتوزيع بتحقيق حسن بن عبيد باحبيشي ) برقم ( 490 )
صححه المناوي في التيسير ( 2 / 525 طبعة مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة الثالثة )
وذكره من وجه اخر الإمام البيهقي في الشعب ( 3 / 30 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1410 ، بتحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول ) برقم ( 2791 ) ،
وقد رواه القضاعي في مسنده ( 2 / 104 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية ، 1407 - 1986 ، بتحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي ) مختصرا برقم ( 977 )
وابن عدي في ( الكامل ) ( 2/ 783 )
ورواه ابو نعيم في الحلية ( 8 / 203 طبعة دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 )
بل حتى شيخ السلفية الألباني حسن الحديث
قال الألباني في السلسلة الصحيحة ( 5 / 154 ) برقم ( 2118 ) : ( " كان يبعث إلى المطاهر ، فيؤتى بالماء ، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين " .
أخرجه الطبراني في الأوسط ( ص 35 ) و أبو نعيم في الحلية ( 8 / 203 ) عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : " قلت : يا رسول الله ! الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك ، أم من المطاهر ؟ قال : لا بل من المطاهر ، إن دين الله يسر ، الحنيفية السمحة " ، قال : فذكره.
وقال : ( لم يروه عن عبد العزيز إلا حسان ) .
قلت ( الألباني ) : و هو مختلف فيه ( يعني حسان ) والأكثرون على توثيقه ، و الذي يترجح عندي أنه وسط حسن الحديث ، ولاسيما و قد خرج له البخاري في صحيحه .
وانظر تحسين الألباني للحديث في السلسلة الصحيحة المختصر ( 5 / 154 طبعة مكتبة المعارف - الرياض ) برقم ( 2118 ) ، وفي صحيح الجامع حديث رقم ( 4894 ) ..
وعندما ضعف الحويني هذا الاثر لانه تفرد به واحد عند الطبراني ولو نظرنا من هو حسان بن ابراهيم لوجدناه قد احتج به البخاري ومسلم وهو من رجالهما فكيف يضعف الآثر لتفرد ثقة به؟؟
تفرد الثقة مقبولة كما هو معلوم عند المبتدئين.
فسبحان ربي العظيم.وليعلم أحبائنا المسلمون أننا سنورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وسنقسم هذه المطوية إلى خمسة فصول لتخدم المقام الذي نحن بصدده
الفصل الأول:- مصطلحات لغوية
الفصل الثاني:- ما أستند إليه المخالفون من الآيات والاحاديث والآثار والرد على الإشكالات
الفصل الثالث:- توضيح التحريف في بعض اقوال الائمة والعلماء من قبل المخالفين
الفصل الرابع:- الحياة البرزخية وحقيقتها
الفصل الخامس:- توضيح مهم في مسألة التوسل والاستغاثة والمدد
الفصل الخامس:- أدله التوسل والاستغاثة والمدد بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأفعال وأقوال السلف والائمة
الفصل الأول
مصطلحات لغوية
1- الوسيلة
الوسيلة في اللغة: المنزلة عند الملك , والوسيلة:-الدرجة , والوسيلة:-القربة , وَسَلَ فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به إلى الله , والواسل:- الراغب إلى الله
ويقال توسل إليه بوسله إذا تقرب إليه بعمل ,وتوسل إليه بكذا أي تقرب إليه بحرمه آصرة تعطفه عليه
إذاً الوسيلة:- الوصلة والقربى وجمعها الوسائل
( لسان العرب لابن منظور ج 11 ص 724 مادة< وسل>)
2- الدعاء
لخص أبو البقاء المعاني المتعددة للدعاء مستشهدا بآيات القرآن الكريم قال :
" والدعاء : الرغبة إلى الله والعبادة نحو ( وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرّك ) ، والاستعانة نحو ( وَادْعُوا شُهَدَاءكُم ) ، والسؤال نحو ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، والقول نحو ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ) ، والنداء نحو ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ ) ، التسمية نحو ( لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا )
أبو البقاء الكليات ص 447
قال ابن منظور:
"دعا الرجلَ دعوًا ودعاءً: ناداه. والاسم: الدعوة. ودعوت فلانًا: أي صِحت به واستدعيته -
لسان العرب مادة (د ع و).
وانظر ايضا : مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصبهاني
(ص315-316)
والدعاء شرعا:- أقصى نهاية الخضوع والتذلل بشرط نية التقرب فالعبادة لا تطلق إلا على العمل الدال علي الخضوع المتقرب به لمن يعظمه باعتقاده تأثير في النفع والضر وعلى هذا فشرط كونها عبادة نية التقرب للمعبود.
قال الخطابي:
(معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ. وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه" - شأن الدعاء)
شأن الدعاء للخطابي ص4
قال الزبيدي صاحب تاج العروس
( الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار)
إتحاف السادة المتقين 5/4
قال الحافظ ابن حجر:
«الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95].
3-الاستغاثة
الاستغاثة لغة : طلب الغوث والنصر هي طلب العبد الإغاثة والمعونة ممن يسعفه ويدفع عنه عند الوقوع في شدة ونحوها .
وشرعا :تكون طلب العون وتفريج الكروب
قال تعالى { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص 15]
فالاستغاثة بمعنى طلب التوجه من المستغاث به إلى الله تعالى في قضاء الحاجة إذ ليس لأحد مع الله فعل أو ترك وإنما المستغاث به سبب للشفاعة والدعاء ولقضاء الحاجة.
جاء في المعجم الوسيط
((الاستغاثة ) طلب الغوث و ( عند النحاة ) نداء من يخلص من شدة أو يعين على دفع بلية ويقرن المستغاث به بلام مفتوحة والمستغاث له بلام مكسورة يقال يا لله للمسلمين وقد يجر المستغاث من أجله بمن إذا كان مستنصرا عليه كقوله
( يا للرجال ذوي الألباب من نفر
لا يبرح السفه المردي لهم دينا )
( الغوث ) الإعانة والنصرة ويقال في الشدة تنزل بالمرء فيسأل العون على كشفها واغوثاه)) اهـ
وفي القاموس المحيط
((غَوَّثَ تَغْويثاً : قال : واغَوْثاهُ والاسْمُ : الغَوْثُ والغُواثُ بالضمِّ وفَتْحُهُ شاذٌّ . واسْتَغاثَني فأغَثْتُهُ إغاثَةً ومَغُوثَةً)) اهـ
وفي تاج العروس
((قال شيخُنَا : قالوا : الاسْتغَاثَةُ : طَلبُ الغَوْثِ وهو التَّخْلِيصُ من الشِّدةِ والنِّقْمَةِ والعَوْنُ على الفَكَاكِ من الشّدائِدِ)) اهـ
و الاستغاثة فرع من التوسل فلا فرق بينهما كما سنرى في كلام الائمة
4- الاستعانة:
فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه.
5- الجاه
الجاه: المنزلة والقَدْرُ عند السلطان.
لسان العرب.. والقاموس المحيط (1/1607)
6- التوجه.
جاء في المعجم الوسيط
(((وجه ) انقاد واتبع يقال قاد فلان فلانا فوجه انقاد واتبع والمولود خرجت يداه من الرحم أولا وإلى الشيء توجه بمعنى ولى وجهه إليه وفي المثل ( أينما أوجه ألق سعدا )
( اتجه ) إليه أقبل بوجهه عليه ( أصله اوتجه )
الوجهة ) الجانب والناحية والموضع الذي تتوجه إليه وتقصده وكل مكان استقبلته والقبل وشبهها ووجهة الأمر وجهه
(2/953\2/954 ) المعجم الوسيط
7- الشفاعة
قال الراغب في المفردات ص 263
الشفاعة : الاِنضمام إلى آخر ناصراً له وسائلاً عنه.
8- المدد
ورد في لسان العرب عن معنى كلمة مدد:
((مددنا القوم، أي صرنا لهنا أنصاراً ومدداً.
وأمدَّ الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم وأمدهم بمال كثير وأغناهم..
والمدد: العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله والإمداد أن يرسل الرجل مددا
لسان العرب مادة (م د د ).
وقال الإمام الفيومي رحمه الله تعالى:
أمددته بمدد: أعنته وقويته به [2]
المصباح المنير مادة (م د د)
6- التبرك
جاء في لسان العرب
((التبرك لغة: طلب البركة، والبركة هي: النماء والزيادة
مادة برك، انظر لسان العرب: 10/390
قال ابن منظور:
بارك الله الشيء، وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، وطعام بريك كأنّه مبارك
لسان العرب: 10/390
قال الفيومي:
بارك الله تعالى فيه فهو مبارك، والأصل: مبارك فيه
المصباح المنير: 1/45.
والتبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة،أي طلب الحصول على الخير على وجه السبب.
قال الراغب الأصفهاني:
البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء، قال تعالى: { لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }الأعراف-96، { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ }الأنبياء-50، تنبيها على ما يفيض به من الخيرات الإلهية.
الفصل الثاني
ما أستند إليه المخالفون وتوضيح الإشكال
استند أصحاب هذا الرأي الشاذ إلى آيات الكتاب الحكيم وبعض الأحاديث وسنعرضها جميعا بإذن الله تعالى ونورد الأدلة على قصور الفهم الذي أدى إلى هذ الإشكال
اولاً:- الإشكالات في فهم الآيات من الكتاب الحكيم.

1- قول الله تعالى : (لاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
سورة يونس 106\107
2- وقوله تعالى: (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
العنكبوت : 17.
3- وقوله تعالى ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين))
سورة الأحقاف : 5\6.
٤- قال تعالى (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))
سورة الجن ، آية : ١٨
إن استدلال المخالف باطل فهذه الآيات نزلت في المشركين ولا تنطبق على أهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين ولا تقربهم لاختلاف الحال كلياً
وكما ذكر البخاري عن قول ابن عمر رضي الله عنهما
في الخوارج يقول البخاري:
«وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق، وقد قال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين».
ومما استند إليه القوم أنهم قالوا إن العبرة في الآيات هي عموم اللفظ وليس في خصوص السبب وهذا قول حق أريد به باطل فلا أحد ينكر عموم اللفظ ولكن المستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملاً وتفصيلاً فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم والمتوسلون يدعون الله الواحد الأحد والكفار يدعون آلهتهم من دون الله فأحوال الكفار في من نزلت فيهم الآيات لا يرتبط بأي صلة تشير إلى أهل القبلة من المسلمين!!!!
فشتان بين يدعوا الله متوسلا بجاه نبيه وصالحيه وبين من يدعوا غير الله فكيف يعمم الحكم على أمه الإسلام؟؟
فرق شاسع بين ما يقول يا رب أعطني كذا بحق فلان..
وبين من يقول اُعْلُ هُبَل..خذلني آلات ويعتقد أنهم آلهة من دون الله.!
ولكنا نجد أهل الفتنة يشرقون ويغربون ويقولون هذا ما قاله الكفار
{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
ونحو قوله تعالى
{ فلا تدعوا مع الله أحداً}
ولكنهم قد تناسوا أن هذه الآيات قد جعلت في أهل الشرك وما من موحدا متوسلاً يعبد نبي أو ولي..!!
فكل آية تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار وهو العبادة للأوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله.
وسيتضح ذلك من أوجه عديدة
الوجه الأول:- فالمشركون جعلوا أصنامهم آلهة تعبد والمسلمون ما اعتقدوا في إله غير الله وما عبدوا غير الرحمن فليس لنا غير إله واحد الله جل جلاله ويظهر جليا الفرق بين المسلمين وبين عباد الأصنام وغيرهم في قول الله تعالى في الكفار

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : ٨١-
الوجه الثاني:- الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام عند المسلمين هم أنبياء معصومون بشر لهم خواص خاصة من الله بها عليهم وأعطاهم ما لم يعطه لبشر وليسوا آلهة تعبد من دون الله ومن قال بذلك فقد كفر
الوجه الثالث:- الأولياء هم أولياء محفظون وصلوا إلى رتبة الولاية بالعمل الصالح وعبادة رب العباد وليسوا آلهة تعبد وإلا كان الأولى أنبياء الله تعالى عليه الصلاة والسلام
الوجه الرابع:- ورد في الآيات أن الكفار وجدوا ضالتهم في عبادة هذه الأصنام فاستحقت العبادة بالنسبة لهم وعبدوها بالفعل كما في قوله تعالى (وما نعبدهم إلا ليقربونا)
أما المسلمون فلا إله لهم غير الله تعالى ولا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم وما عبدوا غيره جل جلاله.
الوجه الخامس:- أن المشركون عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم وزعموا أن ذلك ليقربوهم إلى الله فهم قد اتخذوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم آلهة من دون الله والإله هو المستحق للعبادة
والمسلمون عبدوا الله وحده ولم يعبدوا غيره ولم يعتقدوا في غيره سبحانه وتعالى وتوسلوا بالأنبياء والصالحين رجاء تحقيق مطالبهم من الواحد القهار
فدعاء المشركين دعاء آلوهية وتعبد
ودعاء المسلمين توسل واستشفاع فشتان بين الاثنين فكيف يعمم أهل الجهل القول علي المسلمين؟
وقول المعترض
وقوله تعالى في الآية الكريمة (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى))
فالاستدلال بالآية في غير محله وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى فكما وضحنا في الاوجه السابقة أن أهل الشرك عبدوا أصنامهم والآية بدأت بقوله تعالى ما نعبدهم أي عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم فكان قولهم فاسد أن هذا للتقريب لان دعاءهم دعاء آلوهية وتعبد.
فكانت الآية لإظهار أن علل عباد الأوثان والأصنام التي عللوا بها عبادة الأصنام إنما هي عله فاسدة وجاءت الآية من باب التنبيه على ضلالتهم وهذا ما ذكر في أكثر من آية في الكتاب الحكيم أنهم خضعوا لها وعبدوها من دون الله تعالى
فلما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تنفع ولا تضر قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
وهذا من جحدهم بآيات الله تعالى
ومن كذبهم الذي أظهره الله في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم
وهذا ما لا ينطبق على أهل الإسلام..
وهذا واضح وصريح في جميع الآيات من أن الكفار قد عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وجعلوهم آلهة تنفع وتضر وترزق فأضافوا إليهم صفات الألوهية ونسبوا إليهم القدرة استقلالاً
فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها
و هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام فلم يعبدوا غيره وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم
بقوله تعالى : (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال :
(( كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب الكفار الله عز وجل ، فأنزل الله : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) هذا سبب نزول هذه الآية .
فهي إذن تنهى المؤمنين نهي تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل فيسبون ربهم الذي يعبدونه وهو رب العالمين ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل نقص ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل من تلك الحجارة .
وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى :
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق لكانت عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الحجارة وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه سبحانه وتعالى ؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً وليست الآية التي معنا وحدها تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال منها قوله تعالى:
(وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)
فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله : (سَاء مَا يَحْكُمُونَ ).
ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه : ((اُعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن يغلب آلهتهم ، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب العالمين .
وهذا يظهر جلياً في آيات الكتاب الحكيم لمن ألقى السمع وهو شهيد قال تعالى
(وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً) الفرقان 60
قال تعالى
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : 81
قال تعالى
(إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوء) هود : 54
قال تعالى
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) العنكبوت :17
فهذه الآيات تدل وتصرح بعبادتهم الأوثان من دون الله تعالى فكيف تنطبق هذه الآيات على المتوسل وهو من عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
قال تعالى
(ألَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)
الزمر : 36:38
الآية هنا تصرح بأن المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم
قال البغوي في تفسير الآية : " ... وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ... " وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان
وقالوا : لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون
تفسير البغوي ج4 ص 69
قال تعالى :-
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) يونس1
قال تعالى :-
(أَفَرَأَيْتُمُ اَللَّات وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ اَلْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ اَلْأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ) النجم : 19:23


قال تعالى :-
" وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْض كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ "البقرة : 116
فإن جميع هذه الآيات تدل وبصراحة على أن شرك المشركين كان في دعاء الآلهة التي عبدوها من دون الله وهل هناك حاجة لأدلة أصرح من هذه الآيات؟
وقولهم لقربونا إلي الله زلفي أو أن الله هو الخالق هو من الكذب كما وضحنا فالمشركين أقروا بألسنتهم فقط ولم يكن هذا إيمان فهم كاذبون أفاكون.
اتعلمون كيف يكونوا هؤلاء كذابون أفاكون ؟
انظر إلى قول الله تعالى
قال الله تعالى : * ( ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) العنكبوت : 61
أتعلم كيف ينطق الكفار بألسنتهم فقط؟؟
قال الله تعالى ( يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم ) * التوبة : 8
قال تعالى : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) الزمر : 3
قال القرطبي في التفسير ( 13 / 161 ) : ( أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي)اهــ ونقول هذا معناه : أنهم يقولون ذلك بألسنتهم فقط عند إقامة الحجج عليهم وهم في الحقيقة لا يقولون بذلك
ويظهر هذا في قوله تعالى
قال تعالى : ( ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه )
وجاء في الأثر حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، ثنا محمد بن عبد الله ثنا كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله قال : قرأ ابن الزبير آية فوقف عندها أسهرته حتى أصبح ، فلما أصبح قال : من حبر هذه الأمة ؟ قال : قلت : ابن عباس ، فبعثني إليه فدعوته ، فقال له : إني قرأت آية كنت لا أقف عندها ، وإني وقفت الليل عندها فأسهرتني ، حتى أصبحت ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) فقال ابن عباس « لا تسهرك فإنا لم نعن بها ، إنما عني بها أهل الكتاب ،
( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، وهو
( الذي بيده ملكوت كل شيء ) ، ( وهو يجير ولا يجار عليه ) (سيقولون الله فهم يؤمنون ههنا وهم يشركون بالله )
فضائل الصحابة احمد بن حنبل 3\334
مختصر قيام الليل للمروزي، ص 149)
وذكر مختصرا في تفسير الإمام الطبري.
إذاً فكلُّ آيةٍ تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار
والقول أن الكفار كانوا موحدين توحيد ربوبية هو من الجهل الفظيع
هل هؤلاء الكفار في الآيات التي سردناها موحدين أم مشركين ؟
فإما أن يقول المعترض بأنهم مشركون أم يقول البعض بأنهم موحدون لأن الذي نعرفهُ وندين الله تعالى به هو أن الناس ينقسمون إلى قسمين إما كُفار وأما موحد
وقول البعض بأن هناك من هو موحد توحيد
ألوهية وليس موحد توحيد ربوبية أو العكس يقتضي وجود منزلة بين المنزلتين .
ونحنُ لا نعرف إلا موحد أو مشرك
ثم يا من قسمتم التوحيد ألى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات!
أليس التوحيد من أعظم المهمات التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء؟؟؟
إذاً لماذا لم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام ( ايها الناس أعلموا أن التوحيد ينقسم إلى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات ) ؟
أنا أجيبكم على ذلك
لأنه سَرَابٌ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً
ثم هل ورد في حديث من الأحاديث أن الرجل إذا وضع في قبره يسألهُ الملكان ( هل كُنت موحد توحيد ألوهية أم كنت موحد توحيد ربوبية ؟)
ثم هل من قال فيهم سبحانه وتعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (العنكبوت:23)
( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: من الآية5)
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )(البقرة: من الآية61)
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (آل عمران: من الآية4)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (آل عمران:70)
)َضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) (آل عمران: من الآية112)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ) (النساء: من الآية155)
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ)(لأنفال: من الآية52)
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (يونس:95)
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل:104)
(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) (الروم:10)
(كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (غافر:63)
(وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام: من الآية33)
والظالمين المراد به هنا هم الكافرين
فالخلق والإنعام والإيجاد والرزق ووو كلها من آيات الله , فوصف الله الكفار بأنهم جاحدون أي كافرون بآيات الله
( توحيد الربوبية على زعمكم )
فهل من يكفر بآيات الله يعترف بالله لا رب سواه؟ ؟
مالكم كيف تحكمون
ثم أين العقول يا أصحاب العقول؟
ما معنى كلمة ( موحد ) ؟ فهي في مفهومكم مُتجزئ إلى ثلاثة ؟؟
وكذلك نص جميع أهل التفسير بلا استثنا في التفاسير من أقوال الكفار هذا ابن الله شريك الله وغيرها.
فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فوسيلة الشئ غيره.
ومما جاء على سبيل المثال في تفسير الطبري
عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله:
{ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرّبُونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
قال: قريش تقوله للأوثان، ومن قَبْلَهم يقوله للـملائكة ولعيسى ابن مريـم ولعزَيز.) لهـ

وإذا راجعت أخي المسلم جميع التفاسير ستجد نصوص الائمة على أن أهل الشرك وجدوا ضالتهم في عبادة الأصنام فعبدوها من دون الله وان مثل هذه الأقوال قد قالها قوم من اليهود في عزير وقوم من النصارى في عيسى ابن مريم
فماذا قالت اليهود في عزيز وماذا قالت النصارى في سيدنا عيسى عليه السلام؟؟
فراجع إن شئت تفسير الآية في جميع التفاسير
وتذكر فهل قال أهل الإسلام مثل كما قالت النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام أو اليهود في عزيز أو كفار قريش في اَللَّات وَالْعُزَّى هل قال مسلم ان لله شريك أو ولد أو اعتقد في غير الله الهاً فهل هذا يقوله مسلم يا أهل الإسلام؟؟
إشكالات أخرى عند القوم
قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين".
هذه الآية واردة فيمن يعبدُ غير الله تعالى ولا يجوز الاستدلال بها للرد على المتوسلين إلى الله بخلقه ثم إن المراد بالآية هو الأصنام ومن عبدوهم من دون الله وهذا ما لا يقوله مسلم.
والمستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملا وتفصيلا فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم.
((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ))
هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام هو لله اصطفاه لهم واختصهم به ووضعه مسكناً لهم .
وأحياه بعد الممات على يد أبيهم وعمره من الخراب بسلفهم وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة وأشركوا بالله غيره وما كان المتوسل يشرك احدا أياً كان في العبادة مع الله كما بينا سابقاً.
فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم فالتوسل لا يعبد إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
- وقوله تعالى : ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ؟ أإله مع الله ؟ ) سورة النمل : 62
- وقوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (٦٠)غاف
- وقوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدَّاعّ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦) البقرة
الرد على الإشكالات في هذه الآيات:-
فهذه الآيات لا تنكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه معتقِداً أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالا دون الله فقد أشرك..وهذا لا خلاف عليه فهذه الآيات شاملة لدعاء الشخص نفسه ولدعاء المستغاث به وكل من الاستغاثة والتوسل ليس فيهما دعاء غير الله بما اختص به وحتى حين يطلب المستغيث أو المتوسل قضاء الحاجة من المستغاث به مباشرة لا يريد الموحد بالله منه إلا أن يسعى في قضاء حاجته بالطرق المقدورة له عند من بيده الأمر وحده الله جل جلاله فهو في حقيقته استشفاع لطلب السعي والتسبب العادي في إجابة الدعاء وقضاء الحاجة.
أما التوسل فهو مشروع ولا أحد يظن كما بينا مسبقا أن التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين ليس إلا تشفعاً بهم لله عز وجل فالله هو المتصف بالقدرة المطلقة ويعطي ما يشاء لمن يشاء من عباده فيعطي لهم بعض القدرة المقيدة وهل هذا على الله بكثير..؟
والأنبياء والأولياء ما هم إلا سبباً في الضر والنفع بإذن الله تعالى والفاعل هو الله جل جلاله كما بينّا وسنبين في معرض المطوية.
والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث
هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب.
ونقول لهم الله تعالى القائل ادعوني أستجب لكم
هو نفسه القائل سبحانه: "وابتغوا إليه الوسيلة"
وقال تعالى ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا).
الموضوع كلة منقوووووووووووووول للافادة وللعلم





توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:11 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





ثانياً- بيان الإشكال في الأحاديث النبوية الشريفة
- فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أن الدعاء هو العبادة)
فنقول لهم إن التوسل لا يسمي عبادة قطعاً ولا يقال فيه عبادة بل هو وسيلة إلى العبادة ومعلوم لذوي الألباب أن وسيلة الشيء غيره بالضرورة
فإن التوسل ليس فيه تقرب للمتوسل به ولا تعظيمه وإيصاله إلى مرتبه الألوهية بأنه ينفع ويضر ويرزق بل المتوسل به هو وسيلة رجاء تحقيق مطالبه من الله تعالى فالله وحده النافع الضار ومن المعلوم أن الناس منذ القرون السابقة للإسلام إلى الآن لا تخلو من التعظيم للأمراء والولاة والسلاطين وكبرائهم وهذا أمر دنيوي ليس من باب العبادة ولا يقصد به عبادتهم أو تعظيمهم تعظيم الآلوهية لأن هذا التعظيم في أمر دنيوي لم يبلغ نهايته والتعظيم الناشئ عنه لم يبلغ غايته في التذلل والعبادة.
ولأنه هذا التعظيم لم يصل إلى التعظيم الإلهي والاعتقاد بالنفع والضر استقلالا ولا يشمل غاية الخضوع والتذلل ومثل هذا لا يمكن أن يكون عبادة..ويظهر هذا بوضوح لذوي الألباب ومدى الاختلاف بين الوسيلة والعبادة من تعريف الوسيلة والتوسل والعبادة..
ويظهر من معنى العبادة أن الكفار ممن عبدوا الأصنام والأنبياء والصالحين إنما وصلوا إلى تعظيمها والخضوع التام لها والتذلل لهذه الأوثان فكانت بمثابة الآلهة لهم فعبدوها من دون الله العزيز.
و كل دعاء ليس عبادة فهو كما يكون بمعنى العبادة
مثل في قوله تعالى
(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) يونس ١٠٦
وبمعني السؤال كقوله تعالى
(وادعوا شهداءكم)البقرة ٢٣
وبمعني القول إلخ كما ذكرنا في تعريف العبادة في الفصل الأول.
فيكون بناء على ما سبق
أن المقصود بالدعاء هو دعاء الله تعالى لا مطلق الدعاء أي أن سؤال الله تعالى هو أعظم العبادة فإذا كان الطلب من الله سمي سؤالاً ودعاءً ولا يقال للطلب من غير الله تعالى دعاءً وبناءً على ذلك فالأحرى ألا يقال لذلك الطلب دعاء بمعنى العبادة لأنه لا يجوز أن يطلق على الطلب من غير الله تعالى دعاء!!!
فمن قال يا سيد أعطني درهما!!!!
وطلب من العبد أيكون هذا من الدعاء ويحكم عليه بالشرك؟
ما لكم كيف تحكمون
كما أن النداء في حد ذاته ليس دعاء سواء للحي أو الميت
جاء في مصنف الإمام عبد الرزاق (٣ / ٥٧٦ / حديث ٦٧٢٤ بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اهــ .
ولم يكن هذا من ابن عمر عبادة مع أنه نداء باتفاق العقلاء :....
فهل يقال إن النداء هنا عبادة وكفر وشرك؟
إن كان كل دعاء عبادة هكذا كما تدعون على حد زعم البعض يكون الفهم الصحيح لقوله تعالى
{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
على تفسير الوهابية سيكون
( لا تجعلوا عبادة الرسول بينكم كعبادة بعضكم بعضاً )
وبهذا تقولوا أن الله يأمرُنا بعبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عبادتنا لبعضنا، وبذلك تأتونا باجدد التفاسير لكتاب الله عز وجل.
- وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
فهذا الحديث المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله
وعليه فالمقصود أنه إذا أراد الاستعانة بأحد المخلوقات
(وهذا لا يخفي على عاقل لابد منها وشيء ضروري في الحياة الدنيا)
فاجعل كل اعتمادك عل الله تعالى ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب ذو الجلال والإكرام..
وقد فسر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عقب هذه الجملة
(وأعلم على أن آلامه لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك.)
فاثبت الرسول نفعا وضرا للعباد بما كتبه الله وإنما كانوا سبباً والمسبب هو جل جلاله.
ولا يملك أحدا لنفسه فضلا عنه غيره نفعا ولا ضرا فالنفع والضر محدود ومقيد بان المسبب هو الله تعالى ونسبته إلى الخلق على سبيل التسبب والتكسب لا على سبيل الخلق والإيجاد والقوة والقدرة فنسبه هذه الأفعال للعباد إنما هي من تعبيرات المجاز إي هي في الحقيقة مجازيه ليست حقيقية.
وما شابه ذلك من الأحاديث أيضا له نفس المعنى
فإنها إرشاد إلى عدم الغفلة عن الفاعل المختار وليس مرادًا ألا يطلبها العبد إلا من الله لأن طلبها من العباد لتحصيل أفعال الله هو من اتخاذ الأسباب المشروعة وترتيب الأسباب على مسبباتها فدعاء الله مجرداً من الوسائل ودعاؤه مقروناً بها كلاهما مشروع وهي من الله في كل الأحوال خلق الفعل في العبد ومن العباد التسبب فيها.
فالمثبت في الاستغاثة والإعانة والاستعانة لله تعالى هو الخلق والإيجاد
والمثبت للعبد هو التسبب في ذلك بالدعاء والشفاعة أو غيرهما لدى من بيده الأمر كله. الله الواحد الأحد.
والحديث ليس فيه أصلا بمعنى لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي»
أخرجه أبو داود (٤٨٣٢) والترمذي وقال حديث حسن (٢٣٩٥) وأحمد (٣/٣٨) والدارمي (١٩٨٥) والبغوي (٣٤٨٤) والحاكم (٤/١٢٨) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (٥٥٤) والطيالسي (٢٢١٣) وأخرجه أيضا أبو يعلى (١٣١٥).
فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟!
وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)
( سورة الإنسان الآية (8).)
الحديث الضعيف الذي أورده الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
الجزء الأخير من الحديث (قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << أنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل>>
الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
وفي رواية أخرى( لا توجد في نسخ الطبراني ولا يوجد اي دليل يفيد وجودها ) << أنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل>>
فهذا الحديث ضعيف منكر لا يصلح للاستدلال به فيه راو لم يسم وقال فيه ابن كثير في تفسيره ٣\١٧٤ وهذا الحديث غريب جدا وفيه علة..
وهل يصلح حديث مضطرب ضعيف جداً وأصلاً هو منكر للاستدلال به في قضية كفر وإيمان وشرك وتوحيد كما يقول المخالف..
وإذا سلمنا بصحة الحديث-ونحن لا نسلم به كما سنوضح علله- حتى على الرغم من ثبوت العكس وأنه مضطرب لا يصلح للاستدلال
فالمعنى أيضاً كما ذكر أهل العلم كأنما الرسول يقول لهم إذا استغثتم بي فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة
كمثل قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} الأنفال ١٧
وقوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) الفتح:10
ولا يكون معناه منع الاستغاثة لأنه يضاد آيات صريحة و أحاديث كثيرة صحيحة
وقد نصت بعض الآيات في الكتاب الحكيم على ذلك ودعت المسلمين للذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستغفار لهم والتوسل به وهذا من الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهذا ما يثبت أن الحديث مضطرب معلول ضعيف لا يصح الاستناد عليه.
يقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } سورة النساء الآية 64
فاستمداد الإنسان بالإنسان الآخر أمر واقع في الحياة البشرية وجائز عند جميع الأمم
وهنا استغاثه الذي من شيعته اي بسيدنا موسى عليه السلام ؟
{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص ١٥]
والاستغاثة والطلب من العباد ذكرت في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم
مما يظهر أن المعنى للحديث لو سلمنا بصحته ليس على ظاهرة كما يدعي البعض
قوله تعالى (فأعينوني بقوة)
مثل بني إسرائيل طلبوا من موسى الماء والمطر وهم في التيه ليخلصهم من الظمأ إذ يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: ١٦٠
قد طلب سليمان من حضّار مجلسه إحضار عرش المرأة التي كانت تملك قومها ولم يطلب ذلك من الله إنما طلبه بإذن الله تعالى من أحد الحاضرين والجدير بالذكر هنا أن هذه الآية تدل أيضا على كرامات الأولياء في إحضار العرش!!
كما يحكي سبحانه (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ)
فطلب الاستسقاء وإحضار العرش من أشخاص وهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها العباد إلا بإذن رب العباد.
لو كان طلب الخوارق من غيره سبحانه شركاً كيف طلب بنوا إسرائيل مننبيّهم موسى عليه السلام ذلك الأمر؟ أو كيف طلب سليمان من أصحابه إحضار ذلك العرش من مكان بعيد؟؟
وغيرها الكثير من آيات الكتاب الحكيم
والحديث الصحيح
( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله)
وغيرها الكثير فيما سنوضحه فيما بعد
فلا ينكر هذا الحديث أن صح التوسل والاستغاثة لان من قال اللهم أسالك بجاه نبيك أو بمنزله نبيك أن تشفني فهو سأل الله متوسلاً بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
فطلب الشيء الخارق من النبي والأولياء مع الاعتقاد أن الله من يتصف بالإعانة المطلقة والقدرة المطلقة جائز شرعا كما أسلفنا وقلنا وكما ورد في الكتاب الحكيم
والطلب في حقيقته من الله جل جلاله
ولتوضيح مدى ضعف الحديث الذي لا يصحللإيضاح على الرغم من اختلاف المعنى الذي ذهب إليه أهل الإنكار
من علل الحديث
اضطراب معناه ففي رواية أنه لا يقام لي..وفي الأخرى- الغير موجودة والتي ساقها ذكرها الحافظ نور الدين الهيثمي وعزاها للطبراني بهذا اللفظ الغريب!-
ولم يسوق لها اسناداً يذكر !!أنه لا يستغاث بي
أ - انفرد به ابن لهيعة وهو معلول
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ٥\٣٧٧
(وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيء, وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن يخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لان معه جابر بن إسماعيل)
وقال فيه الكثير من العلماء(ابن المديني: قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه, قال ابن معين كان ضعيفاً لا يحتج بحديثه,كان من شاء يقول له حدثنا,قال الخطيب:فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله, وقد ضعفه الكثير من العلماء بل اجتمع العلماء على تضعيف حديثه وتركه وقال فيه الإمام أحمد بن صالح: ابن لهيعه ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط, وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ....وقد ترك المختلط من أحاديثه الكثير من العلماء وضعفه الكثير مثل الجوزجاني,ابن أبي حاتم ,محمد بن سعد,مسلم,الحاكم أبو أحمد,ابن حبان,أبو جعفر الطبري,ابن كثير,وغيرهم الكثير)

- حديث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا ؟ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.)
وما شابهه من الاحاديث
فالروايات تشرح المعنى فقد ورد في الروايات : قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد.
فجاء من رواياته( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت ‏"‏
مسند الإمام أحمد ( 6 / 371 - 372 )
ومن الروايات الأخرى
مثل
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ لِيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ )
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ )
فهذا الحديث برواياته يعني أن أفعال العباد يجب ردها إلى مشيئة الله عز وجل وفي الحديث أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه بان يقولوا شاء الله ثم رسول الله وهذا من الادب فالمشيئة منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز كما قرر الائمة والعلماء
ولا دخل للحديث بالشرك كما يوسوس لفرقة الوهابية الشيطان وخارج نطاق النقاش في التوسل.
ونقول
في حديث وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت فقد
بوب الإمام النووي في رياض الصالحين هذا الحديث
بقوله : باب كراهية قول ماشاء الله وشئت
وفي الأذكار
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار :
((فصل في بيان أن العطف على مشيئة الله تعالى مشيئة غيره بثم لا بالواو :روينا في سنن أبي داود بالاسناد الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء فلان ) .
قال الخطابي وغيره : هذا إرشاد إلى الأدب ، وذلك أن الواو للجمع والتشريك ، و " ثم " للعطف مع الترتيب والتراخي ، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه.) اهـ
و قال العلامة ابن علان في شرحه على الأذكار :
((قوله لأن الواو للجمع والتشريك أي فربما توهم مقارنة مشيئة العبد بمشيئة الله سبحانه لو أتى بالواو وليس الأمر كذلك إذ مشيته تعالى هي السابقة فأتى بثم الدالة على هذا المعنى وفقاً لذلك الإيهام .) اهـ
علق شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " على باب ( باب لايقول ماشاء الله وشئت وهل يقول أنا بالله ثم بك !! )
قائلا :
(( عن قتيلة بقاف ومثناة فوقانية والتصغير امرأة من جهينة ‏"‏ أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وأخرج النسائي وابن ماجه أيضا وأحد من رواية يزيد بن الأصم عن ابن عباس رفعه ‏"‏ إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وفي أول حديث النسائي قصة وهي عند أحمد ولفظه ‏"‏ أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت، فقال له‏:‏ أجعلتني والله عدلا، لا بل ما شاء الله وحده ‏"‏ وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه أيضا عن حذيفة ‏"‏ أن رجلا من المسلمين رأى رجلا من أهل الكتاب في المنام فقال‏:‏ نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ‏"‏ .
ثم قال رحمه الله : وحكى ابن التين عن أبي جعفر الداودي قال‏:‏ ليس في الحديث الذي ذكره نهى عن القول المذكور في الترجمة، وقد قال الله تعالى ‏(‏وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله‏)‏
وقال تعالى ‏(‏وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه‏)‏ وغير ذلك،
وتعقبه بأن الذي قاله أبو جعفر ليس بظاهر لأن قوله ‏"‏ ما شاء الله وشئت ‏"‏ تشريك في مشيئة الله تعالى، وأما الآية فإنما أخبر الله تعالى أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم وهو من الله حقيقة لأنه الذي قدر ذلك ومن الرسول حقيقة باعتبار تعاطي الفعل، وكذا الإنعام أنعم الله على زيد بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق، وهذا بخلاف المشاركة في المشيئة فإنها منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز
وقال المهلب‏:‏ إنما أراد البخاري أن قوله ‏"‏ ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ جائز مستدلا بقوله ‏"‏ أنا بالله ثم بك ‏"‏ وقد جاء هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاز بدخول ‏"‏ ثم ‏"‏ لأن مشيئة الله سابقة على مشيئة خلقه، ولما لم يكن الحديث المذكور على شرطه استنبط من الحديث الصحيح الذي على شرطه ما يوافقه‏.‏
وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأسا أن يقول ‏"‏ ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وكان يكره ‏"‏ أعوذ بالله وبك ‏"‏ ويجيز ‏"‏ أعوذ بالله ثم بك ‏"‏ وهو مطابق لحديث ابن عباس وغيره مما أشرت إليه‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ مناسبة إدخال هذه الترجمة في كتاب الأيمان من جهة ذكر الحلف في بعض طرق حديث ابن عباس كما ذكرت، ومن جهة أنه قد يتخيل جواز اليمين بالله ثم بغيره على وزان ما وقع في قوله ‏"‏ أنا بالله ثم بك ‏"‏ فأشار إلى أن النهي ثبت عن التشريك وورد بصورة الترتيب على لسان الملك وذلك فيما عدا الأيمان، أما اليمين بغير ذلك فثبت النهي عنها صريحا فلا يلحق بها ما ورد في غيرها والله أعلم‏.‏ ( انتهى )

بعد كلام ابن حجر والنووي والخطابي وابن علان المتقدم يكون السؤال لماذا لم يقل الائمة ان من يقول ( ماشاء الله وشئت ) قد وقع في الشرك الأصغر !!
هل مثل هؤلاء الائمة يجهلون مسائل التوحيد حتى يأتي في هذا الزمان احدهم ليقول إن قائل هذا اللفظ قد وقع في الشرك الأصغر ؟؟
ــــــــــــــــــــــــ
والادلة على ان هذا خارج نطاق التوسل كلياً ايضاً بعد قول الائمة والعلماء
قول الصحابة أعوذ برسول الله
أخرج الإمام مسلم عن ابن مسعود: ( أنه كان يضرب غلاماً فجعل يقول "أعوذ بالله قال: فجعل يضربه فقال :أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك.
ففي الحديث قال الغلام اعوذ بالله وبعده قال اعوذ برسول الله!!!!!
وكذلك ما ورد في اكثر من حديث
عن عاشه رضي الله عنها قالت
( بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام,قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت بها قالت:- فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت:أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم) لخرجه الإمام أحمد 6\277 وقال الهيثمي في المجمع ٤\٣٢١ رواه أحمد ورجاله ثقات
أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال:
»خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله . الحديث وفيه- فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه )
ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (٨/٥٧٩
مسند أحمد ح (١٥٩٩٦) (٣/٤٨٢).
وقول الصحابة المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه,فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان")
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠
والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\312
وما جاء في حديث مسلم
(لولاي لكان في الدرك الأسفل من النار)رواه مسلم
وغيرها الكثير
فهذا الحديث خارج نطاق الموضوع لانه لا يقوم احد بعمل بمشيئته بل بمشيئة الله تعالي فتبه.
ــــــــــــــ
4- حديث ذات الانواط
فالامر لا يحتاج إلى شرح في الأصل وإستدلال البعض به هو من الخطأ الجسيم في فهم الادلة
فقد جاء في حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة ، قَالَ: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم }.
ولاحظ اللفظ الثاني
أخرجه الترمذي وغيره من رواية واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم فتح مكة، قال: فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ".
وذات الأنواط هي شجرة كانت تعبد في الجاهلية وهي سمرة كان المتعبدون لها ينوطون بها سلاحهم ويعكفون حولها.
ولتوضيح المعنى
اولاً:- قوله" كانوا أسلموا يوم فتح مكة " يفيد أن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم
:" اجعل لنا ذات أنواط .. " لم يمض على إسلامهم سوى أيام
لأن فتح مكة كان في رمضان لثلاث عشرة ليلة بقين منه وكان غزو النبي صلى الله عليه وسلم لهوازن يوم حنين بعد الفتح في الخامس من شوال أي بين فتح مكة وغزوة حنين خمسة عشر يوماً فقط على الراجح من أقوال السلف والمؤرخين ـ وكان إسلام هؤلاء بين وخلال هذه الأيام فقط فهم كانوا حديثوا عهد بكفر فكان يجب توضيح الإسلام لهم ونهيهم عن التشبه بالمشركين
فأن ذات الانواط شجرة كان الكفار يعلقون عليها أسلحتهم تعظيما لها وعبدوها من دون الله تعالي وكانوا يعتقدون انها تنصرهم علي الاعداء وهم عبدة آوثان ألهتهم حجارة وأشجار.!!!
وسؤال حديثوا عهد بكفر كان مشابهة الكفار والتشبه بهم وهذا ما يفيده جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم لأنهم أرادوا تقليد المشركين وذات الانواط عظمت من الكفار وعبدت وكان يدار حولها اعتقادا ويخرجون إليها كل عام للعبادة
فكان النهي حتى عن تعليق اسلحتهم مثل الكفار حتى لا يستدرجوا وهم حديثي العهد بالإسلام فكانوا من عبدة الأوثان قبل إيمانهم وقد كان العرب في الجاهلية أهل شرك يعبدون الأصنام والأشجار ويجعلون منها شركاء لله فجاء الإسلام بالتوحيد ونفي الشركاء وإبطال عبادة الأصنام وقد شرع أحكاماً كثيرة لسد ذرائع العودة إلى الشرك.!!!!
ولذلك كان رد نبينا صلى الله عليه وسلم قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة.
ثانياً:- النهي عن مشابهة الكفار حتى في تعليق الاسلحة لانه لا يوجد علة شرعية في هذا والخوف من استدراجهم لعبادتها واتخاذها عادة وهم حديثوا عهد.
وقولنا بأن شجرة ذات أنواط كان المشركون يعظمونها من غير علة صحيحة وذلك لأن هذه الشجرة ليست معظمة كتعظيم بيت الله الحرام فإن المشركين كانوا يعظمون بيت الله الحرام فجاء الإسلام يدعو بتعظيمه والتشديد على حرمته.
كان للعرب المشركين أربعة أشهر حرم فجاء الإسلام وأقرها بأنها أشهر حرم فتلك الأمور كان المشركون يعظمونها ولا يعبدونها أما هذه الشجرة فكانت تعظم وتعبد من دون الله تعالى فكانت تشمل المعنى اللغوي والمصطلحي للعبادة ولذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وتعظيم الكفار للأصنام والأشجار كان تعظيم عبادة فكانت لهم آلهة من دون الله!!!
والقاعدة أن تعظيم الأشياء متوقف على علةٍ صحيحةٍ وهى تعظيم الشرع لها.
وكذلك عدم تقليد المشركين والتشبه بهم فيما لا تتحقق فيه المصالح الشرعية.
و المعنى يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم في أفضلية الصلاة في مسجده وفيما بين قبره الشريف ومنبره أليس هذا تبرك ببقعة ولها أفضلية فيتضح المعنى في الحديث أنه لا يوجد علة شرعية لهذا العمل.
وتواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما بين بيتي (قبري) ومنبري روضة من رياض الجنَّة".
وفي النصِّ عنه صلى الله عليه وسلم:"إن منبري على تُرع الجنَّة".
والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة.
وما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما وتتبعه لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهل كان لا يعلم الشرك من غير الشرك العياذ بالله؟؟؟
وهذا الحديث يوضح المقصود
عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا»( (حديث صحيح).
موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت.
قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
ــــــــــــــــــ
وقد فهم الأئمة الأعلام مثل الإمام ابن حجر العسقلاني إمام الدنيا في الحديث حديث تتبع ابن عمر رضي الله عنها لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني
ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الإتباع مشهور ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس
في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....
ــــــــــــــــــ
قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج4 ص429):
وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك
ــــــــــــــــــ
عن نافع عن ابن عمر:
انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف ، يعني راحلة النبي (صلى الله عليه وسلم)
سير أعلام النبلاء 3: 237 ، حلية الأولياء 1: 310
فتح الباري ابن رجب 3:294
ــــــــــــــــــ
كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) من منبر
وفاء الوفاء 4: 1406
ــــــــــــــــــ
عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر
وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.
المغني لابن قدامة 3: 559 .
وغيرها من الأدلة التي ستأتي في صلب الموضوع
ومن أقوال العلماء مثلاً في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح البخاري ج 2 ص 222 قال:
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها .
الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 4 ص 81 في شرح حديث رأي ابن حجر العسقلاني
((قوله كما تأزر الحية إلى جحرها: أي أنها كما تنتشر من جحرها فطلب ما تعيش به فإذا راعها شئ رجعت إلى جحرها كذلك الإيمان انتشر في المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه .) انتهى

ــــــــــــــــــ
قال القاضي ناقلاً عن العلماء في الشفا بتعريف حقوق المصطفى
((مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة ، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، والتبرك برؤية روضته و منبره و قبره ، و مجلسه ، و ملامس يديه ، و مواطئ قدميه ، و العمود الذي كان يستند إليه ، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه ، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين ، و الاعتبار بذلك كله .)) الشفا 319

ــــــــــــــــــ
ولنري فهم السلف الصالح لهذا الحديث ومعنى عبادة الكفار لهذه الشجرة بمعنى العبادة الشرعي.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير سورة البقرة :( 108 ) ...
((الرابع :
سأل قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب ، كما سألوا موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة .))اهـ
في البحر المحيط
((وفي الحديث مروا في غزوة حنين على روح سدرة خضراء عظيمة فقيل يا رسول الله إجعل لنا ذات أنواط
وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلقون بها أسحلتهم ولها يوم يجتمعون إليها فأراد قائل ذلك أن يشرع الرسول ذلك في الإسلام ورأى الرسول عليه الصلاه والسلام ذلك ذريعة إلى عبادة تلك السرحة فأنكره وقال { اللَّهِ أَكْبَرُ * قُلْتُمْ * وَاللَّهُ * كَمَا قَالَ بَنِي إِسْراءيلَ } { اجْعَلْ لَّنَا إِلَاهًا } خالقاً مدبراً لأن الذي يجعله موسى لا يمكن أن يجعله خالقاً للعالم ومدبّراً فالأقرب أنهم طلبوا أن يعين لهم تماثيل وصوراً يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى وقد حكى عن عبادة الأوثان قولهم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } وأجمع كلّ الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله كفر سواء اعتقد كونه إلهاً للعالم أو أن عبادته تقرب إلى الله)) انتهى
وقال أبو السعود في تفسير الآية سورة البقرة 108
((وقيل سأله عليه السلام قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط
كما كانت للمشركين وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب وقوله تعالى{ كما سئل موسى } مصدر تشبيهي أي نعت لمصدر مؤكد محذوف وما مصدرية أي سؤال مشبها بسؤال موسى عليه السلام حيث قيل له أجعل لنا إلها وأرنا الله جهرة وغير ذلك ومقتضى الظاهر أن يقال كما سألوا موسى لأن المشبه هو المصدر من المبنى للفاعل أعني سائلية المخاطبين لا من المبني للمفعول أعني مسؤولية))
قال الإمام القرطبي في تفسير آية : {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة}
قال القرطبي : ((ونظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط - لأنهم كانوا ينوطون بها سلاحهم أى يعلقونه - وكان الكفار يعظمون هذه الشجرة فى كل سنة يوماً ، قال الأعراب : " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر . قلتم والذى نفسى بيده كما قال قوم موسى { اجعل لَّنَا إلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الاثار في شرح غريب الحديث (الموطأ - والبخاري - ومسلم )ج1 ص 11
((ذات أنواط شجرة عظيمة خضرا كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظمها وتعلق بها أسلحتها وتذبح عندها قريبا من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا وضعوا عليها أرديتهم ودخلوا بغير أردية تعظيماً لها))
فيتضح لك أخي المسلم المعنى بوضوح وما سنورده في الأدلة يخالف فهم المعارض كلياً فتنبه لذلك...
حديث قطع شجرة الرضوان
أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/100) قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا عبد الله بن عون عن نافع قال : كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان ؛ فيصلون عندها ، قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها ، وأمر بها فقطعت .)
وهو آثر منقطع لان نافع لم يلتق سيدنا عمر رضوان الله عليه
وكذلك اثر شبيه أخرجه أيضا بن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها ، برقم (107) [ تحقيق عمرو عبد المنعم ] ، عن عيسى بن يونس عن ابن عون عن نافع مرسلا .
ومثله عند الفاكهي في كتابه (اخبار مكة م 5 ص 78) قال: حدثنا حسين بن حسن المروزي قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم قال ثنا ابن عون قال......
وهو منقطع
فالرواية هنا منقطعة السند وضعيفة ايضا.

فهذا الآثر منقطع وليس فيه حجة وقد صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني على الرغم من أن نافعاً لم يُدركَ عمر بن الخطّاب فالحديث مرسل والحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه أجاب عن ذلك كما سنعرضه فلا يفرح المعترض بتصحيحه
وإنما الصحيح هو ما ورد في صحيح البخاري
في أن الشجرة قد خفيت عن الجميع فكيف يقطعها امير المؤمنين؟
ورواة البخاري كلهم ثقات.
ذكر البخاري بإسناده عن طارق بن عبدالله قال : انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال : فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم!!(صحيح البخاري ج4/ص1528)
وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه قال: لقد رايت الشجرة , ثم انسيتها بعد فلم اعرفها ( صحيح البخاري ح ث ر 4162 ).
وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه : انه كان ممن بايع تحت الشجرة , فرجعنا اليها العام المقبل فعميت علينا ( البخاري 4164)
وها هو نافع في الرواية الصحيحة المتصلة عند البخاري
عن نافع عن ابن عمر قال: رجعنا من العام المقبل ، فما اجتمع اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من الله .(اخرجها البخاري ح ث رقم 2958).
وقال الإمام الحاكم في معرفة علوم الحديث ص65
( والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر ، ثم إن الشجرة فُقدت بعد ذلك فلم يجدوها وقالوا إن السيول ذهبت بها ، فقال سعيد بن المسيب : ( سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول : قد طلبناها غير مرة فلم نجدها ) أهـ
قال الطبري :
((وَزَعَمُوا أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَرَّ بِذَلِكَ الْمَكَان بَعْد أَنْ ذَهَبَتْ الشَّجَرَة , فَقَالَ : أَيْنَ كَانَتْ , فَجَعَلَ بَعْضهمْ يَقُول هُنَا , وَبَعْضهمْ يَقُول : هَهُنَا , فَلَمَّا كَثُرَ اِخْتِلَافهمْ قَالَ : سِيرُوا هَذَا التَّكَلُّف فَذَهَبَتْ الشَّجَرَة وَكَانَتْ سَمُرَة إِمَّا ذَهَبَ بِهَا سَيْل , وَإِمَّا شَيْء سِوَى ذَلِكَ .))
أي ان الشجرة لم تقطع لأنها لم تكن موجودة فيكف يكون الاطمئنان إلى هذا الحديث وهو مقطوع ومتنه أيضاً يضاد حديث صحيح في البخاري ومسلم؟؟؟
فهنا نصل بأن الشجرة قد اختفت رحمة من الله تعالى وليس كما يزعم بعض الجهال بأن سيدنا عمر ابن الخطاب قطعها لمنع الناس من التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام .
وإذا قلنا بصحة الأثر وأنه صحيح كما صرح الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة
فنقول:-
سيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها ، فعمر رضي الله عنه لم يقطعها ليمنع التبرك بالآثار أو لأنه لا يرى ذلك ولم يقع ذلك المعنى في قلبه أصلا ولم يخطر على باله أبداً بدليل أنه رضي الله عنه ثبت عنه التبرك وطلب التبرك بالآثار ونحوها
اي انه رضي الله عنه لما رأى الناس مجتمعين على شجرة زعموا أنها شجرة الرضوان التي حصلت عندها بيعة الرضوان وذكرها الله تعالى في كتابه بقوله:
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } ، إذ كان رضي الله عنه يعرف حق المعرفة أن الشجرة غير معروفة ولا أحد يعلم مكانها فضلاً عن عينها وأن أصحابها الذين حضروها وشهدوها وبايعوا تحتها هم بأنفسهم لا يعرفونها فكيف بغيرهم بل قد صرحوا بذلك كما جاء في الصحيحين فتكون هذه الشجرة التي قطعت ليس لها أي أثر من الصحة للتبرك بها وعندما قصدوها بالتوجه إلى الله تعالى وهذا عمل باطل لأنهم نسبوا شيئاً لا تصح نسبته إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم حيث نسبوا هذه الشجرة إليه أو أضافوها عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فاشتدت عندها غيرة سيدنا عمر بهذه الإضافة المشكوك بأمرها!!!
كما أنه لم يتفق رأي رجلين على شجرة واحدة بالتعيين ، فإذا كان هذا في خلال سنة واحدة في عهد واحد ومع توافر وجود أصحاب الرضوان الذين حضروا عندها وبايعوا تحتها فما بالك بشجرة ظهرت في زمن عمر بعد سنوات عديدة .
فقام بقطعها لهذا السبب لانها ليست شجرة الرضوان
ومما يدل على التوهم قول ابن تيمية.
قال ابن تيمية :
(أمر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة التي توهموا أنها الشجرة التي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان لما رأى الناس ينتابونها ويصلون عندها كأنها المسجد الحرام أو مسجد المدينة ) اهـ
(اقتضاء الصراط المستقيم 1/306)
ولذلك قطعت لأن ليس لها اي أثر من الصحة للتبرك بها
والدليل على ما قلناه هو في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه جاء في العام التالي لعام بيعة الرضوان ( أي بعد صلح الحديبية) قال: فبحثنا عن الشجرة فلم يقع عليها رجلان!!!

وكذلا الاثر الاتي والذي يتشدق به الوهابية وهو آثر موقوف
(فقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض»

فنقول هذا أثر موقوف على سيدنا عمر –رضي الله عنه- وقد جاءت أقوال وأفعال سيدنا عمر رضي الله عنه في الصحيح الثابت.
و يمكن الجمع بأن عمر –رضي الله عنه- كره زيارتهم لهذه الأماكن بغير صلاة. أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر، فيظنه واجبا ذكره ابن حجر في الفتح: فإذا لم يقبل هذا الجمع فالترجيح.
يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني
((ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....))ا.هـــ
هذا هو مسلك العلماء عند تعارض النصوص وبلا تردد اذا وجد التعارض ولم نستطيع الجمع نرجح الأحاديث المتفق عليها .
فسيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها
فاليك الأدلة من أقوال وأفعال سيدنا عمر ابن الخطاب الثابتة في الصحيح
قال سيدنا عمر رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري
الجزء الاول صحيفة 58
(قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)).
فالذي يعظم مقام سيدنا إبراهيم عيه السلام كيف لا يعظم مقام نبيه صلى الله عليه وسلم ويتهم من قام بالصلاة هناك بالشرك؟؟

واليك فعل أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه
الاثر ورد ب في مسند الامام احمد , والمختارة وتاريخ دمسق لابن عساكر, وفضائل بيت المقدس لابن قدامة,
وفي الاصابة لابن حجر نسبه الي يعقوب بن شيبة , والبداية والنهاية لابن كثير وغيرهم.
( عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي، مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال فقال أبو سلمة فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب أين ترى أن أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر رضي الله عنه ضاهيت اليهودية لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس‏‏)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه – 1 / 268 ، 269 ، تحقيق أحمد شاكر وقال : " إسناده حسن"
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7 / 58) ، وقال : " هذا إسناد جيد "
الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة (1\350,351, برقم 241).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (66\285,286)
كنز العمال / ج: 14 ص: 143
مجمع الزوائد / ج: 4 ص: 6
بل وقد صححه واستند اليه مشايخ الوهابية
انظر عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه )
و هنا راينا أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يتحرى أماكن صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مثل ولده عبدالله رضوان الله عليهم
ـــــــــــــــــــــ
سيدنا عمر ابن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه وقوله في مسجد قباء
((قال سيدنا عمر رضي الله عنه: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا إليه أكباد المطي.))
رواه عبد الرزاق في المصنف وإسناده قوي.
وله طريق آخر رواه ابن أبي شيبة في تاريخ المدينة المنورة وهو صحيح بتعدد طرقة
مصنف عبد الرزاق (5/133) وتاريخ المدينة المنورة (1/49)
وما ورد من احتفاظه بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كخاتمه وغيره كما سنرى
روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
((اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً من ورق وكان في يده ثم كان بعد في يد أبي بكر ثم كان بعد في يد عمر ثم كان بعد في يد عثمان حتى وقع بعد في بئر أريس نقشه محمد رسول الله .))
رواه البخاري في الصحيح في كتاب اللباس باب خاتم الفضة ، قال الحافظ ابن حجر : جاء في رواية النسائي : أنه التمس فلم يوجد ، وجاء في رواية ابن سعد : أنه كان في يد عثمان ست سنين . اهـ (فتح الباري ج10 ص313)
احتفاظ الخلفاء الراشدين ومنهم سيدنا عمر رضي الله عنه بحربة النبي صلى الله عليه وسلم
روى الإمام البخاري بسنده إلى الزبير رضي الله تعالى عنه قال :
((لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال : أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات ، قال هشام : فأخبرت أن الزبير قال : لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها ، قال عروة : فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه ، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها ، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر ، فأعطاه إياها ، فلما قبض عمر أخذها ، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها ، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله ابن الزبير ، فكانت عنده حتى ق.
رواه البخاري في كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً ..
وقوله فحملت عليه بالعنزة . العنزة بفتح النون هي كالحربة ، وقال بعضهم : هي شبه العكاز .))
وحاصل القصة هو أن الزبير قتل عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر طعنه في عينه بالعنزة فمات ، ثم طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منه تلك العنزة عارية فأعطاه ، فلما قبض - صلى الله عليه وسلم - أخذها الزبير ثم طلبها أبو بكر من الزبير عارية فأعطاه وبقيت عنده إلى أن مات ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عمر من الزبير فأعطاه وبقيت عنده مدة حياته ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند عليّ فطلبها الزبير صاحبها الأول فكانت عنده حتى قتل. أنظر (الفتح ج7 ص314 ، وعمدة القاري ج17 ص107) .
ونحن نتساءل لماذا هذا الحرص العظيم والاهتمام بهذه الحربة والحراب كثيرة ، ولعل هناك ما هو أحسن منها وأجود وممن هذا الحرص ؟
وتذكر إنه من الخلفاء الأربعة الراشدين المهتدين أئمة الدين وأركان التوحيد وأمناء الدين
محافظة عمر بن الخطاب على ميزاب العباس رضي الله عنهما
لأنه وضعه - صلى الله عليه وسلم-
((عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان للعباس ميزاب على طريق عمر - رضي الله عنه - فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان ، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس ف





توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:19 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع لسابقه
((عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان للعباس ميزاب على طريق عمر - رضي الله عنه - فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان ، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال : والله إنه الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال عمر للعباس : عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ذلك العباس .)) كذا في الكنز (ج7 ص66) .
وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة في كتابه المغني :
((فصل : ولا يجوز إخراج الميازيب إلى الطريق الأعظم ولا يجوز إخراجها إلى درب نافذ إلا بإذن أهله .
وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي : يجوز إخراجها إلى الطريق لأن عمر - رضي الله عنه - اجتاز على دار العباس وقد نصب ميزاباً إلى الطريق فقلعه ، فقال العباس : تقلعه وقد نصبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ؟ فقال : والله لا نصبته إلا على ظهري وانحنى حتى صعد على ظهره فنصبه .)) اهـ
من المغني لابن قدامة (4/554

سيدنا عمر ابن الخطاب والتبرك بقصعة اكل فيها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
عن صفية بنت بحرة، قالت:
استوهب عمي فراس من النبي (صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.)
قال وكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه
الإصابة: 3/202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/264.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بل إن من علم الصحابة الاقتداء ووجهم للتتبع آثار الانبياء هو المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل بعد كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته يبقى كلمة لمخلوق أياً كان؟؟؟
1- توجيه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما تتبع آثار الأنبياء.
عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إلى عبدالله بن عمر وأنا نازل سرحة - شجرة عظيمة- بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت: أردت ظلها فقال:ذلك,فقلت:لا ما ذلك فقال عبدالله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى- ونفخ بيده نحو المشرق-فإن هناك وادياً يقال له السرور به شجر سر تحتها سبعون نبياً)
رواه الأمام مالك في الموطأ(1\423) والإمام احمد في مسنده (2\138) وابن حبان في صحيحه (14\137) والبهقي في الكبرى (5\139,2\417)
وهذا نص واضح في زيارة آثار الأنبياء المكانية أشار به سيدنا النيبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما.
وقد قال الإمام السيوطي في تنوير الحالك
(سر تحتها سبعون نبياً أي قطعت سرتهم إذ ولدوا تحتها وقيل هو السرور أي تنبؤوا تحتها واخداً بعد واحد فسروا بذلك)
تنوير الحالك (1\293)
قال الزرقاني:
وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت
قال ابن عبدالبر:
وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
2-وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال ( لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني
( وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال ( لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً), الثالث عرف من صنيع ابن عمر استحباب تتبع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم,والتبرك بها,وقد قال البغوي من الشافعية: إن المساجد التي ثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى فيها لو نذر احد الصلاة في شئ منها تعين كما تتعين المساجد الثلاثة) انتهى
فتح الباري (1\571)
3- سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من علمنا التبرك بالاماكن
تبركه صلى الله عليه وسلم بتربة المدينة ومواضع الأنبياء
عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها: باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا ». متفق عليه، واللفظ لمسلم( ).
واه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي، رقم (5413)، ومسلم في السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، رقم (2194).
قال ابن القيم:
«وإذا كان هذا في التربات؛ فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها، وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارنت رقيته باسم ربه، وتفويض الأمر إليه ».
زاد المعاد (4/ 187)، الطب النبوي 145وما بعدها.
وعن سعد بن أبي وقاص صلى الله عليه وسلم قال:
«لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غبارًا، فخمّر بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أنفه، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء»( ).
رواه رزين، جامع الأصول (9/ 334). وانظر: الترغيب والترهيب (2/ 149).

4- أخرج النسائي بسند لا بأس به كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني
(عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها ثم منتهى طرفها فركبت ومعي جبريل عليه السلام فسرت فقال انزل فصل ففعلت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر ثم قال انزل فصل فصليت فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ثم ثال: انزل فصل,فنزلت فصليت, فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4\764)
" واخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعاً بسند لا بأس به وله شاهد عن البيهقي من حديث شداذ بن أوس) انتهى
وحسن إسناده ابن كثير بعدما انكره في تفسيره فقال(ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم )
ولكنه رجع وصححه في البداية والنهاية(2\66) فقال
" رواه النسائي بإسناد لا بأس به عن أنس مرفوعاً والبيهقي بإسناده وصححه"
وقال ايضاً ابن كثير البداية والنهاية في مولد سيدنا عيسى عليه السلام (2\75)
(والحديث الذي تقدم ذكره دليل على أن مولده كان ببيت لحم كما ذكرنا ومهما عارضه باطل)
واخرجه النسائي في المجتبى (1\221) والطبراني في مسند الشاميين (1\194) وابن عساكر في تاريخ دمشق (65\281)

وهذا الحديث صحيح ولإن قلنا تنزلاً بضعفه كما يقولون فهو مع حديث الإمام البيهقي وبتعدد طرقه وشواهده يكون صحيحاً كما قرر الائمة كما هو معلوم في مصطلح الحديث..
أما الرواية المنكرة فهى رواية ها قبر أبيك ابراهيم انزل صل فيه فهى رواية بكر بن يزاد الباهلي وهو دجال يضع الحديث أما الروايات التي أوردناه فهى صحيحة من طرق أخرى ليس قيها هذا الدجال بكر بن زياد الباهلي وفي ذلك قال الحافظ ابن حجر العقسلاني
(بكر بن زياد الباهلي عن ابن المبارك قال ابن حبان دجال يضع الحديث - ثم ساق بإسناده عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مرفوعاً: مر جبريل ببيت لحم فقال: انزل فضل هنا هنا ركعتين فإن هنا ولد اخوك عيسى ثم أتي قبر ابراهيم فقال: صل هنا ثم أتى بي الصخرة فقال: من هنا عرج ربك إلى السماء.الحديث, وهذا لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع فكيف البرزل في هذا الشأن,قلت صدق ابن حبان)) انتهى
والموضوع منه من قوله ثم أتى بي الصخرة, واما باقية فقد جاء من طر اخرى فيها الصلاة في بيت لحم,وردت من حديث شداد بن أوس) انتهى
الميزان (2\50)
وفي هذا الحديث التتبع والتبرك بالصلاة في الأمكان الفاضلة وتتبع آثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
يقول الإمام السندي في الحاشية:
« صليت بطور سيناء وهذا أصل كبير في تتبع آثار الصالحين والتبرك بها والعبادة فيها» أ.هـ.
وها هو الصحابي سلمة بن الاكوع
ففي البخاري (1\189)
من حديث يزيد بن أبي عبيد قال : كنت أتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف ف قلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة .....قال: فأني رايت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى الصلاة عندها.)

يقول الحافظ: والأسطوانة المذكورة حقق لنا بعض مشايخنا أنها المتوسطة في الروضة المكرمة وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين.
قال: وروى عن عائشة أنها كانت تقول: لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام، وأنها أسرتها إلى ابن الزبير؛ فكان يكثر الصلاة عندها. ثم وجدت ذلك في تاريخ المدينة لابن النجار، وزاد: أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها. وذكره قبله محمد بن الحسن في أخبار المدينة. قوله: يا أبا مسلم، هي كنية سلمة. ويتحرى: أي يقصد))
فتح الباري 1/ 577.
في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.) انتهى
وها هو سيدنا جابر والدعاء في الأماكن وخاصاً في مسجد الفتح ومن قال ليس هنا تصريح بالمكان نقول لهم ولماذا ذكر مسجد الفتح مقروناً بالدعاء في يوم الثلاثاء والاربعاء ؟؟
وهذا ما فهمه الائمة والعلماء
قال الحافظ السيوطي في كتابه سهام الإصابة في الدعوات المستجابة
الفصل الثالث
فيما يرجع إلى الأماكن
أخرج البخاري في الأدب وأحمد والبزار بسند جيد عن جابر بن عبد الله قال : دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في هذا المسجد مسجدِ الفتح يومَ الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له بين
الصلاتين من يوم الأربعاء ، قال جابر : ولم ينزل بي أمرٌ مهم غائظٌ وتوخيت تلك الساعة فدعوتُ الله
فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء في تلك الساعة إلا عرفتُ الإجابة .
وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما بين الركن والمقام
ملتزم ، ما يدعو به صاحبُ عاهة إلا برأ ) . انتهى
فالإمام السيوطي جعل الحديث في فصل الأماكن وليس الوقت والزمان وقال في مقدمة كتابه فهذا جزء في الأدعية المجابة إما لوصف في الداعي يستبان، أو فضل في الوقت أو المكان.
فكان الفصل الأول
فيما يرجع إلى الداعي
الفصل الثاني
فيما يرجع إلى الأوقات
الفصل الثالث
فيما يرجع إلى الأماكن
وتحت الفصل الثالث كان حديث سيدنا جابر رضي الله عنه وارضاه حيث جعله من المكان وبالطبع مقترن به الزمان.
ـــــِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
تبرك سيدتنا فاطمة بن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج الحاكم في مستدركه عن علي بن الحسين عن أبيه: «أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده » قال الحاكم: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات).
فهو حديث صحيح، وهو تبرك بمكان وجود جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا تخريج أثر ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة ) - للشيخ اليافعي
قال محمد اليافعي : فهذا تخريج موسع لأثر : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ) ..
وقد ادعى بعض الناس اليوم ان هذا الاثر ضعيف ! ، وهذه مغالطة لا يُعذرون عليها ؛ لان تضعيفهم ناشئ عن هوى وليس عن بحث وتقصي لطرق الحديث ورجاله..
وسترون ان شاء الله كيف ان هذا الحديث صحيح ثابت كالجبال الرواسي ..
والله المستعان ، وعليه الجهد والثكلان ..
التخريج :
فهذا الأثر : أخرجه الحاكم في المستدرك ( 1 ) ، ومن طريقه البيهقي في الكبرى ( 2 ) ، قال : ( حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد - وقال البيهقي : ثنا عثمان بن محمد - ثنا أبو مصعب الزهري ..
ثم أخرجه الحاكم في موضع آخر ( 3 ) ، فقال : ( أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي حدثني علي بن شعيب ..
كلاهما - أبو مصعب الزهري ، وعلي بن شعيب - قالا : ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده " ) ..
قال الحاكم عن الإسناد الأول : ( هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب و ليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين ) ..
وقال البيهقي : ( وقد قيل : عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع ) ..
قلت : وإسناد الحاكم متصل ولله الحمد وهو المحفوظ ، وهو من مسند سيدنا الحسين رضي الله عنه ..
ولهذا ضعف البيهقي الإسناد الآخر الذي فيه إسقاط علي بن الحسين وأبيه من السند ، ولهذا استهل الكلام عليه بصيغة تمريض ، فقال : ( وقد قيل : عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع ) ..
وهذا الذي أشار إليه البيهقي قد رواه في دلائله عن أبي سعيد بن أبي عمرو ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا علي بن شعيب ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرني سليمان بن داود ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة في الأيام فتصلي وتبكي عنده )
قلت : وأبو سعيد بن أبي عمرو ، هو : محمد بن موسى بن الفضل أبو سعيد الصيرفي النيسابوري ، وهو متكلم فيه ..
والصحيح ما أثبته الحاكم رحمه الله ..
فتنبه !!
وقال الحاكم عن الإسناد الثاني : ( هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه )
وتعقبه الذهبي بقوله : ( سليمان بن داود مدني تكلم فيه )
ووجدته في مختصر مستدرك الحافظ الذهبي لابن الملقن أن الذهبي قال : ( منكر جداً ، وفيه سليمان بن داود وقد ضُعِّف ) ..
هكذا قال !
قلت : بل هو ثقة ، وأقل أحواله انه صدوق ..
واسمه سليمان بن داود بن قيس الفزاري المدني ، وهو الذي يروي عنه ابن أبي فديك ( 4 ) ..
فقد وثقة ابن حبان والحاكم وابو حاتم ، ولم يضعفه سوى الازدي ! ..
فقد ذكره ابن حبان في الثقات ( 8 / 275 ترجمة 13420 الناشر دار الفكر الطبعة الأولى 1395 - 1975 ، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد ) ..
وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 4 / 11 ترجمة 1795 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وهذا توثيقاً منه على قاعدة الحافظ ابن يربوع الاشبيلي التي نقلها عن البخاري رحمه الله ..
كما وثقه الحاكم في هذا الإسناد ، حيث قال : ( هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات ) ..
وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل ( 4 / 111 ترجمة 489 ) : ( " شيخ " ، لا أفهمه كما ينبغي )
قلت : وقوله " شيخ " هي من المرتبة الثالثة من مراتب التعديل عند ابي حاتم ، وهي المرتبة قبل الأخيرة كما نص على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " ( ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة ) ..
وبهذا تعلم أن القدماء قد وثقوه وقبلوه ، ولم يشذ عنهم سوى الازدي الضعيف ! ..
وقد بنى ابن الجوزي والذهبي أحكامهما على " سليمان بن داود " بقول الازدي هذا ! ..
قال ابن الجوزي في الضعفاء ( 2 / 19 ترجمة 1519 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1406 ، بتحقيق عبد الله القاضي ) : ( قال الأزدي : يتكلمون فيه )
وذكره الذهبي في المغني ( 1 / 279 ترجمة 2579 تحقيق الدكتور نور الدين عتر ) : ( متكلم فيه ، قاله الأزدي )
وقال الذهبي في الميزان ( 3 / 292 ترجمة 3919 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995 ، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض ، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ) : ( قال أبو حاتم : لا أفهمه كما ينبغي .
وقال الأزدي : تكلم فيه . ) أهـ
قلت : الذهبي اقتطع كلام أبو حاتم الرازي من أوله ! ..
وقد قدمنا أن أبو حاتم الرازي قال كما في الجرح والتعديل ( 4 / 111 ترجمة 489 ) : ( شيخ ، لا أفهمه كما ينبغي ) ..
وهي من مراتب التعديل كما نصَّ على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " ( ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة ) ..
فلم يبقَ من المضعفين لـ " سليمان بن داود " إلا الازدي الضعيف ! ..
واليك قول الذهبي في هذا الازدي هذا لتقف حاله !؟ ، وتعلم أن كلامه لا يساوي فلساً ! ..
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ( 6 / 118 ترجمة 7311 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995 ، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ) : ( جمع وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات .
حدث عنه أبو إسحاق البرمكي وجماعة
ضعفه البرقاني .
وقال أبو النجيب عبدالغفار الأرموي : رأيت أهل الموصل يوهون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا .
وقال الخطيب : في حديثه مناكير وكان حافظا ألف في علوم الحديث .
قلت : مات سنة أربع وتسعين وثلثمائة ) أهـ
ووافقه الحافظ في اللسان ولم يزد على ماقاله ( 5 / 139 ترجمة 464 الناشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت الطبعة الثالثة 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ..
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 13 / 389 ترجمة 187 الناشر مؤسسة الرسالة الطبعة الثالثة 1405 هـ - 1985 م ، بتحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط ) : ( ليت الأزدي عرف ضعف نفسه )!
وقال الحافظ في الفتح ( 1 / 401 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379 ) : ( ... وشذ الأزدي فقال : " منكر الحديث " ، وغفل أبو محمد بن حزم فاتبع الأزدي وأفرط فقال : " لا تجوز الرواية عنه " ، وما درى أن الأزدي ضعيف ! ، فكيف يقبل منه تضعيف الثقات )
وقال في موضع آخر من الفتح ( 1 / 431 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379 ) : ( قدمت غير مرة أن الأزدي لا يعتبر تجريحه لضعفه هو ) ..
فهذا هو أبو الفتح الازدي الذي بنى عليه ابن الجوزي والذهبي حكمهما على الرجل ! ، فلا يصح الاعتداد بقوله ..
قتنبه !
ولهذا سكت الحافظ في التلخيص عن هذا الحديث ( 2 / 314 برقم 798 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419هـ - 1989م ) ، وفي إتحاف المهرة ( 18 / 23 برقم 23313 الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية / المدينة المنورة الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م ، بتحقيق مركز خدمة السنة والسيرة ، بإشراف الدكتور زهير بن ناصر الناصر ) ..
وسكت عنه أيضاً الشوكاني في نيل الاوطار ( 4 / 165 وَ 502 الناشر إدارة الطباعة المنيرية )
أما ابن الأمير الصنعاني فقد حدث له سقط في الإسناد ! كما في سبل السلام ( 2 / 114 الناشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، الطبعة الرابعة 1379هـ - 1960م ) ..
فقد جعل الحديث عن علي زين العابدين عن جدته السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ! ..
فأسقط سيدنا الحسين من السند ! ، وهو خطأ لا يُتابع عليه ، وأظن أن منشأ هذا الخطأ هو رجوعه لتلخيص الحبير للحافظ ( 5 ) ، حيث أن الحافظ رحمه الله قد اسقط الحسين سهواً من السند ، فتابعه ابن الأمير الصنعاني دون الرجوع للأصل وهو مستدرك الحاكم ! ، وهذا خطأ ..
ولهذا ادعى ابن الأمير الصنعاني بأن الحديث مرسل حيث قال : ( وما أخرج الحاكم من حديث علي ابن الحسين أن فاطمة عليها السلام كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده .
قلت ( الصنعاني ) : وهو حديث مرسل فإن علي بن الحسين لم يدرك فاطمة بنت محمد صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ) !
فتنبه لهذا الخطأ !
- كما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 3 / 572 برقم 6713 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403 ، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ) بإسناد منقطع ، فقال : ( عن ابن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تزور قبر حمزة كل جمعة " )
قلت : هذا إسناد منقطع بين الإمام محمد الباقر وجدة أبيه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولكن إسناد الحاكم بيَّن الساقط من السند وهم : سيدنا علي زين العابدين ، ووالده الإمام الحسين رضي الله عنهم ..
- فأما ابن عيينه الذي في هذا السند هو سفيان ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
- وجعفر بن محمد هو الإمام جعفر الصادق ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
- ووالده هو الإمام أبو جعفر محمد الباقر ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
كما ان سيدنا جعفر الصادق لم ينفرد بهذا الحديث عن أبيه ، ولكنه توبع ؛ تابعه ثلاثة : أبان بن تغلب وهو ثقة ، وسعد بن طريف ، وزياد بن المنذر وكلاهما متهم .
فأما متابعة أبان بن تغلب ؛ فقد أخرجها أبو بكر الأثرم من مسند مسدد ، فيما نقله ابن عبد البر والقرطبي ( 6 ) : قال الاثرم : ( حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة ) ..
قلت : وهذا إسناد لا يصح ..
نوح بن دراج متهم ..
قال عنه الحافظ في التقريب ( ص 567 ترجمة 7205 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) : ( متروك وقد كذبه بن معين ) ..
أبان بن تغلب ثقة ..
قال عنه الحافظ في التقريب ( ص 87 ترجمة 136 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) : ( ثقة تكلم فيه للتشيع ) ..
- وأما متابعة سعد بن طريف ؛ فقد أخرجها ابن شبه في تاريخ المدينة ( 1 / 86 برقم 382 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1417هـ - 1996م ، بتحقيق علي محمد دندل وياسين سعد الدين بيان ) : ( حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر : " أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه ، ترمه وتصلحه ، وقد تعلمته بحجر " ) ..
قلت : وهذا إسناد تالف ..
محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي الرصافي ، ثقة كما في التقريب ..
- حبان بن علي العنزي أبو علي الكوفي أخو مندل بن علي ( ت 271 ) مختلف فيه ، وكان له فقه وفضل ..
- سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظلي الكوفي رافضي متهم ..
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : ( متروك ، و رماه ابن حبان بالوضع ، و كان رافضيا )
- وأما متابعة زياد بن المنذر ؛ فقد أخرجها ابن سعد في الطبقات ( 3 / 18 الناشر دار صادر / بيروت ) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون وعمرو بن محمد كما في انساب البلاذري في ترجمة سيدنا " حمزة بن عبد المطلب " ..
ثلاثتهم - ابن سعد ، ومحمد بن حاتم بن ميمون ، وعمرو بن محمد - : عن عبد الله بن نمير قال أخبرنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر قال - واللفظ لابن سعد - : ( كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه )
عبد الله بن نمير ثقة صاحب حديث من أهل السنة ..
وزياد بن المنذر هو أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي متهم ، كذبه يحيى بن معين كما في التقريب ( ص 221 ترجمة 2101 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) ..
قال محمد اليافعي : فهذه الطرق الثلاث عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه لا تصح ، ماعدا طريق ابنه جعفر الصادق رضي الله عنه التي أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عيينه ..
كما أن هذا الأثر قد روي من طريق غريب ! ، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 3 / 574 برقم 6717 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403 ، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ) : عن البجلي عن الكلبي عن الأصبغ بن نباتة : ( أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي قبر حمزة وكانت قد وضعت عليه علما لو تعرفه وذكر أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر كان عليهم النقل يعني حجارة صغارا ) ..
قلت : وهذا إسناد هالك ..
الكلبي متهم بالكذب ، ورمي بالرفض ..
وابن نباته متروك رمي بالرفض ..
وبالجملة ؛ فالحديث صحيح وثابت ولا غبار عليه ؛ سيما اسناد الحاكم الذي رواه في مستدركه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
هامش :
( 1 ) الحاكم في المستدرك ( 1 / 533 برقم 1396 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ..
( 2 ) البيهقي في الكبرى ( 4 / 78 برقم 7000 الناشر مكتبة دار الباز / مكة المكرمة 1414 - 1994 ، بتحقيق محمد عبد القادر عطا ) ..
( 3 ) الحاكم في المستدرك أيضاً ( 3 / 30 برقم 4319 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا)
( 4 ) وأما محققا " مختصر مستدرك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم للحافظ ابن الملقن " وهما عبد الله اللحيدان ، وسعد بن عبد الله آل حميد ( 1 / 305 برقم 91 الناشر دار العاصمة / الرياض ، الطبعة الأولى 1415هـ ) فقالا : ( لم أجد أحداً اسمه سليمان بن داود يروي عن جعفر بن محمد ، ويروي عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، والله أعلم ) !
قلت : بل هو ما أثبتناه ، فقد روى عنه ابن أبي فديك كما في إسناد عند الطبراني في الأوسط ..
قال الطبراني في الاوسط ( 2 / 262 برقم 1929 الناشر دار الحرمين / القاهرة 1415 ، بتحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ، و‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني ) ، ومن طريقه الحافظ ابو نعيم في " معرفة الصحابة " ( 3 / 1722 برقم 4363 الناشر دار الوطن للنشر / الرياض الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م ، بتحقيق عادل بن يوسف العزازي ) : ( حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن سليمان بن داود بن قيس عن أبيه عن موسى بن عقبة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خطب رسول الله الناس في حجة الوداع ..... الحديث ..
( 5 ) قال الحافظ في تلخيص الحبير ( 2 / 314 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419هـ - 1989م ) : ( وللحاكم من حديث علي بن الحسين عن علي : " أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده " ) أهـ ..
قلت : ولم يتنبه لهذا الخطأ محقق الكتاب ! ..
( 6 ) ذكره القرطبي في تفسيره ( 10 / 381 الناشر دار عالم الكتب / الرياض 1423هـ - 2003م ، بتحقيق هشام سمير البخاري ) ، وابن عبد البر في التمهيد ( 3 / 234 الناشر مؤسسة القرطبه ، بتحقيق مصطفى بن أحمد العلوى ، ومحمد عبد الكبير البكرى ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
سيدنا عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف وسيدنا بلال رضي الله عنهم يضع خديه على القبر النبوي الشريف
جاء في الوفا للسمهودي
(ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً وضع خديه عليه أيضاً. ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، واُناس فيهم أناة يتأخرون، والكل محل خير) اهـ
وفاء الوفا للسمهودي: 4/1405
القول بالتزام مكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ليس هذا الا للاقتداء والتبرك بهذا الموضع
وجاءفي وفاء الوفا
حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)من الليل...
قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها.
وفاء الوفا: /452
قال الإمام السمهودي عند ذكره لاسطوانة المحرس:
كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلقي القبر ممّا يلي باب رسول الله(صلى الله عليه وسلم وهو مقابل الخوخة التي كان النبي(صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة الى الروضة للصلاة، وهي الاسطوان الذي يصلّي عندها أمير المدينة، يجعلها خلف ظهره، ولذا قال الأقشهري: إنّ اسطوان مصلّى علي اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، ويقصد الاُمراء الجلوس والصلاة عندها الى اليوم، وذكر أنّه يقال لها: مجلس القادة، لشرف من كان يجلس فيه
وفاء الوفا: 2/448







توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:21 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





ثانياً- بيان الإشكال في الأحاديث النبوية الشريفة
- فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أن الدعاء هو العبادة)
فنقول لهم إن التوسل لا يسمي عبادة قطعاً ولا يقال فيه عبادة بل هو وسيلة إلى العبادة ومعلوم لذوي الألباب أن وسيلة الشيء غيره بالضرورة
فإن التوسل ليس فيه تقرب للمتوسل به ولا تعظيمه وإيصاله إلى مرتبه الألوهية بأنه ينفع ويضر ويرزق بل المتوسل به هو وسيلة رجاء تحقيق مطالبه من الله تعالى فالله وحده النافع الضار ومن المعلوم أن الناس منذ القرون السابقة للإسلام إلى الآن لا تخلو من التعظيم للأمراء والولاة والسلاطين وكبرائهم وهذا أمر دنيوي ليس من باب العبادة ولا يقصد به عبادتهم أو تعظيمهم تعظيم الآلوهية لأن هذا التعظيم في أمر دنيوي لم يبلغ نهايته والتعظيم الناشئ عنه لم يبلغ غايته في التذلل والعبادة.
ولأنه هذا التعظيم لم يصل إلى التعظيم الإلهي والاعتقاد بالنفع والضر استقلالا ولا يشمل غاية الخضوع والتذلل ومثل هذا لا يمكن أن يكون عبادة..ويظهر هذا بوضوح لذوي الألباب ومدى الاختلاف بين الوسيلة والعبادة من تعريف الوسيلة والتوسل والعبادة..
ويظهر من معنى العبادة أن الكفار ممن عبدوا الأصنام والأنبياء والصالحين إنما وصلوا إلى تعظيمها والخضوع التام لها والتذلل لهذه الأوثان فكانت بمثابة الآلهة لهم فعبدوها من دون الله العزيز.
و كل دعاء ليس عبادة فهو كما يكون بمعنى العبادة
مثل في قوله تعالى
(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) يونس ١٠٦
وبمعني السؤال كقوله تعالى
(وادعوا شهداءكم)البقرة ٢٣
وبمعني القول إلخ كما ذكرنا في تعريف العبادة في الفصل الأول.
فيكون بناء على ما سبق
أن المقصود بالدعاء هو دعاء الله تعالى لا مطلق الدعاء أي أن سؤال الله تعالى هو أعظم العبادة فإذا كان الطلب من الله سمي سؤالاً ودعاءً ولا يقال للطلب من غير الله تعالى دعاءً وبناءً على ذلك فالأحرى ألا يقال لذلك الطلب دعاء بمعنى العبادة لأنه لا يجوز أن يطلق على الطلب من غير الله تعالى دعاء!!!
فمن قال يا سيد أعطني درهما!!!!
وطلب من العبد أيكون هذا من الدعاء ويحكم عليه بالشرك؟
ما لكم كيف تحكمون
كما أن النداء في حد ذاته ليس دعاء سواء للحي أو الميت
جاء في مصنف الإمام عبد الرزاق (٣ / ٥٧٦ / حديث ٦٧٢٤ بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اهــ .
ولم يكن هذا من ابن عمر عبادة مع أنه نداء باتفاق العقلاء :....
فهل يقال إن النداء هنا عبادة وكفر وشرك؟
إن كان كل دعاء عبادة هكذا كما تدعون على حد زعم البعض يكون الفهم الصحيح لقوله تعالى
{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
على تفسير الوهابية سيكون
( لا تجعلوا عبادة الرسول بينكم كعبادة بعضكم بعضاً )
وبهذا تقولوا أن الله يأمرُنا بعبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عبادتنا لبعضنا، وبذلك تأتونا باجدد التفاسير لكتاب الله عز وجل.
- وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
فهذا الحديث المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله
وعليه فالمقصود أنه إذا أراد الاستعانة بأحد المخلوقات
(وهذا لا يخفي على عاقل لابد منها وشيء ضروري في الحياة الدنيا)
فاجعل كل اعتمادك عل الله تعالى ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب ذو الجلال والإكرام..
وقد فسر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عقب هذه الجملة
(وأعلم على أن آلامه لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك.)
فاثبت الرسول نفعا وضرا للعباد بما كتبه الله وإنما كانوا سبباً والمسبب هو جل جلاله.
ولا يملك أحدا لنفسه فضلا عنه غيره نفعا ولا ضرا فالنفع والضر محدود ومقيد بان المسبب هو الله تعالى ونسبته إلى الخلق على سبيل التسبب والتكسب لا على سبيل الخلق والإيجاد والقوة والقدرة فنسبه هذه الأفعال للعباد إنما هي من تعبيرات المجاز إي هي في الحقيقة مجازيه ليست حقيقية.
وما شابه ذلك من الأحاديث أيضا له نفس المعنى
فإنها إرشاد إلى عدم الغفلة عن الفاعل المختار وليس مرادًا ألا يطلبها العبد إلا من الله لأن طلبها من العباد لتحصيل أفعال الله هو من اتخاذ الأسباب المشروعة وترتيب الأسباب على مسبباتها فدعاء الله مجرداً من الوسائل ودعاؤه مقروناً بها كلاهما مشروع وهي من الله في كل الأحوال خلق الفعل في العبد ومن العباد التسبب فيها.
فالمثبت في الاستغاثة والإعانة والاستعانة لله تعالى هو الخلق والإيجاد
والمثبت للعبد هو التسبب في ذلك بالدعاء والشفاعة أو غيرهما لدى من بيده الأمر كله. الله الواحد الأحد.
والحديث ليس فيه أصلا بمعنى لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي»
أخرجه أبو داود (٤٨٣٢) والترمذي وقال حديث حسن (٢٣٩٥) وأحمد (٣/٣٨) والدارمي (١٩٨٥) والبغوي (٣٤٨٤) والحاكم (٤/١٢٨) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (٥٥٤) والطيالسي (٢٢١٣) وأخرجه أيضا أبو يعلى (١٣١٥).
فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟!
وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)
( سورة الإنسان الآية (8).)
الحديث الضعيف الذي أورده الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
الجزء الأخير من الحديث (قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << أنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل>>
الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
وفي رواية أخرى( لا توجد في نسخ الطبراني ولا يوجد اي دليل يفيد وجودها ) << أنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل>>
فهذا الحديث ضعيف منكر لا يصلح للاستدلال به فيه راو لم يسم وقال فيه ابن كثير في تفسيره ٣\١٧٤ وهذا الحديث غريب جدا وفيه علة..
وهل يصلح حديث مضطرب ضعيف جداً وأصلاً هو منكر للاستدلال به في قضية كفر وإيمان وشرك وتوحيد كما يقول المخالف..
وإذا سلمنا بصحة الحديث-ونحن لا نسلم به كما سنوضح علله- حتى على الرغم من ثبوت العكس وأنه مضطرب لا يصلح للاستدلال
فالمعنى أيضاً كما ذكر أهل العلم كأنما الرسول يقول لهم إذا استغثتم بي فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة
كمثل قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} الأنفال ١٧
وقوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) الفتح:10
ولا يكون معناه منع الاستغاثة لأنه يضاد آيات صريحة و أحاديث كثيرة صحيحة
وقد نصت بعض الآيات في الكتاب الحكيم على ذلك ودعت المسلمين للذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستغفار لهم والتوسل به وهذا من الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهذا ما يثبت أن الحديث مضطرب معلول ضعيف لا يصح الاستناد عليه.
يقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } سورة النساء الآية 64
فاستمداد الإنسان بالإنسان الآخر أمر واقع في الحياة البشرية وجائز عند جميع الأمم
وهنا استغاثه الذي من شيعته اي بسيدنا موسى عليه السلام ؟
{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص ١٥]
والاستغاثة والطلب من العباد ذكرت في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم
مما يظهر أن المعنى للحديث لو سلمنا بصحته ليس على ظاهرة كما يدعي البعض
قوله تعالى (فأعينوني بقوة)
مثل بني إسرائيل طلبوا من موسى الماء والمطر وهم في التيه ليخلصهم من الظمأ إذ يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: ١٦٠
قد طلب سليمان من حضّار مجلسه إحضار عرش المرأة التي كانت تملك قومها ولم يطلب ذلك من الله إنما طلبه بإذن الله تعالى من أحد الحاضرين والجدير بالذكر هنا أن هذه الآية تدل أيضا على كرامات الأولياء في إحضار العرش!!
كما يحكي سبحانه (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ)
فطلب الاستسقاء وإحضار العرش من أشخاص وهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها العباد إلا بإذن رب العباد.
لو كان طلب الخوارق من غيره سبحانه شركاً كيف طلب بنوا إسرائيل مننبيّهم موسى عليه السلام ذلك الأمر؟ أو كيف طلب سليمان من أصحابه إحضار ذلك العرش من مكان بعيد؟؟
وغيرها الكثير من آيات الكتاب الحكيم
والحديث الصحيح
( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله)
وغيرها الكثير فيما سنوضحه فيما بعد
فلا ينكر هذا الحديث أن صح التوسل والاستغاثة لان من قال اللهم أسالك بجاه نبيك أو بمنزله نبيك أن تشفني فهو سأل الله متوسلاً بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
فطلب الشيء الخارق من النبي والأولياء مع الاعتقاد أن الله من يتصف بالإعانة المطلقة والقدرة المطلقة جائز شرعا كما أسلفنا وقلنا وكما ورد في الكتاب الحكيم
والطلب في حقيقته من الله جل جلاله
ولتوضيح مدى ضعف الحديث الذي لا يصحللإيضاح على الرغم من اختلاف المعنى الذي ذهب إليه أهل الإنكار
من علل الحديث
اضطراب معناه ففي رواية أنه لا يقام لي..وفي الأخرى- الغير موجودة والتي ساقها ذكرها الحافظ نور الدين الهيثمي وعزاها للطبراني بهذا اللفظ الغريب!-
ولم يسوق لها اسناداً يذكر !!أنه لا يستغاث بي
أ - انفرد به ابن لهيعة وهو معلول
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ٥\٣٧٧
(وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيء, وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن يخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لان معه جابر بن إسماعيل)
وقال فيه الكثير من العلماء(ابن المديني: قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه, قال ابن معين كان ضعيفاً لا يحتج بحديثه,كان من شاء يقول له حدثنا,قال الخطيب:فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله, وقد ضعفه الكثير من العلماء بل اجتمع العلماء على تضعيف حديثه وتركه وقال فيه الإمام أحمد بن صالح: ابن لهيعه ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط, وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ....وقد ترك المختلط من أحاديثه الكثير من العلماء وضعفه الكثير مثل الجوزجاني,ابن أبي حاتم ,محمد بن سعد,مسلم,الحاكم أبو أحمد,ابن حبان,أبو جعفر الطبري,ابن كثير,وغيرهم الكثير)

- حديث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا ؟ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.)
وما شابهه من الاحاديث
فالروايات تشرح المعنى فقد ورد في الروايات : قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد.
فجاء من رواياته( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت ‏"‏
مسند الإمام أحمد ( 6 / 371 - 372 )
ومن الروايات الأخرى
مثل
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ لِيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ )
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ )
فهذا الحديث برواياته يعني أن أفعال العباد يجب ردها إلى مشيئة الله عز وجل وفي الحديث أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه بان يقولوا شاء الله ثم رسول الله وهذا من الادب فالمشيئة منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز كما قرر الائمة والعلماء
ولا دخل للحديث بالشرك كما يوسوس لفرقة الوهابية الشيطان وخارج نطاق النقاش في التوسل.






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:27 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع لسابقة
ونقول
في حديث وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت فقد
بوب الإمام النووي في رياض الصالحين هذا الحديث
بقوله : باب كراهية قول ماشاء الله وشئت
وفي الأذكار
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار :
((فصل في بيان أن العطف على مشيئة الله تعالى مشيئة غيره بثم لا بالواو :روينا في سنن أبي داود بالاسناد الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء فلان ) .
قال الخطابي وغيره : هذا إرشاد إلى الأدب ، وذلك أن الواو للجمع والتشريك ، و " ثم " للعطف مع الترتيب والتراخي ، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه.) اهـ
و قال العلامة ابن علان في شرحه على الأذكار :
((قوله لأن الواو للجمع والتشريك أي فربما توهم مقارنة مشيئة العبد بمشيئة الله سبحانه لو أتى بالواو وليس الأمر كذلك إذ مشيته تعالى هي السابقة فأتى بثم الدالة على هذا المعنى وفقاً لذلك الإيهام .) اهـ
علق شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " على باب ( باب لايقول ماشاء الله وشئت وهل يقول أنا بالله ثم بك !! )
قائلا :
(( عن قتيلة بقاف ومثناة فوقانية والتصغير امرأة من جهينة ‏"‏ أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وأخرج النسائي وابن ماجه أيضا وأحد من رواية يزيد بن الأصم عن ابن عباس رفعه ‏"‏ إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وفي أول حديث النسائي قصة وهي عند أحمد ولفظه ‏"‏ أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت، فقال له‏:‏ أجعلتني والله عدلا، لا بل ما شاء الله وحده ‏"‏ وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه أيضا عن حذيفة ‏"‏ أن رجلا من المسلمين رأى رجلا من أهل الكتاب في المنام فقال‏:‏ نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ‏"‏ .
ثم قال رحمه الله : وحكى ابن التين عن أبي جعفر الداودي قال‏:‏ ليس في الحديث الذي ذكره نهى عن القول المذكور في الترجمة، وقد قال الله تعالى ‏(‏وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله‏)‏
وقال تعالى ‏(‏وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه‏)‏ وغير ذلك،
وتعقبه بأن الذي قاله أبو جعفر ليس بظاهر لأن قوله ‏"‏ ما شاء الله وشئت ‏"‏ تشريك في مشيئة الله تعالى، وأما الآية فإنما أخبر الله تعالى أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم وهو من الله حقيقة لأنه الذي قدر ذلك ومن الرسول حقيقة باعتبار تعاطي الفعل، وكذا الإنعام أنعم الله على زيد بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق، وهذا بخلاف المشاركة في المشيئة فإنها منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز
وقال المهلب‏:‏ إنما أراد البخاري أن قوله ‏"‏ ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ جائز مستدلا بقوله ‏"‏ أنا بالله ثم بك ‏"‏ وقد جاء هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاز بدخول ‏"‏ ثم ‏"‏ لأن مشيئة الله سابقة على مشيئة خلقه، ولما لم يكن الحديث المذكور على شرطه استنبط من الحديث الصحيح الذي على شرطه ما يوافقه‏.‏
وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأسا أن يقول ‏"‏ ما شاء الله ثم شئت ‏"‏ وكان يكره ‏"‏ أعوذ بالله وبك ‏"‏ ويجيز ‏"‏ أعوذ بالله ثم بك ‏"‏ وهو مطابق لحديث ابن عباس وغيره مما أشرت إليه‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ مناسبة إدخال هذه الترجمة في كتاب الأيمان من جهة ذكر الحلف في بعض طرق حديث ابن عباس كما ذكرت، ومن جهة أنه قد يتخيل جواز اليمين بالله ثم بغيره على وزان ما وقع في قوله ‏"‏ أنا بالله ثم بك ‏"‏ فأشار إلى أن النهي ثبت عن التشريك وورد بصورة الترتيب على لسان الملك وذلك فيما عدا الأيمان، أما اليمين بغير ذلك فثبت النهي عنها صريحا فلا يلحق بها ما ورد في غيرها والله أعلم‏.‏ ( انتهى )

بعد كلام ابن حجر والنووي والخطابي وابن علان المتقدم يكون السؤال لماذا لم يقل الائمة ان من يقول ( ماشاء الله وشئت ) قد وقع في الشرك الأصغر !!
هل مثل هؤلاء الائمة يجهلون مسائل التوحيد حتى يأتي في هذا الزمان احدهم ليقول إن قائل هذا اللفظ قد وقع في الشرك الأصغر ؟؟
ــــــــــــــــــــــــ
والادلة على ان هذا خارج نطاق التوسل كلياً ايضاً بعد قول الائمة والعلماء
قول الصحابة أعوذ برسول الله
أخرج الإمام مسلم عن ابن مسعود: ( أنه كان يضرب غلاماً فجعل يقول "أعوذ بالله قال: فجعل يضربه فقال :أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك.
ففي الحديث قال الغلام اعوذ بالله وبعده قال اعوذ برسول الله!!!!!
وكذلك ما ورد في اكثر من حديث
عن عاشه رضي الله عنها قالت
( بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام,قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت بها قالت:- فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت:أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم) لخرجه الإمام أحمد 6\277 وقال الهيثمي في المجمع ٤\٣٢١ رواه أحمد ورجاله ثقات
أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال:
»خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله . الحديث وفيه- فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه )
ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (٨/٥٧٩
مسند أحمد ح (١٥٩٩٦) (٣/٤٨٢).
وقول الصحابة المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه,فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان")
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠
والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\312
وما جاء في حديث مسلم
(لولاي لكان في الدرك الأسفل من النار)رواه مسلم
وغيرها الكثير
فهذا الحديث خارج نطاق الموضوع لانه لا يقوم احد بعمل بمشيئته بل بمشيئة الله تعالي فتبه.
ــــــــــــــ
4- حديث ذات الانواط
فالامر لا يحتاج إلى شرح في الأصل وإستدلال البعض به هو من الخطأ الجسيم في فهم الادلة
فقد جاء في حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة ، قَالَ: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم }.
ولاحظ اللفظ الثاني
أخرجه الترمذي وغيره من رواية واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم فتح مكة، قال: فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ".
وذات الأنواط هي شجرة كانت تعبد في الجاهلية وهي سمرة كان المتعبدون لها ينوطون بها سلاحهم ويعكفون حولها.
ولتوضيح المعنى
اولاً:- قوله" كانوا أسلموا يوم فتح مكة " يفيد أن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم
:" اجعل لنا ذات أنواط .. " لم يمض على إسلامهم سوى أيام
لأن فتح مكة كان في رمضان لثلاث عشرة ليلة بقين منه وكان غزو النبي صلى الله عليه وسلم لهوازن يوم حنين بعد الفتح في الخامس من شوال أي بين فتح مكة وغزوة حنين خمسة عشر يوماً فقط على الراجح من أقوال السلف والمؤرخين ـ وكان إسلام هؤلاء بين وخلال هذه الأيام فقط فهم كانوا حديثوا عهد بكفر فكان يجب توضيح الإسلام لهم ونهيهم عن التشبه بالمشركين
فأن ذات الانواط شجرة كان الكفار يعلقون عليها أسلحتهم تعظيما لها وعبدوها من دون الله تعالي وكانوا يعتقدون انها تنصرهم علي الاعداء وهم عبدة آوثان ألهتهم حجارة وأشجار.!!!
وسؤال حديثوا عهد بكفر كان مشابهة الكفار والتشبه بهم وهذا ما يفيده جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم لأنهم أرادوا تقليد المشركين وذات الانواط عظمت من الكفار وعبدت وكان يدار حولها اعتقادا ويخرجون إليها كل عام للعبادة
فكان النهي حتى عن تعليق اسلحتهم مثل الكفار حتى لا يستدرجوا وهم حديثي العهد بالإسلام فكانوا من عبدة الأوثان قبل إيمانهم وقد كان العرب في الجاهلية أهل شرك يعبدون الأصنام والأشجار ويجعلون منها شركاء لله فجاء الإسلام بالتوحيد ونفي الشركاء وإبطال عبادة الأصنام وقد شرع أحكاماً كثيرة لسد ذرائع العودة إلى الشرك.!!!!
ولذلك كان رد نبينا صلى الله عليه وسلم قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة.
ثانياً:- النهي عن مشابهة الكفار حتى في تعليق الاسلحة لانه لا يوجد علة شرعية في هذا والخوف من استدراجهم لعبادتها واتخاذها عادة وهم حديثوا عهد.
وقولنا بأن شجرة ذات أنواط كان المشركون يعظمونها من غير علة صحيحة وذلك لأن هذه الشجرة ليست معظمة كتعظيم بيت الله الحرام فإن المشركين كانوا يعظمون بيت الله الحرام فجاء الإسلام يدعو بتعظيمه والتشديد على حرمته.
كان للعرب المشركين أربعة أشهر حرم فجاء الإسلام وأقرها بأنها أشهر حرم فتلك الأمور كان المشركون يعظمونها ولا يعبدونها أما هذه الشجرة فكانت تعظم وتعبد من دون الله تعالى فكانت تشمل المعنى اللغوي والمصطلحي للعبادة ولذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وتعظيم الكفار للأصنام والأشجار كان تعظيم عبادة فكانت لهم آلهة من دون الله!!!
والقاعدة أن تعظيم الأشياء متوقف على علةٍ صحيحةٍ وهى تعظيم الشرع لها.
وكذلك عدم تقليد المشركين والتشبه بهم فيما لا تتحقق فيه المصالح الشرعية.
و المعنى يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم في أفضلية الصلاة في مسجده وفيما بين قبره الشريف ومنبره أليس هذا تبرك ببقعة ولها أفضلية فيتضح المعنى في الحديث أنه لا يوجد علة شرعية لهذا العمل.
وتواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما بين بيتي (قبري) ومنبري روضة من رياض الجنَّة".
وفي النصِّ عنه صلى الله عليه وسلم:"إن منبري على تُرع الجنَّة".
والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة.
وما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما وتتبعه لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهل كان لا يعلم الشرك من غير الشرك العياذ بالله؟؟؟
وهذا الحديث يوضح المقصود
عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا»( (حديث صحيح).
موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت.
قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
ــــــــــــــــــ
وقد فهم الأئمة الأعلام مثل الإمام ابن حجر العسقلاني إمام الدنيا في الحديث حديث تتبع ابن عمر رضي الله عنها لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني
ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الإتباع مشهور ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس
في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....
ــــــــــــــــــ
قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج4 ص429):
وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك
ــــــــــــــــــ
عن نافع عن ابن عمر:
انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف ، يعني راحلة النبي (صلى الله عليه وسلم)
سير أعلام النبلاء 3: 237 ، حلية الأولياء 1: 310
فتح الباري ابن رجب 3:294
ــــــــــــــــــ
كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) من منبر
وفاء الوفاء 4: 1406
ــــــــــــــــــ
عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر
وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.
المغني لابن قدامة 3: 559 .
وغيرها من الأدلة التي ستأتي في صلب الموضوع
ومن أقوال العلماء مثلاً في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح البخاري ج 2 ص 222 قال:
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها .
الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 4 ص 81 في شرح حديث رأي ابن حجر العسقلاني
((قوله كما تأزر الحية إلى جحرها: أي أنها كما تنتشر من جحرها فطلب ما تعيش به فإذا راعها شئ رجعت إلى جحرها كذلك الإيمان انتشر في المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه .) انتهى

ــــــــــــــــــ
قال القاضي ناقلاً عن العلماء في الشفا بتعريف حقوق المصطفى
((مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة ، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، والتبرك برؤية روضته و منبره و قبره ، و مجلسه ، و ملامس يديه ، و مواطئ قدميه ، و العمود الذي كان يستند إليه ، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه ، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين ، و الاعتبار بذلك كله .)) الشفا 319

ــــــــــــــــــ
ولنري فهم السلف الصالح لهذا الحديث ومعنى عبادة الكفار لهذه الشجرة بمعنى العبادة الشرعي.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير سورة البقرة :( 108 ) ...
((الرابع :
سأل قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب ، كما سألوا موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة .))اهـ
في البحر المحيط
((وفي الحديث مروا في غزوة حنين على روح سدرة خضراء عظيمة فقيل يا رسول الله إجعل لنا ذات أنواط
وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلقون بها أسحلتهم ولها يوم يجتمعون إليها فأراد قائل ذلك أن يشرع الرسول ذلك في الإسلام ورأى الرسول عليه الصلاه والسلام ذلك ذريعة إلى عبادة تلك السرحة فأنكره وقال { اللَّهِ أَكْبَرُ * قُلْتُمْ * وَاللَّهُ * كَمَا قَالَ بَنِي إِسْراءيلَ } { اجْعَلْ لَّنَا إِلَاهًا } خالقاً مدبراً لأن الذي يجعله موسى لا يمكن أن يجعله خالقاً للعالم ومدبّراً فالأقرب أنهم طلبوا أن يعين لهم تماثيل وصوراً يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى وقد حكى عن عبادة الأوثان قولهم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } وأجمع كلّ الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله كفر سواء اعتقد كونه إلهاً للعالم أو أن عبادته تقرب إلى الله)) انتهى
وقال أبو السعود في تفسير الآية سورة البقرة 108
((وقيل سأله عليه السلام قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط
كما كانت للمشركين وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب وقوله تعالى{ كما سئل موسى } مصدر تشبيهي أي نعت لمصدر مؤكد محذوف وما مصدرية أي سؤال مشبها بسؤال موسى عليه السلام حيث قيل له أجعل لنا إلها وأرنا الله جهرة وغير ذلك ومقتضى الظاهر أن يقال كما سألوا موسى لأن المشبه هو المصدر من المبنى للفاعل أعني سائلية المخاطبين لا من المبني للمفعول أعني مسؤولية))
قال الإمام القرطبي في تفسير آية : {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة}
قال القرطبي : ((ونظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط - لأنهم كانوا ينوطون بها سلاحهم أى يعلقونه - وكان الكفار يعظمون هذه الشجرة فى كل سنة يوماً ، قال الأعراب : " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر . قلتم والذى نفسى بيده كما قال قوم موسى { اجعل لَّنَا إلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الاثار في شرح غريب الحديث (الموطأ - والبخاري - ومسلم )ج1 ص 11
((ذات أنواط شجرة عظيمة خضرا كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظمها وتعلق بها أسلحتها وتذبح عندها قريبا من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا وضعوا عليها أرديتهم ودخلوا بغير أردية تعظيماً لها))
فيتضح لك أخي المسلم المعنى بوضوح وما سنورده في الأدلة يخالف فهم المعارض كلياً فتنبه لذلك...
حديث قطع شجرة الرضوان
أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/100) قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا عبد الله بن عون عن نافع قال : كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان ؛ فيصلون عندها ، قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها ، وأمر بها فقطعت .)
وهو آثر منقطع لان نافع لم يلتق سيدنا عمر رضوان الله عليه
وكذلك اثر شبيه أخرجه أيضا بن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها ، برقم (107) [ تحقيق عمرو عبد المنعم ] ، عن عيسى بن يونس عن ابن عون عن نافع مرسلا .
ومثله عند الفاكهي في كتابه (اخبار مكة م 5 ص 78) قال: حدثنا حسين بن حسن المروزي قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم قال ثنا ابن عون قال......
وهو منقطع
فالرواية هنا منقطعة السند وضعيفة ايضا.

فهذا الآثر منقطع وليس فيه حجة وقد صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني على الرغم من أن نافعاً لم يُدركَ عمر بن الخطّاب فالحديث مرسل والحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه أجاب عن ذلك كما سنعرضه فلا يفرح المعترض بتصحيحه
وإنما الصحيح هو ما ورد في صحيح البخاري
في أن الشجرة قد خفيت عن الجميع فكيف يقطعها امير المؤمنين؟
ورواة البخاري كلهم ثقات.
ذكر البخاري بإسناده عن طارق بن عبدالله قال : انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال : فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم!!(صحيح البخاري ج4/ص1528)
وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه قال: لقد رايت الشجرة , ثم انسيتها بعد فلم اعرفها ( صحيح البخاري ح ث ر 4162 ).
وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه : انه كان ممن بايع تحت الشجرة , فرجعنا اليها العام المقبل فعميت علينا ( البخاري 4164)
وها هو نافع في الرواية الصحيحة المتصلة عند البخاري
عن نافع عن ابن عمر قال: رجعنا من العام المقبل ، فما اجتمع اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من الله .(اخرجها البخاري ح ث رقم 2958).
وقال الإمام الحاكم في معرفة علوم الحديث ص65
( والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر ، ثم إن الشجرة فُقدت بعد ذلك فلم يجدوها وقالوا إن السيول ذهبت بها ، فقال سعيد بن المسيب : ( سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول : قد طلبناها غير مرة فلم نجدها ) أهـ
قال الطبري :
((وَزَعَمُوا أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَرَّ بِذَلِكَ الْمَكَان بَعْد أَنْ ذَهَبَتْ الشَّجَرَة , فَقَالَ : أَيْنَ كَانَتْ , فَجَعَلَ بَعْضهمْ يَقُول هُنَا , وَبَعْضهمْ يَقُول : هَهُنَا , فَلَمَّا كَثُرَ اِخْتِلَافهمْ قَالَ : سِيرُوا هَذَا التَّكَلُّف فَذَهَبَتْ الشَّجَرَة وَكَانَتْ سَمُرَة إِمَّا ذَهَبَ بِهَا سَيْل , وَإِمَّا شَيْء سِوَى ذَلِكَ .))
أي ان الشجرة لم تقطع لأنها لم تكن موجودة فيكف يكون الاطمئنان إلى هذا الحديث وهو مقطوع ومتنه أيضاً يضاد حديث صحيح في البخاري ومسلم؟؟؟
فهنا نصل بأن الشجرة قد اختفت رحمة من الله تعالى وليس كما يزعم بعض الجهال بأن سيدنا عمر ابن الخطاب قطعها لمنع الناس من التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام .
وإذا قلنا بصحة الأثر وأنه صحيح كما صرح الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة
فنقول:-
سيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها ، فعمر رضي الله عنه لم يقطعها ليمنع التبرك بالآثار أو لأنه لا يرى ذلك ولم يقع ذلك المعنى في قلبه أصلا ولم يخطر على باله أبداً بدليل أنه رضي الله عنه ثبت عنه التبرك وطلب التبرك بالآثار ونحوها
اي انه رضي الله عنه لما رأى الناس مجتمعين على شجرة زعموا أنها شجرة الرضوان التي حصلت عندها بيعة الرضوان وذكرها الله تعالى في كتابه بقوله:
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } ، إذ كان رضي الله عنه يعرف حق المعرفة أن الشجرة غير معروفة ولا أحد يعلم مكانها فضلاً عن عينها وأن أصحابها الذين حضروها وشهدوها وبايعوا تحتها هم بأنفسهم لا يعرفونها فكيف بغيرهم بل قد صرحوا بذلك كما جاء في الصحيحين فتكون هذه الشجرة التي قطعت ليس لها أي أثر من الصحة للتبرك بها وعندما قصدوها بالتوجه إلى الله تعالى وهذا عمل باطل لأنهم نسبوا شيئاً لا تصح نسبته إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم حيث نسبوا هذه الشجرة إليه أو أضافوها عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فاشتدت عندها غيرة سيدنا عمر بهذه الإضافة المشكوك بأمرها!!!
كما أنه لم يتفق رأي رجلين على شجرة واحدة بالتعيين ، فإذا كان هذا في خلال سنة واحدة في عهد واحد ومع توافر وجود أصحاب الرضوان الذين حضروا عندها وبايعوا تحتها فما بالك بشجرة ظهرت في زمن عمر بعد سنوات عديدة .
فقام بقطعها لهذا السبب لانها ليست شجرة الرضوان
ومما يدل على التوهم قول ابن تيمية.
قال ابن تيمية :
(أمر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة التي توهموا أنها الشجرة التي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان لما رأى الناس ينتابونها ويصلون عندها كأنها المسجد الحرام أو مسجد المدينة ) اهـ
(اقتضاء الصراط المستقيم 1/306)
ولذلك قطعت لأن ليس لها اي أثر من الصحة للتبرك بها
والدليل على ما قلناه هو في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه جاء في العام التالي لعام بيعة الرضوان ( أي بعد صلح الحديبية) قال: فبحثنا عن الشجرة فلم يقع عليها رجلان!!!

وكذلا الاثر الاتي والذي يتشدق به الوهابية وهو آثر موقوف
(فقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض»

فنقول هذا أثر موقوف على سيدنا عمر –رضي الله عنه- وقد جاءت أقوال وأفعال سيدنا عمر رضي الله عنه في الصحيح الثابت.
و يمكن الجمع بأن عمر –رضي الله عنه- كره زيارتهم لهذه الأماكن بغير صلاة. أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر، فيظنه واجبا ذكره ابن حجر في الفتح: فإذا لم يقبل هذا الجمع فالترجيح.
يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني
((ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....))ا.هـــ
هذا هو مسلك العلماء عند تعارض النصوص وبلا تردد اذا وجد التعارض ولم نستطيع الجمع نرجح الأحاديث المتفق عليها .
فسيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها
فاليك الأدلة من أقوال وأفعال سيدنا عمر ابن الخطاب الثابتة في الصحيح
قال سيدنا عمر رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري
الجزء الاول صحيفة 58
(قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)).
فالذي يعظم مقام سيدنا إبراهيم عيه السلام كيف لا يعظم مقام نبيه صلى الله عليه وسلم ويتهم من قام بالصلاة هناك بالشرك؟؟

واليك فعل أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه
الاثر ورد ب في مسند الامام احمد , والمختارة وتاريخ دمسق لابن عساكر, وفضائل بيت المقدس لابن قدامة,
وفي الاصابة لابن حجر نسبه الي يعقوب بن شيبة , والبداية والنهاية لابن كثير وغيرهم.
( عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي، مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال فقال أبو سلمة فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب أين ترى أن أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر رضي الله عنه ضاهيت اليهودية لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس‏‏)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه – 1 / 268 ، 269 ، تحقيق أحمد شاكر وقال : " إسناده حسن"






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:34 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع لسابقه
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7 / 58) ، وقال : " هذا إسناد جيد "
الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة (1\350,351, برقم 241).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (66\285,286)
كنز العمال / ج: 14 ص: 143
مجمع الزوائد / ج: 4 ص: 6
بل وقد صححه واستند اليه مشايخ الوهابية
انظر عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه )
و هنا راينا أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يتحرى أماكن صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مثل ولده عبدالله رضوان الله عليهم
ـــــــــــــــــــــ
سيدنا عمر ابن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه وقوله في مسجد قباء
((قال سيدنا عمر رضي الله عنه: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا إليه أكباد المطي.))
رواه عبد الرزاق في المصنف وإسناده قوي.
وله طريق آخر رواه ابن أبي شيبة في تاريخ المدينة المنورة وهو صحيح بتعدد طرقة
مصنف عبد الرزاق (5/133) وتاريخ المدينة المنورة (1/49)
وما ورد من احتفاظه بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كخاتمه وغيره كما سنرى
روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
((اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً من ورق وكان في يده ثم كان بعد في يد أبي بكر ثم كان بعد في يد عمر ثم كان بعد في يد عثمان حتى وقع بعد في بئر أريس نقشه محمد رسول الله .))
رواه البخاري في الصحيح في كتاب اللباس باب خاتم الفضة ، قال الحافظ ابن حجر : جاء في رواية النسائي : أنه التمس فلم يوجد ، وجاء في رواية ابن سعد : أنه كان في يد عثمان ست سنين . اهـ (فتح الباري ج10 ص313)
احتفاظ الخلفاء الراشدين ومنهم سيدنا عمر رضي الله عنه بحربة النبي صلى الله عليه وسلم
روى الإمام البخاري بسنده إلى الزبير رضي الله تعالى عنه قال :
((لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال : أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات ، قال هشام : فأخبرت أن الزبير قال : لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها ، قال عروة : فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه ، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها ، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر ، فأعطاه إياها ، فلما قبض عمر أخذها ، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها ، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله ابن الزبير ، فكانت عنده حتى ق.
رواه البخاري في كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً ..
وقوله فحملت عليه بالعنزة . العنزة بفتح النون هي كالحربة ، وقال بعضهم : هي شبه العكاز .))
وحاصل القصة هو أن الزبير قتل عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر طعنه في عينه بالعنزة فمات ، ثم طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منه تلك العنزة عارية فأعطاه ، فلما قبض - صلى الله عليه وسلم - أخذها الزبير ثم طلبها أبو بكر من الزبير عارية فأعطاه وبقيت عنده إلى أن مات ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عمر من الزبير فأعطاه وبقيت عنده مدة حياته ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند عليّ فطلبها الزبير صاحبها الأول فكانت عنده حتى قتل. أنظر (الفتح ج7 ص314 ، وعمدة القاري ج17 ص107) .
ونحن نتساءل لماذا هذا الحرص العظيم والاهتمام بهذه الحربة والحراب كثيرة ، ولعل هناك ما هو أحسن منها وأجود وممن هذا الحرص ؟
وتذكر إنه من الخلفاء الأربعة الراشدين المهتدين أئمة الدين وأركان التوحيد وأمناء الدين
محافظة عمر بن الخطاب على ميزاب العباس رضي الله عنهما
لأنه وضعه - صلى الله عليه وسلم-
((عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان للعباس ميزاب على طريق عمر - رضي الله عنه - فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان ، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال : والله إنه الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال عمر للعباس : عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ذلك العباس .)) كذا في الكنز (ج7 ص66) .
وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة في كتابه المغني :
((فصل : ولا يجوز إخراج الميازيب إلى الطريق الأعظم ولا يجوز إخراجها إلى درب نافذ إلا بإذن أهله .
وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي : يجوز إخراجها إلى الطريق لأن عمر - رضي الله عنه - اجتاز على دار العباس وقد نصب ميزاباً إلى الطريق فقلعه ، فقال العباس : تقلعه وقد نصبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ؟ فقال : والله لا نصبته إلا على ظهري وانحنى حتى صعد على ظهره فنصبه .)) اهـ
من المغني لابن قدامة (4/554

سيدنا عمر ابن الخطاب والتبرك بقصعة اكل فيها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
عن صفية بنت بحرة، قالت:
استوهب عمي فراس من النبي (صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.)
قال وكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه
الإصابة: 3/202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/264.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بل إن من علم الصحابة الاقتداء ووجهم للتتبع آثار الانبياء هو المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل بعد كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته يبقى كلمة لمخلوق أياً كان؟؟؟
1- توجيه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما تتبع آثار الأنبياء.
عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إلى عبدالله بن عمر وأنا نازل سرحة - شجرة عظيمة- بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت: أردت ظلها فقال:ذلك,فقلت:لا ما ذلك فقال عبدالله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى- ونفخ بيده نحو المشرق-فإن هناك وادياً يقال له السرور به شجر سر تحتها سبعون نبياً)
رواه الأمام مالك في الموطأ(1\423) والإمام احمد في مسنده (2\138) وابن حبان في صحيحه (14\137) والبهقي في الكبرى (5\139,2\417)
وهذا نص واضح في زيارة آثار الأنبياء المكانية أشار به سيدنا النيبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما.
وقد قال الإمام السيوطي في تنوير الحالك
(سر تحتها سبعون نبياً أي قطعت سرتهم إذ ولدوا تحتها وقيل هو السرور أي تنبؤوا تحتها واخداً بعد واحد فسروا بذلك)
تنوير الحالك (1\293)
قال الزرقاني:
وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت
قال ابن عبدالبر:
وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
2-وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال ( لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني
( وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال ( لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً), الثالث عرف من صنيع ابن عمر استحباب تتبع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم,والتبرك بها,وقد قال البغوي من الشافعية: إن المساجد التي ثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى فيها لو نذر احد الصلاة في شئ منها تعين كما تتعين المساجد الثلاثة) انتهى
فتح الباري (1\571)
3- سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من علمنا التبرك بالاماكن
تبركه صلى الله عليه وسلم بتربة المدينة ومواضع الأنبياء
عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها: باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا ». متفق عليه، واللفظ لمسلم( ).
واه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي، رقم (5413)، ومسلم في السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، رقم (2194).
قال ابن القيم:
«وإذا كان هذا في التربات؛ فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها، وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارنت رقيته باسم ربه، وتفويض الأمر إليه ».
زاد المعاد (4/ 187)، الطب النبوي 145وما بعدها.
وعن سعد بن أبي وقاص صلى الله عليه وسلم قال:
«لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غبارًا، فخمّر بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أنفه، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء»( ).
رواه رزين، جامع الأصول (9/ 334). وانظر: الترغيب والترهيب (2/ 149).

4- أخرج النسائي بسند لا بأس به كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني
(عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها ثم منتهى طرفها فركبت ومعي جبريل عليه السلام فسرت فقال انزل فصل ففعلت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر ثم قال انزل فصل فصليت فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ثم ثال: انزل فصل,فنزلت فصليت, فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4\764)
" واخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعاً بسند لا بأس به وله شاهد عن البيهقي من حديث شداذ بن أوس) انتهى
وحسن إسناده ابن كثير بعدما انكره في تفسيره فقال(ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم )
ولكنه رجع وصححه في البداية والنهاية(2\66) فقال
" رواه النسائي بإسناد لا بأس به عن أنس مرفوعاً والبيهقي بإسناده وصححه"
وقال ايضاً ابن كثير البداية والنهاية في مولد سيدنا عيسى عليه السلام (2\75)
(والحديث الذي تقدم ذكره دليل على أن مولده كان ببيت لحم كما ذكرنا ومهما عارضه باطل)
واخرجه النسائي في المجتبى (1\221) والطبراني في مسند الشاميين (1\194) وابن عساكر في تاريخ دمشق (65\281)

وهذا الحديث صحيح ولإن قلنا تنزلاً بضعفه كما يقولون فهو مع حديث الإمام البيهقي وبتعدد طرقه وشواهده يكون صحيحاً كما قرر الائمة كما هو معلوم في مصطلح الحديث..
أما الرواية المنكرة فهى رواية ها قبر أبيك ابراهيم انزل صل فيه فهى رواية بكر بن يزاد الباهلي وهو دجال يضع الحديث أما الروايات التي أوردناه فهى صحيحة من طرق أخرى ليس قيها هذا الدجال بكر بن زياد الباهلي وفي ذلك قال الحافظ ابن حجر العقسلاني
(بكر بن زياد الباهلي عن ابن المبارك قال ابن حبان دجال يضع الحديث - ثم ساق بإسناده عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مرفوعاً: مر جبريل ببيت لحم فقال: انزل فضل هنا هنا ركعتين فإن هنا ولد اخوك عيسى ثم أتي قبر ابراهيم فقال: صل هنا ثم أتى بي الصخرة فقال: من هنا عرج ربك إلى السماء.الحديث, وهذا لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع فكيف البرزل في هذا الشأن,قلت صدق ابن حبان)) انتهى
والموضوع منه من قوله ثم أتى بي الصخرة, واما باقية فقد جاء من طر اخرى فيها الصلاة في بيت لحم,وردت من حديث شداد بن أوس) انتهى
الميزان (2\50)
وفي هذا الحديث التتبع والتبرك بالصلاة في الأمكان الفاضلة وتتبع آثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
يقول الإمام السندي في الحاشية:
« صليت بطور سيناء وهذا أصل كبير في تتبع آثار الصالحين والتبرك بها والعبادة فيها» أ.هـ.
وها هو الصحابي سلمة بن الاكوع
ففي البخاري (1\189)
من حديث يزيد بن أبي عبيد قال : كنت أتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف ف قلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة .....قال: فأني رايت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى الصلاة عندها.)

يقول الحافظ: والأسطوانة المذكورة حقق لنا بعض مشايخنا أنها المتوسطة في الروضة المكرمة وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين.
قال: وروى عن عائشة أنها كانت تقول: لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام، وأنها أسرتها إلى ابن الزبير؛ فكان يكثر الصلاة عندها. ثم وجدت ذلك في تاريخ المدينة لابن النجار، وزاد: أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها. وذكره قبله محمد بن الحسن في أخبار المدينة. قوله: يا أبا مسلم، هي كنية سلمة. ويتحرى: أي يقصد))
فتح الباري 1/ 577.
في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.) انتهى
وها هو سيدنا جابر والدعاء في الأماكن وخاصاً في مسجد الفتح ومن قال ليس هنا تصريح بالمكان نقول لهم ولماذا ذكر مسجد الفتح مقروناً بالدعاء في يوم الثلاثاء والاربعاء ؟؟
وهذا ما فهمه الائمة والعلماء
قال الحافظ السيوطي في كتابه سهام الإصابة في الدعوات المستجابة
الفصل الثالث
فيما يرجع إلى الأماكن
أخرج البخاري في الأدب وأحمد والبزار بسند جيد عن جابر بن عبد الله قال : دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في هذا المسجد مسجدِ الفتح يومَ الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له بين
الصلاتين من يوم الأربعاء ، قال جابر : ولم ينزل بي أمرٌ مهم غائظٌ وتوخيت تلك الساعة فدعوتُ الله
فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء في تلك الساعة إلا عرفتُ الإجابة .
وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما بين الركن والمقام
ملتزم ، ما يدعو به صاحبُ عاهة إلا برأ ) . انتهى
فالإمام السيوطي جعل الحديث في فصل الأماكن وليس الوقت والزمان وقال في مقدمة كتابه فهذا جزء في الأدعية المجابة إما لوصف في الداعي يستبان، أو فضل في الوقت أو المكان.
فكان الفصل الأول
فيما يرجع إلى الداعي
الفصل الثاني
فيما يرجع إلى الأوقات
الفصل الثالث
فيما يرجع إلى الأماكن
وتحت الفصل الثالث كان حديث سيدنا جابر رضي الله عنه وارضاه حيث جعله من المكان وبالطبع مقترن به الزمان.
ـــــِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
تبرك سيدتنا فاطمة بن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج الحاكم في مستدركه عن علي بن الحسين عن أبيه: «أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده » قال الحاكم: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات).
فهو حديث صحيح، وهو تبرك بمكان وجود جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا تخريج أثر ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة ) - للشيخ اليافعي
قال محمد اليافعي : فهذا تخريج موسع لأثر : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ) ..
وقد ادعى بعض الناس اليوم ان هذا الاثر ضعيف ! ، وهذه مغالطة لا يُعذرون عليها ؛ لان تضعيفهم ناشئ عن هوى وليس عن بحث وتقصي لطرق الحديث ورجاله..
وسترون ان شاء الله كيف ان هذا الحديث صحيح ثابت كالجبال الرواسي ..
والله المستعان ، وعليه الجهد والثكلان ..
التخريج :
فهذا الأثر : أخرجه الحاكم في المستدرك ( 1 ) ، ومن طريقه البيهقي في الكبرى ( 2 ) ، قال : ( حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد - وقال البيهقي : ثنا عثمان بن محمد - ثنا أبو مصعب الزهري ..
ثم أخرجه الحاكم في موضع آخر ( 3 ) ، فقال : ( أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي حدثني علي بن شعيب ..
كلاهما - أبو مصعب الزهري ، وعلي بن شعيب - قالا : ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده " ) ..
قال الحاكم عن الإسناد الأول : ( هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب و ليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين ) ..
وقال البيهقي : ( وقد قيل : عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع ) ..
قلت : وإسناد الحاكم متصل ولله الحمد وهو المحفوظ ، وهو من مسند سيدنا الحسين رضي الله عنه ..
ولهذا ضعف البيهقي الإسناد الآخر الذي فيه إسقاط علي بن الحسين وأبيه من السند ، ولهذا استهل الكلام عليه بصيغة تمريض ، فقال : ( وقد قيل : عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع ) ..
وهذا الذي أشار إليه البيهقي قد رواه في دلائله عن أبي سعيد بن أبي عمرو ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا علي بن شعيب ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرني سليمان بن داود ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : ( أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة في الأيام فتصلي وتبكي عنده )
قلت : وأبو سعيد بن أبي عمرو ، هو : محمد بن موسى بن الفضل أبو سعيد الصيرفي النيسابوري ، وهو متكلم فيه ..
والصحيح ما أثبته الحاكم رحمه الله ..
فتنبه !!
وقال الحاكم عن الإسناد الثاني : ( هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه )
وتعقبه الذهبي بقوله : ( سليمان بن داود مدني تكلم فيه )
ووجدته في مختصر مستدرك الحافظ الذهبي لابن الملقن أن الذهبي قال : ( منكر جداً ، وفيه سليمان بن داود وقد ضُعِّف ) ..
هكذا قال !
قلت : بل هو ثقة ، وأقل أحواله انه صدوق ..
واسمه سليمان بن داود بن قيس الفزاري المدني ، وهو الذي يروي عنه ابن أبي فديك ( 4 ) ..
فقد وثقة ابن حبان والحاكم وابو حاتم ، ولم يضعفه سوى الازدي ! ..
فقد ذكره ابن حبان في الثقات ( 8 / 275 ترجمة 13420 الناشر دار الفكر الطبعة الأولى 1395 - 1975 ، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد ) ..
وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 4 / 11 ترجمة 1795 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وهذا توثيقاً منه على قاعدة الحافظ ابن يربوع الاشبيلي التي نقلها عن البخاري رحمه الله ..
كما وثقه الحاكم في هذا الإسناد ، حيث قال : ( هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات ) ..
وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل ( 4 / 111 ترجمة 489 ) : ( " شيخ " ، لا أفهمه كما ينبغي )
قلت : وقوله " شيخ " هي من المرتبة الثالثة من مراتب التعديل عند ابي حاتم ، وهي المرتبة قبل الأخيرة كما نص على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " ( ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة ) ..
وبهذا تعلم أن القدماء قد وثقوه وقبلوه ، ولم يشذ عنهم سوى الازدي الضعيف ! ..
وقد بنى ابن الجوزي والذهبي أحكامهما على " سليمان بن داود " بقول الازدي هذا ! ..
قال ابن الجوزي في الضعفاء ( 2 / 19 ترجمة 1519 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1406 ، بتحقيق عبد الله القاضي ) : ( قال الأزدي : يتكلمون فيه )
وذكره الذهبي في المغني ( 1 / 279 ترجمة 2579 تحقيق الدكتور نور الدين عتر ) : ( متكلم فيه ، قاله الأزدي )
وقال الذهبي في الميزان ( 3 / 292 ترجمة 3919 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995 ، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض ، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ) : ( قال أبو حاتم : لا أفهمه كما ينبغي .
وقال الأزدي : تكلم فيه . ) أهـ
قلت : الذهبي اقتطع كلام أبو حاتم الرازي من أوله ! ..
وقد قدمنا أن أبو حاتم الرازي قال كما في الجرح والتعديل ( 4 / 111 ترجمة 489 ) : ( شيخ ، لا أفهمه كما ينبغي ) ..
وهي من مراتب التعديل كما نصَّ على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " ( ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة ) ..
فلم يبقَ من المضعفين لـ " سليمان بن داود " إلا الازدي الضعيف ! ..
واليك قول الذهبي في هذا الازدي هذا لتقف حاله !؟ ، وتعلم أن كلامه لا يساوي فلساً ! ..
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ( 6 / 118 ترجمة 7311 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995 ، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ) : ( جمع وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات .
حدث عنه أبو إسحاق البرمكي وجماعة
ضعفه البرقاني .
وقال أبو النجيب عبدالغفار الأرموي : رأيت أهل الموصل يوهون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا .
وقال الخطيب : في حديثه مناكير وكان حافظا ألف في علوم الحديث .
قلت : مات سنة أربع وتسعين وثلثمائة ) أهـ
ووافقه الحافظ في اللسان ولم يزد على ماقاله ( 5 / 139 ترجمة 464 الناشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت الطبعة الثالثة 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ..
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 13 / 389 ترجمة 187 الناشر مؤسسة الرسالة الطبعة الثالثة 1405 هـ - 1985 م ، بتحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط ) : ( ليت الأزدي عرف ضعف نفسه )!
وقال الحافظ في الفتح ( 1 / 401 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379 ) : ( ... وشذ الأزدي فقال : " منكر الحديث " ، وغفل أبو محمد بن حزم فاتبع الأزدي وأفرط فقال : " لا تجوز الرواية عنه " ، وما درى أن الأزدي ضعيف ! ، فكيف يقبل منه تضعيف الثقات )
وقال في موضع آخر من الفتح ( 1 / 431 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379 ) : ( قدمت غير مرة أن الأزدي لا يعتبر تجريحه لضعفه هو ) ..
فهذا هو أبو الفتح الازدي الذي بنى عليه ابن الجوزي والذهبي حكمهما على الرجل ! ، فلا يصح الاعتداد بقوله ..
قتنبه !
ولهذا سكت الحافظ في التلخيص عن هذا الحديث ( 2 / 314 برقم 798 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419هـ - 1989م ) ، وفي إتحاف المهرة ( 18 / 23 برقم 23313 الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية / المدينة المنورة الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م ، بتحقيق مركز خدمة السنة والسيرة ، بإشراف الدكتور زهير بن ناصر الناصر ) ..
وسكت عنه أيضاً الشوكاني في نيل الاوطار ( 4 / 165 وَ 502 الناشر إدارة الطباعة المنيرية )
أما ابن الأمير الصنعاني فقد حدث له سقط في الإسناد ! كما في سبل السلام ( 2 / 114 الناشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، الطبعة الرابعة 1379هـ - 1960م ) ..
فقد جعل الحديث عن علي زين العابدين عن جدته السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ! ..
فأسقط سيدنا الحسين من السند ! ، وهو خطأ لا يُتابع عليه ، وأظن أن منشأ هذا الخطأ هو رجوعه لتلخيص الحبير للحافظ ( 5 ) ، حيث أن الحافظ رحمه الله قد اسقط الحسين سهواً من السند ، فتابعه ابن الأمير الصنعاني دون الرجوع للأصل وهو مستدرك الحاكم ! ، وهذا خطأ ..
ولهذا ادعى ابن الأمير الصنعاني بأن الحديث مرسل حيث قال : ( وما أخرج الحاكم من حديث علي ابن الحسين أن فاطمة عليها السلام كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده .
قلت ( الصنعاني ) : وهو حديث مرسل فإن علي بن الحسين لم يدرك فاطمة بنت محمد صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ) !
فتنبه لهذا الخطأ !
- كما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 3 / 572 برقم 6713 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403 ، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ) بإسناد منقطع ، فقال : ( عن ابن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تزور قبر حمزة كل جمعة " )
قلت : هذا إسناد منقطع بين الإمام محمد الباقر وجدة أبيه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولكن إسناد الحاكم بيَّن الساقط من السند وهم : سيدنا علي زين العابدين ، ووالده الإمام الحسين رضي الله عنهم ..
- فأما ابن عيينه الذي في هذا السند هو سفيان ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
- وجعفر بن محمد هو الإمام جعفر الصادق ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
- ووالده هو الإمام أبو جعفر محمد الباقر ، ثقة لا يسأل عن مثله ..
كما ان سيدنا جعفر الصادق لم ينفرد بهذا الحديث عن أبيه ، ولكنه توبع ؛ تابعه ثلاثة : أبان بن تغلب وهو ثقة ، وسعد بن طريف ، وزياد بن المنذر وكلاهما متهم .
فأما متابعة أبان بن تغلب ؛ فقد أخرجها أبو بكر الأثرم من مسند مسدد ، فيما نقله ابن عبد البر والقرطبي ( 6 ) : قال الاثرم : ( حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة ) ..
قلت : وهذا إسناد لا يصح ..
نوح بن دراج متهم ..
قال عنه الحافظ في التقريب ( ص 567 ترجمة 7205 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) : ( متروك وقد كذبه بن معين ) ..
أبان بن تغلب ثقة ..
قال عنه الحافظ في التقريب ( ص 87 ترجمة 136 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) : ( ثقة تكلم فيه للتشيع ) ..
- وأما متابعة سعد بن طريف ؛ فقد أخرجها ابن شبه في تاريخ المدينة ( 1 / 86 برقم 382 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1417هـ - 1996م ، بتحقيق علي محمد دندل وياسين سعد الدين بيان ) : ( حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر : " أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه ، ترمه وتصلحه ، وقد تعلمته بحجر " ) ..
قلت : وهذا إسناد تالف ..
محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي الرصافي ، ثقة كما في التقريب ..
- حبان بن علي العنزي أبو علي الكوفي أخو مندل بن علي ( ت 271 ) مختلف فيه ، وكان له فقه وفضل ..
- سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظلي الكوفي رافضي متهم ..
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : ( متروك ، و رماه ابن حبان بالوضع ، و كان رافضيا )
- وأما متابعة زياد بن المنذر ؛ فقد أخرجها ابن سعد في الطبقات ( 3 / 18 الناشر دار صادر / بيروت ) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون وعمرو بن محمد كما في انساب البلاذري في ترجمة سيدنا " حمزة بن عبد المطلب " ..
ثلاثتهم - ابن سعد ، ومحمد بن حاتم بن ميمون ، وعمرو بن محمد - : عن عبد الله بن نمير قال أخبرنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر قال - واللفظ لابن سعد - : ( كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه )
عبد الله بن نمير ثقة صاحب حديث من أهل السنة ..
وزياد بن المنذر هو أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي متهم ، كذبه يحيى بن معين كما في التقريب ( ص 221 ترجمة 2101 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) ..
قال محمد اليافعي : فهذه الطرق الثلاث عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه لا تصح ، ماعدا طريق ابنه جعفر الصادق رضي الله عنه التي أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عيينه ..
كما أن هذا الأثر قد روي من طريق غريب ! ، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 3 / 574 برقم 6717 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403 ، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ) : عن البجلي عن الكلبي عن الأصبغ بن نباتة : ( أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي قبر حمزة وكانت قد وضعت عليه علما لو تعرفه وذكر أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر كان عليهم النقل يعني حجارة صغارا ) ..
قلت : وهذا إسناد هالك ..
الكلبي متهم بالكذب ، ورمي بالرفض ..
وابن نباته متروك رمي بالرفض ..
وبالجملة ؛ فالحديث صحيح وثابت ولا غبار عليه ؛ سيما اسناد الحاكم الذي رواه في مستدركه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
هامش :
( 1 ) الحاكم في المستدرك ( 1 / 533 برقم 1396 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ..
( 2 ) البيهقي في الكبرى ( 4 / 78 برقم 7000 الناشر مكتبة دار الباز / مكة المكرمة 1414 - 1994 ، بتحقيق محمد عبد القادر عطا ) ..
( 3 ) الحاكم في المستدرك أيضاً ( 3 / 30 برقم 4319 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا)
( 4 ) وأما محققا " مختصر مستدرك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم للحافظ ابن الملقن " وهما عبد الله اللحيدان ، وسعد بن عبد الله آل حميد ( 1 / 305 برقم 91 الناشر دار العاصمة / الرياض ، الطبعة الأولى 1415هـ ) فقالا : ( لم أجد أحداً اسمه سليمان بن داود يروي عن جعفر بن محمد ، ويروي عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، والله أعلم ) !
قلت : بل هو ما أثبتناه ، فقد روى عنه ابن أبي فديك كما في إسناد عند الطبراني في الأوسط ..
قال الطبراني في الاوسط ( 2 / 262 برقم 1929 الناشر دار الحرمين / القاهرة 1415 ، بتحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ، و‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني ) ، ومن طريقه الحافظ ابو نعيم في " معرفة الصحابة " ( 3 / 1722 برقم 4363 الناشر دار الوطن للنشر / الرياض الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م ، بتحقيق عادل بن يوسف العزازي ) : ( حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن سليمان بن داود بن قيس عن أبيه عن موسى بن عقبة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خطب رسول الله الناس في حجة الوداع ..... الحديث ..
( 5 ) قال الحافظ في تلخيص الحبير ( 2 / 314 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419هـ - 1989م ) : ( وللحاكم من حديث علي بن الحسين عن علي : " أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده " ) أهـ ..
قلت : ولم يتنبه لهذا الخطأ محقق الكتاب ! ..
( 6 ) ذكره القرطبي في تفسيره ( 10 / 381 الناشر دار عالم الكتب / الرياض 1423هـ - 2003م ، بتحقيق هشام سمير البخاري ) ، وابن عبد البر في التمهيد ( 3 / 234 الناشر مؤسسة القرطبه ، بتحقيق مصطفى بن أحمد العلوى ، ومحمد عبد الكبير البكرى ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
سيدنا عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف وسيدنا بلال رضي الله عنهم يضع خديه على القبر النبوي الشريف
جاء في الوفا للسمهودي
(ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً وضع خديه عليه أيضاً. ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، واُناس فيهم أناة يتأخرون، والكل محل خير) اهـ
وفاء الوفا للسمهودي: 4/1405
القول بالتزام مكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ليس هذا الا للاقتداء والتبرك بهذا الموضع
وجاءفي وفاء الوفا
حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)من الليل...
قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها.
وفاء الوفا: /452
قال الإمام السمهودي عند ذكره لاسطوانة المحرس:
كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلقي القبر ممّا يلي باب رسول الله(صلى الله عليه وسلم وهو مقابل الخوخة التي كان النبي(صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة الى الروضة للصلاة، وهي الاسطوان الذي يصلّي عندها أمير المدينة، يجعلها خلف ظهره، ولذا قال الأقشهري: إنّ اسطوان مصلّى علي اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، ويقصد الاُمراء الجلوس والصلاة عندها الى اليوم، وذكر أنّه يقال لها: مجلس القادة، لشرف من كان يجلس فيه
وفاء الوفا: 2/448







توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:36 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





أدلة التوسل والاستغاثة
توضيح لابد منه
ولتعلم أخي أن التبرك ليس هو الا توسلاً إلي الله سبحانه وتعالي بهذا المتبرك فالتبرك توسل سواء كان ذلك اثراً أو مكاناً او شخصاً.
لان المتبرك يقصد التوسل بهذه البقعة لما يحل فيها من خير وبركة ورحمات وتحضرها الملائكة وتغشاها السكينة أو الشخص بفضله وقربه من الله وصلاحه وأعماله الصالحة أو الأثر لما فيها من الفضل لانها مشرفه بشرف الذات التي تخصها..
فكلها أسباب لتقبل الدعاء ونيل الرحمات من الله عز وجل بالتوسل ببركة هذه الأشياء
فهي توسل ببركة الشئ وقدره..والله هو القادر المعطي يعطي ما يشاء لمن يشاء ولا مقيد لقدرته..فيعطي النفع والضر المقيد لمن يشاء من عباده بإذنه والقدرة المطلقة له سبحانه عز وجل..
فلا اختلاف بينها
أ:- أدله الكتاب الحكيم
١- قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)المائدة 35
الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى الله
ولفظ الوسيلة عام في الآية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحة إلخ إلخ
أي الآية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شكم كما سيوضح من الأحاديث القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عام وهو شامل لجمع أنواع التوسل الغير محتوي على مخالف شرعي.. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود

٢- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لهم وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم
فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما وضحنا في فصل حياه البرزخ فليراجع.

فائدة ودرر من أقوال شيخنا العلامة المحدث الغماري رحمه الله
(وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا.
فإن قيل: من أين أتى العموم للآية حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة يحتاج إلى دليل؟
قلنا: من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عَامًّا؛ لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً.
فإن قيل: طلب الدعاء والشفاعة من الحي معقولٌ، أما من الميت فلا، لأنه قد انقطع عن هذه الدنيا فلا يدري ما يقع فيها!!
قلنا: ليس كذلك، بل ثبت التواتر والإجماع أن الأنبياء أحياء في قبورهم، وثبت أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لسيئات أعمالنا، كما في حديث عرض الأعمال، بل ثبت لمطلق موتى المؤمنين أنهم يشعرون بمن يسلِّم عليهم ويردون عليه السلام ويستأنسون به ما دام جالساً عندهم إذا كانوا يعرفونه في الدنيا، فكيف يمتنع الدعاء منهم في هذه الحالة بل هو ممكن عقلاً وشرعاً ؟) انتهى
كما سنبين حياه الأنبياء في قبورهم في الفصل القادم إن شاء الله تعالى
وللرد على شبهه أثارها الجهال
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا للمستقبل وهذا إن دل إنما يدل على جهل القائل بهذه العبارة وقلة اطلاعه وضيق أفقه وان بضاعته في العلم مزجاه. لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )
وقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )
ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠ _ ٨٣
أقوال الائمة في هذه الآية
ذكر الائمة أن الآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لهم وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم.
وبغض النظر عن الإسناد لهذه القصة فقد استحسنها الائمة والعلماء ونصحوا الأمة بالعمل بها والتزموا هذا المذهب.
فاي لزوم للمذهب والتزامه أكثر من القول بالاستحباب والندب من الائمة على جواز طلب الدعاء من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
وأي التزام للمذهب أكثر من استحباب وندب الائمة طلب الدعاء من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..!!
هل يستحب ويندب الائمة ... شرك كما تدعي..
يقول الشيخ ابن تيمية الحراني في كتابه ( مجموع الفتاوى ) ج20: هل لازم المذهب مذهبٌ أم لا ؟
فأجاب: ( الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه؛ فإن كان أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبٌ عليه ).
وهل هناك لزوم للمذهب أكثر من الاستحباب والدعوة إليه والعمل به من الائمة....
فهل أشرك هؤلاء بعدَ ذِكرهم لقصة العتبي والتي وإن لم تصح سنداً .. ولكن تلقاها كبار الأئمة بالقبول والعمل بما فيها واستحسنوا القصة لموافقتها للآية الكريمة وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم
والاثر :-
الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له) اهـ
فالأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول فليست هى دليل الذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار بل الآية الكريمة
وقد استحسنها الائمة لأنها توافق الشرع وما جاء في الآية الكريمة ولذلك تلقتها الأمة بالاستحسان وأقروها في كتبهم لموافقتها لكتاب الله وهذا ايضا تصحيح لها لان الآثر يتقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول
كما أن الأبيات التي انشدها العتبي
يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مكتوبة على الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين.. ولم يعترض احد
واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الآية القرآنية ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) وذكر التوسل والاستشفاع بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً بهذه الآية قبل القصة فاستحسن القصة لموافقتها للآية الكريمة جل علماء ألامه وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصريقول الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو
الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي :
[ مسألة ] : فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول : (اللهم إنك قلت وقولك الحق : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال : ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله ، قال أحمد رحمه الله : ما أعرف هذا ، قال الأثرم : رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقومون من ناحية فيسلمون ، قال أبو عبد الله : وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ، قال : أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه . اهـ . (الشرح الكبير ج3 ص495)

الإمام النووي أيضا في المجموع (8 / 274) مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا وقف أمام القبر الشريف مخاطبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ما نصه :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني سائر الشافعية - عن العتبي مستحسنين له قال : (كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي . . . . .) اه‍ كلام النووي

ذكر الإمام القرطبي عمدة المفسرين قصة تشبهها في تفسيره المعروف بالجامع قال:
(( روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال: قلت يارسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ}.. الآية، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر: إنه قد غفر لك.))
(تفسير القرطبي ج5 ص265").

والثعــالــبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه

وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه

والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه
والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦ ) :
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول ) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب)
وفي مراقي الفلاح للشرنبلالي
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم
جاؤوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين امرك، مستشفعين‏ بنبيك، ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين
آمنوا، ربنا انك رؤوف‏رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين. ويدعو بما يحضره من الدعاء.
الشرنبلالي الحنفي في مراقي الفلاح ص‏152
وذكرها ايضا الكثير مثل
11- الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص ٤٩٨
12- وابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٥٠-١٥١)
13- الكمال بن الهمام في فتح القدير (٣/١٧٩-١٨٠-١٨١)
14- والشرنبلالي في نور الإيضاح (١/١٥٥)
15- وعبد القادر الجيلاني (٥٦١ هـ) في كتاب الغنية
16- وابن الجوزي في المنتظم (من ٢٥٧ هـ) (٩/٩٣)
17- وابن قدامة المقدسي في المغني (٣/٢٩٧-٢٩٩)
18- وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب
19- وابن مفلح في المبدع (٣/٢٥٩)
20- والبهوتي في كشف القناع (٢/٥١٦)
21- شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل
22- والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٥)
23- ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب-
24- والسبكي في شفاء السقام
25- وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم (١٨٣)
26- وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم
27- والحصني في دفع شبه (ص ١٥)
28- والجاوي في نهاية الزين (١/٢٢٠-٢٢١)
29- القاضي عياض في الشفاء
30- والشهاب القرافي في الذخيرة (٣/٣٧٥-٣٧٦)
31-ابن الأثير في الكامل (٨/٥٠٦)
32- وابن خلكان في وفيات الأعيان (٥/١٣٦)
33- أبو محمد ابن قدامة في المغني ج٣ ص ٥٥٦

وقد ذكر ابن الجوزي اثر مشابه لهذه القصة في ترجمة أبو شجاع الوزير
" ثم عزل عن الوزارة فسار إلى الحج وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل في المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال : يا رسول الله قال الله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبي وأرجو شفاعتك يوم القيامة ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن في البقيع )
.انتهى (( المنتظم 9\93))
(وأبو شجاع الوزير هذا قال عنه ابن كثير في ترجمته : كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء وسمع الحديث من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغيره وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تجارب الأمم ووزر للخليفة المقتدي وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات ووقف الوقوف الحسنة وبني المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام )

و قال الزرقاني في شرح المواهب :
(ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ،ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب،ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته،اضل سريرته، الم‏ يسمع قوله تعالى: (ولو انهم‏اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية )
شرح المواهب (8/317)

فالأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول فليست هى دليل الذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار بل الآية الكريمة
والقصة موافقة لشرعنا الحكيم ولذلك قد استحسنها الائمة لأنها توافق الشرع وما جاء في الآية الكريمة ولذلك تلقتها الأمة بالاستحسان وأقروها في كتبهم لموافقتها لكتاب الله وهذا ايضا تصحيح لها لان الآثر يتقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول
فهؤلاء الائمة يخاطبون سيدنا النبي صل الله عليه وسلم ويطلبون منه الشفاعة عند سلامهم عليه بل ويحثون القارئ لكلامهم بفعلها لانها مستحبة
وهذا مذهبهم التزموه بالكامل ودعوا الناس للعمل به فهل هؤلاء اشركوا او جهلوا ما نص عليه آل شيخ وهم جمهور الأمة الإسلامة..

٣- قال الله تعالى في قصة موسى
( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) القصص 15
فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى..و لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمدة من الله تعالى وبإذن الله تعالى وفي هذه الآية الكريم المدد والاستغاثة واضحة وليس بشرك فما كان في الحياة ليس بشرك فهو بعد الإنتقال ليس بشرك ايضاً وراجع ما ذكرنا في حياة البرزخ.
4- قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) ( 248 ) سوره البقرة
قال الحافظ ابن كثير في التاريخ :
(قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم
وقهروهم علي أخده فانتزعوه من أيديهم .
(وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور الأنبياء .)
(البداية والنهاية ج2 ص8)
وقال ابن كثير في التفسير :
كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ,
ومنهم من قال : العصا والنعلان .
(تفسير ابن كثير ج1 ص313").
قال القرطبي:
((والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم.)) اهـ.
(تفسير القرطبي ج3 ص247).
وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء وتوسلا ببركه التابوت.
٥- (ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) (الأنفال 33)
فهذه الآية تدل على أن حلول ذات النبي عليه الصلاة والسلام مانعة من نزول العذاب على الكفار ولا يمكن القول أن النبي صلى الله عليه وسلم نفعهم بدعائه ولا بشفاعته لان هذه الأشياء لا تكون للكفار..فكانت ذات النبي صلى الله عليه وسلم نافعة حتى للكفار في وجوده في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلى الله عليه وسلم حال دون عذابهم...!!
فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم وبركه المؤمن متعدية حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فكيف لا تكون ذات أفضل الخلق آجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غير نافعة للمسلمين؟؟
فنفع بذاته وهذا ما يؤدي إلى أن التوسل بذاته الشريفة نافع للمسلمين باذن الله تعالى !!!
6- {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} البقرة 251
اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض
قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...} الآية.
يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول:
لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.
فهذا الوجه فيه دلالة على أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فهنا نفع المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم بل ونفعوا الكفار..!
7- قال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين)
سورة البقرة الآية ٨٩
روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق.
تفسير القرطبي
((قوله تعالى: ولما جاءهم-يعني اليهود- -كتاب- يعني القرآن- من عند الله مصدق-نعت لكتاب ويجوز في غير القران نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي النصب فيما يروي لما معهم- يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها- وكانوا من قبل يستفتحون- أي يستنصرون
والاستفتاح: الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين ) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب.
وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)
وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)
قال ابن عباس ( كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء: وقالوا- انا نسألك بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا اخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي( وكتنوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا) اي بك يا محمد الي قوله (فلعنه الله علي الكافرين)اهـ
.وفي تفسير النيسابوري
ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.)) اهـ
وجاء في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن شبيه:
((وكانوا يعني اليهود من قبل أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا بغيا وحسدا )) اهـ
ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.
وفي روح المعاني:
((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ..)) اهـ






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:38 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





- أدله التوسل بالأحياء والأموات من السنة والآثار
وأفعال وأقوال السلف والائمة
تنبيه
أعلم حياك الله أن التوسل والاستغاثة والمدد والتبرك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثابت ايضاً بعد انتقاله وكذلك في حق الأولياء والصالحين بالأدلة والبراهين ناهيك عن ما ذكرنا في فصل حياة البرزخ فليراجع واقحام التوسل وفروعه في مسائل الشرك من المبتدعة ليس عليه دليل بل مسائل الشرك لا فرق فيها بين حي وميت فكما لا يجوز أن تقول لنبي أو ولي أنت ربي في حياته لا يجوز أن تقولها بعد مماته.
وما جاز في حياتهم جاز بعد انتقالهم
وقد ذكرنا في الحياة البرزخية أدلة وفيرة على حياة الأنبياء في قبورهم عليهم الصلاة والسلام وكذلك الأولياء والصالحين فلتراجع وعلى ذلك لا فرق بين حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاله الشريف.
فتخصيص الاستغاثة بالحي القادر لا دليل عليه اذ أن المؤثر في كل الأحوال هو الله.
وما اوردناه سابقاً من ادلة الاشتغاثة ولعدم التكرار لن نضعها فراجع الموضوع في حياة البرزخ والواسطة والمدد والتوضيحات ففيها أدلة وفيرة أيضاً.

أ- التوسل بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قبل قدومه
1- سيدنا آدم عليه السلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فقد روى سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)

أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (٥/٤٨٩) والحاكم (٢/٦١٥) و والطبراني في الأوسط (٦٤٩٨) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (ج ٨ ص ٢٣٥) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن.....دفع شبه من شبه وتمرد ج ١/ص ٧٢
وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ : فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار .
رواه الحاكم في المستدرك ( ج2 ص615 ) وقال : صحيح الإسناد
فاليكم الأتي.
1- هذا الحديث صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه
وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
(2/615)
2- صححه الإمام السبكي
فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن ( ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فلتراجع أقواله)
( في شفاء السقام ص 120 )
3- الإمام ابن الجوزي
حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها
أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع.

4- صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752هـ:829 هـ
دفع شبه من شبه وتمرد ج 1/ص 72
5- الإمام القسطلاني (ت 923 هـ)
في المواهب اللدنية ( ج 1 ص 16)
6- قال برفعه وكذلك شاهد له الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما سنوضح بالنقل والبرهان
( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
7- الإمام السمهودي ( 844هـ ـ 911هـ )
في وفاء الوفا 2 : 419
8- ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49
وصححه كما سنبرهن على ذلك وقد ذكر في بداية كتابه (قال الإمام السيوطي في مقدمة الخصائص (1/8): "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد")
وها وإن دل فإنما يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الحافظ السيوطي بأي حال من الأحوال بل صححه كما سنرى.
# تحليل حديث توسل سيدنا آدم بالنبي محمد عليهم الصلاة والسلام
هذا الحديث قد طعن فيه البعض واختلف علماء الحديث في ما بين صحته وضعفه وتشدد البعض وحكم بوضعه وهذا الحديث قد صح بكثرة طرقه وتعدد أسانيده.
وقد اختلف علماء الحديث في الكثير من الأحاديث النبوية
ويظهر جليا أن هذا الحديث لا ينزل عن مرتبه الحسن كما صرح بذلك العلامة الإمام السبكي رحمه الله
1- وقد حكم عليه الإمام الذهبي بالبطلان من طريق واحد وهو على جلالة قدره لم يطلع على الطريق الأخر وسنده مسلسل بالثقات خلا رواى صدوق كما سنوضح.
2- قال الإمام البيهقي في طريق عبدالرحمن (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف) وهذا يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الإمام البيهقي وحكم بضعف عبدالرحمن وليس المتن فقد نقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه ألا يخرج الموضوعات والذي قال فيه الذهبي: عليك به فإنه كله هدى ونور.
[كذا في شرح المواهب وغيره].
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال
والحاصل أن الحديث الذي حكم عليه الإمام الذهبي ولم يقف على طرقه الأخرى تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من من بعض الطرق وهو ضعيف كما قال البيهقي
و ابن عدي لم يضعفه فإنه في الكامل قال (4/1585)
( له أحاديث حسان … وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه . اهـ .
أي ان عبد الرحمن في الأصل ليس بوضاع ولا متهم .
وقد حسن له الحافظ المنذري
ذكر الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب حديث " أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " قال عقبه ما نصه:" رواه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد وُثِّق، قال ابن عدي أحاديثه حِسَان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه " ا.هـ.
والإمام أحمد بن حنبل روى لعبد الرحمن بن زيد في مسنده
((والإمام أحمد لم يرو في المسند حديثاً موضوعاً كما قال الحافظ في – القول المسدد في الذَّبِّ عن مسند الإمام أحمد – فرواية أحمد لعبد الرحمن بن زيد في المسند دليل على أنه لم يصل في الضعف إلى حد أن يكون حديثه موضوعا.))
ونقول أنظر ماذا قال فيه ابن تيمية في مجموع فتاويه
( 15 / 67) قال :
( عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد كان إماما وأخذ التفسير عن أبيه زيد وكان زيد إماما فيه ومالك وغيره أخذوا عنه التفسير وأخذه عنه عبد الله ) اهـ هـ
ولحديث توسل آدم بالنبي صلَّى الله عليه و آله و سلَّم شاهداً قوياً يرفعه على الأقل لدرجة الحسن .
فاليكم الشاهد الذي اورده ابن تيمية في مجموع فتاويه
((قد أخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران قال : حدثنا أو جعفر محمد ابن عمرو، حدثنا أحمد بن سحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد ابن سنان العوقي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً ؟ قال:
(( لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، وخلق العرش،كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأبواب، والأوراق والقباب، والخيام،وآدم بين الروح والجسد،فلما أحياه الله تعالى: نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان ، تابا واستشفعا باسمي إليه ) .
وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به .
فهذا الطريق إسناده مسلسل بالثقات ما خلا راوٍ واحد صدوق .
وحتى ابن تيمية اورد حديث اخر وقال في اخره فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للاحاديث الصحيحة فتأمل قال ابن تيمية:-
(روى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ أبي الفرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال: يا رب، بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال: يارب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال: نعم، قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك، ولولاه ما خلقتك".
فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة
[مجموع الفتاوى لابن تيمية ج2 ص159]
قلت : فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير.!!!!
سند الشاهد
أبو جعفر محمد بن عمرو
(وهو ابن البختري الرزاز ، ثقة ثبت )
وله ترجمة في تاريخ بغداد (3/132) .
وأحمد بن إسحاق بن صالح
( هو أبو بكر الوزان ، صدوق على الأقل )
وله ترجمة في تاريخ بغداد أيضاً (4/28)
ومحمد بن صالح
(هو أبو بكر الأنماطي المعروف بكيلجة ، ثقة حافظ من رجال التهذيب ، ويمكن أن يكون هو محمد بن صالح الواسطي كعب الذراع، ثقة أيضاً)
ومترجم في تاريخ الخطيب (5/360) والاختلاف في تعيين الثقة لا يضر .
ومحمد بن سنان العوقي فمن فوقه ثقات من رجال التهذيب فلتراجعهم
إن هذا الإسناد من شرط الحسن على الأقل ويصححه من يدخل الحسن في الصحيح
وجاء الشاهد ايضاً في سبل الهدى والرشاد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ
قال بنصه في الباب الخامس في كتابة أسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت وما وجد على الحجارة القديمة في نقش اسمه صلى الله عليه وسلم
(وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا ؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إ
لى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء.
وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك.
فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ".
وقد أشار إليه الإمام مالك رضي الله عنه في القصة الصحيحة التي لا غبار عليها
قصه الخليف المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه
(((حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري ، وأبو القاسم أحمد بن بقي الحاكم ، وغير واحد ، فيما أجازونيه ، قالوا : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن فهر ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج ، حدثنا أبو الحسن عبد الله بن المنتاب ، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا ابن حميد ] ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...الخ
إلي أن قال
فاستكان لها أبو جعفر ، وقال : يا أبا عبد الله ، أستقبل القبلة ، وأدعو أم أستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه ، وهو وسيلتك ، ووسيلة أبيك آدم - عليه السلام - إلى الله - تعالى - يوم القيامة ؟ بل استقبله ، واستشفع به ، فيشفعه الله ، قال الله - تعالى - : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم [ النساء : 64 ] الآية .)) انتهي الشفا ٢:٤١
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وتدل على أن الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم.
فالقصة كما نرى تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد بقول الإمام مالك وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام "
وترجح اخذ الإمام مالك رضي الله عنه بصحة الحديث والإقرار به!!!
وقد أخرج هذه القصة
رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك
رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه
وقال الخفاجي في شرحه 3:398 ( ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه)
وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304 ) بعد ذكر من أنكرها فقال ( وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب)
ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض
وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح
المدخل 1 / 248، 252
والفواكه الدواني 2 / 466
وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478، والقوانين الفقهية 148.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وهناك أخبار وردت هي كالشواهد لهذا الحديث وقد أوردنا الرواية الصحيحة عن ميسرة من قبل
من الأخبار التي وردت وهي كالشواهد لهذا الحديث :
1- ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن على بن حسين بن على عليهم السلام قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه السلام فقال :
((يا آدم ! هل أدلك علي باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟ قال : بلى يا جبريل ، قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح ، قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو علي كل شيء قدير ، ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال : ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم ! من علّمك هذا ؟ فقال : يا رب ! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت علي ساق عرشك مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله ، فلما لم أر علي أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك ، قال : صدقت ، وقد تبت عليك وغفرت لك .(كذا في الدر المنثور للسيوطي ج ١ ص ١٤٦) .
ومحمد بن على بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم خرّج له الستة ، روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم
2- ما رواه أبو بكر الأجري في كتاب الشريعة
قال: حدثنا هارون بن يوسف التاجر، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبو عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها علي آدم قال: اللهم إني أسألك بحق محمد عليك قال الله تعالى وما يدريك ما محمد، قال: يا رب رفعت رأسي فرأيت مكتوباً علي عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك.
كتاب الشريعة ص ٤٢٧
3- ما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها.
انظر الخصاءص الكبرى للسيوطي و(المواهب اللدنية ج1 ص186) .
4- أخرج الحاكم نفسه شاهدا له عن ابن عباس فقد روى بسنده المتصل إلى قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:
(( أوحى اللهُ إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمِن بمحمد وَأْمُر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقتُ آدم ولولاه ما خلقتُ الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن "قال الحاكم حديث صحيح الإسناد الحاكم في المستدرك ( ج2 ص615 )
5- قال : الديلمي في مسند الفردوس وذلك بسنده المتصل إلى عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا
" أتاني جبريل فقال يا محمد إن الله يقول لولاك ما خلقتُ الجنة ولولاك ما خلقتُ النار)
6- ويشهد للحديث والشواهد ابيات مدح العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تشير للاحاديث السابقة عند الحاكم والديلمي بقوله:
من قبل طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لابشر أنت... نسراً وأهله الغرق
تنقل من صلب إلى رحم....إذا مضى عالم بدا طبق
ووردت نار الخليل مستتراً.....في صلبه أنت كيف يحترق
حتى احتوى بيتك المهمين من ...خندف علياء تحتها النطق.
أنتهى.
الاستيعاب (3\340)
وذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة خريم وقال رواها ابن خثيمة والبزار وابن شاهين
الاصابة (1\433)
ورواها الحاكم في المستدرك عن خريم واقره الذهبي فقال: رواية الأعراب عن أبائهم وملهم لا يضعون
(المستدرك وتلخيصه 3\337)
وذكرها الحافظ ابن كثير في السيرة (1\195)
ومن هنا نقول إن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة توسل آدم عليه السلام ليس بموضوع ولا تسمح القواعد الحديثية أن تكون موضوعاً والصواب أن الحديث منجبر بحديث ميسرة الفجر وهو حديث قوي كما سبق آنفاً وبأثر الباقر والعباس وغيرهم رضي الله عنهم وبذلك يكون حديث توسل آدم حسناً لغيره فيحتج به بلا نـزاع.

ولله در العلامة النحوي الفقيه محمد بن علي بن يحيى الغرناطي الشهير بالشامي عندما قال متوسلا:
جرمي عظيم يا عفُوُّ وإنني بمحمد أرجـو التسامح فيه
فقـد توسـل آدم مـن ذنبه وقد اهتدى من يقتدي بأبيه

وقد احتج به الائمة في كتبهم و من استشهد بهذا الحديث من الائمه الأعلام والمفسرين ومن المعلوم أن الموضوع لا يصلح للاستشهاد
الدر المنثور ج١/ص١٤٢
للإمام السيوطي
تفسير السمرقندي ج١/ص٧٢
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم
سورة البقرة ٣٧
((فتلقى آدم يعني استقبلته الكلمات من ربه يقال تلقيت فلانا بمعنى استقبلته ومعنى ذلك كله أن الله تعالى ألهمه بكلمات فاعتذر بتلك الكلمات وتضرع إليه فتاب الله عليه , وقال مجاهد تلك الكلمات هي قوله تعالى قالا ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف ٢٣ الآية وقال بعضهم قال بحق محمد أن تقبل توبتي قال الله تعالى له من أين عرفت محمدا قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمدا رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه.)) اهـ
تفسير الثعلبي ج ١/ص ١٨٤
عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله فتلقّى آدم من ربه كلمات قالا قوله ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين وكذلك قاله الحسن ومجاهد , وقال بعضهم نظر آدم ج الى العرش فرأى علي ساقه مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال يا ربّ أسألك بحقّ محمد أنْ تغفر لي فغفر له.
المعجم الأوسط ج ٦/ص ٣١٣
((حدثنا محمد بن داود ثنا أحمد بن سعيد الفهري ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذنب آدم ٢١٠٤ ب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى الله إليه وما محمد ومن محمد فقال تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو يا آدم ما خلقتك.)) اهـ
الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج ٧/ص ٣٨٦
((قال ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني حدثني أبي قال أخبرني رجل من أهل الكوفة من عباد الناس من الأنصار قال حدثني عبد الرحمن بن عبد ربه المازني من أهل البصرة عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود قال لما أصاب آدم الذنب نودي أن أخرج من جواري فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته فجعل ينادي العفو العفو فإذا شجرة قد أخذت برأ سه فظن أنها أمرت به فنادى بحق محمد ألا عفوت عني فخلي عنه ثم قيل له أتعرف محمدا قال نعم قيل وكيف قال لما نفخت في يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه)) اهـ
الإمام الحافظ الثقة الديلمي الهمذاني ولد سنة 445 وتوفي سنة 509 في الفردوس بمأثور الخطاب ج ٣/ص ١٥١
((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا علي خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل عليه السلام قال يا آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي قال نعم قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال فعليك بهذه الكلمات التي أعلمكهن فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قال وما هن قال قل اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي تب على إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم)) اهـ






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:45 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع
:
- أدله التوسل بالأحياء والأموات من السنة والآثار
وأفعال وأقوال السلف والائمة
الإمام الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ج ١/ص ٥١٢
((ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد .)) اهـ
الإمام برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية ج ١/ص ٣٥٤
((وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا غفرت لي قال وكيف عرفت محمدا وفي لفظ كما في الوفاء وما محمد ومن محمد قال لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال صدقت يا آدم ولولا محمد لما خلقتك أي وفي لفظ كما في الشفاء قال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله تعالى إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك .)) اهـ
سلاح المؤمن في الدعاء ج ١/ص ١٣٠
((وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى أما إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما غفرت لك وما خلقتك رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد.)) اهـ
سيرة النبي المختار ج ١/ص ٩٦
((وذكر جماعة من علماء التفسير في قوله تعالى فتلقىءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة ٢ ٣٧ أن آدم توسل بمحمد عليهما الصلاة والسلام إلى ربه في غفران ذنبه فغفر له)) اهـ
الواقدي في فتوح الشام ج١/ص١٨٠
((فرفع العباس رضي الله عنه عند يديه وعلي رضي الله عنه كذلك وقالا اللهم انا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت دعوته وغفرت خطيئته الا سهلت على عبد الله طريقه وطويت له البعيد وأيدت أصحاب نبيك بالنصر انك سميع الدعاء)) اهـ
الإمام ابن كثير اورده وتوقف في الحكم على الحديث بعد ان اورد كلام الإمام البيهقي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال الإمام ابن كثير والله أعلم.
وهذا يدل على أنه يصلح للاستشهاد عنه ولم يحكم بوضعه كما يقول البعض بل استشهد به .
قال في البداية والنهاية ج ١/ص ٨١
((وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد أن غفرت لي فقال الله فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف والله أعلم.)) اهـ
وقد استدل به الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والر شاد كما سبق والإمام السبكي والإمام السمهودي وابن الجوزي وغيرهم الكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة على سبيل الاستئناس
ورد في إنجيل برنابا الذي قال أكثر العلماء أن البشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وردت فيه.
فلنرى كيف وردت البشارة.
حتى تفيقوا وها هو الإنجيل الذي قيل أنه غير محرف في بشارته بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم أيضا ينص على معنى الحديث وليس لنا حاجة إليه بل نورده على سبيل الاستئناس فقط!!!!!
فنرى كيف كانت البشارة في إنجيل برنابا.
في إنجيل برنابا الفصل الحادي والأربعون ( ٢٦ - ٣٤ )
" حينئذ قال الله : انصرف أيها اللعين من حضرتي فانصرف الشيطان ثم قال الله لآدم وحــواء اللذين كأنا ينتحبان : اخرجــا من الجنــة وجـــاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما لأني أرسل ابنكما علي كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشري لأني سأعطى رسولي الذي سيأتي كل شيء فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : لا إله إلا الله محمد رسول فبكى عند ذلك وقال : أيها الابن عسى الله أن يريد أن يأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء "
وقال في الفصل الثاني والأربعون ( ١٢ - ١٧ )
" قالوا : إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا ؟ أجاب يسوع : إن الآيات التي يفعلها الله علي يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله ولست أحاسب نفسي نظير الذي تقولون عنه لأني لست أهلا إن أحل رباطات جرموق أو سيور جزاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خُلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لديه نهاية "
وهذا مقال عن أنجيل برنابا من الشبكة الاسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/
archive/readArt.php?id=134197
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
بعض الشبهات وردها
1- قولهم ان الحافظ ابن الجوزي ضعف عبدالرحمن بل قال أنه وضاع.
نقول
ابن الجوزي نقل رواية مسلسلة بالثقات ما خلا روا واحد صدوق في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به ذكرناها وهي ترفع الحديث للحسن.
فهو لم يحكم على الحديث بل اقره وعمل به كما ورد في كتبه
وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج١/ص١٤١
((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه))
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص297):
("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة)) اهـ
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص286):
(ذكر في بعض الأخبار أنّ على ساق العرش مكتوبًا .من اشتاق إلى رحمتي رحمته ومن سألني أعطيته ومن لم يسألني لم أنسه ومن تقرب إلي بقدر محمد {صلى الله عليه وسلم} غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فالله الله يا أمة محمد ويا أحباب محمد من أصابته نائبة أو وقع في شدة فليتضرع إلى مولاه ويسأله بقدر محمد وبحرمة محمد {صلى الله عليه وسلم} فإنه قدره عند الله عظيم) اهـ
ـــــــــــــــــ
2- حكم الذهبي على الحديث بالوضع
نقول على جلالة الحافظ الذهبي لم يطلع على الرواية الأخرى المسلسلة بالثقات والتي اوردناها فهي ترفع الحديث للحسن على الأقل.
ونقول حتى في راواية عبدالرحمن فهو حكم على طريق انفرد به عبدالرحمن فقط كما أنه لا تسمح القواعد الحديثية بالحكم على حديث عبدالرحمن بالوضع فعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال.
3- قولهم ان الإمام القسطلاني لم يصححه كما ورد في رسالة لاحد أدعياء العلم اسمها هذه مفاهيمنا
نقول:
قد صححه الإمام القسطلاني في أكثر من موضع في كتابه المواهب
ويا ليت شعري على تدليس القوم وشيوخهم فعلى سبيل المثال.
فقد قال الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية ج 1 ص 35 طبعة دار الكتب العلمية بيروت بشرح وتعليق مأمون بن محيي الدين الحنان ما نصه
(وفي المولد الشريف لابن طغفر بك : يروي انه لما خلق الله تعالى آدم, ألهمه أن قال: يارب أنه لما خلق الله تعالى آدم , ألهمه ان قال يا رب لم كنيتني أبا محمد. قال الله تعالى : يا آدم ارفع رأسك , فرفع رأسه فراى نور محمد صلى الله عليه وسلم في سرادق العرش, فقال يا رب ما هذا النور قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء احمد وفي الأرض محمد لولاه ما خلقتك وما خلقت سماء ولا ارض.
(قال الإمام القسطلاني) ويشهد لهذا ما رواه الحاكم في صحيحه ان آدم عليه السلام راي اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوباً على العرش وان الله تعالى قال لادم لولا محمد ما خلقتك ولله در القائل
وكان لدي الفردوس في زمن الرضا.
وأثواب شمل الأنس محكمة السدى
يشاهد في عدن ضياء مشعشا
يزيد على الأنوار في الضوء والهدى
فقال إلهي ما الضياء الذي أرى
جنود المساء تعشوا إليه تردداً
فقال نبي من خير من وطئ الثرى
وأفضل من في الخير راح أو اغتدى
تخيرته من قبل خلقك سيداً.
وألبسته قبل النبيين سؤدداً...) انتهى بنصه
ومن المعلوم انه إذا اورد العلماء كلام مستحسن لديهم ونقلوه للاستشهاد والاقرار ولم يعقبوا فهاذ تصحيح منهم للقول.
ثم سرد الإمام القسطلاني الإدلة على صحة الخبر وأجاب على سؤال كيف تكون خلقة محمد على في خلق أدم صلى الله عليهم وسلم واورد الأدلة وأحاديث أخرى فارجع للكتاب للوقوف على ما أورده كاملاً
ــــــــ
تنبيه الإمام ابن طغر بك من العلماء الفاضلين وهو حنفي المذهب توفى عام (670 هـ) انظر معجم المؤلفين (7\278)
ـــــــــــــــــــــــــــ
في نفس المرجع ج 1 ص 43 شواهد للحديث وأقوال الائمة فلتراجع
ــــــــــــــــ
وقد أودر الإمام القسطلاني تصحيحه بلفظه ونصه في الجزء الثالث من نفس الطبعة ص 418
( وقد يتوسل بصحاب الجاه غلى من هو أعلى منه, ثم إن كلاً من الاستغاثة والتوسل والتشفع والتوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره في تحقيق النصرة ومصباح الظلام واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه, وفي مده يحاته وفي الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة,
فأما الحالة الأولى فحسبك ما قدمته في المقصد الأول من استشفاع آدم عليه السلام به لما أخرج من الجنة وقوله تعالى ( يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في اهل السموات والأرض لشفعناك )وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما ) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك)
وقال القسطلاني بعدها
يرحم الله ابن جابر حيث قال
به قد أجاب الله آدم إذ دعاء .....ونجى في بطن السفينة نوح
وما ضرت النار الخليل لنوره.......... ومن اجله نال الفداء ذبيح
ثم قال القسطلاني
( وصح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ، لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك ) انتهى بنصه
فهل بعد ذلك يقال أن الإمام القسطلاني لم يصحح الحديث ويتغنى الوهابية ويتغنى اهل البدع بأقوال اشباه المشايخ ومدعين العلم مثل صاحب رسالة هذه مفاهيمنا ...
نترك الحكم للعاقل فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
3- قولهم أن الإمام الزرقاني حكم بضعف الحديث كما ورد في رسالة اسمها هذه مفاهيمنا لاحد أدعياء العلم.
نقول:-
الإمام الزرقاني حكم برفع شاهد للحديث واقر برفع الحديث واور شواهد في طى شرحه وإليك الأتي.
قوله ضعفه الإمام الزرقاني في هذه مفاهمينا فهذا منافي للحقيقة.
فقد ذكر فيها
الثالث: أن إسناد الحديث ضعفه جماعة كثيرون:
ومنهم: الزرقاني في "شرح المواهب " (1/ 76)
ما قاله آل شيخ في رسالته
حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ
فنقول عجباً ..!!!
وأين التحقيق .!!!
فانظر أخي للحقائق الجلية وما بين قوسين كلام الإمام القسطلاني وخارجها باللون كلام الإمام الزرقاني في شرحه
قال الزرقاني في شرح المواهب ( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
(فقال يا رب ما هذا النور؟ قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه)
قال الزرقاني المشهور به ( في السماء) بين الملائكة ( احمد)اسمه المشهور به ( في الأرض) بين أهلها ( محمد) فلا نافي أن كتابة محمد على قوائم العرش واطلاع الملائكة عليها كما يجئ صريح تسميته بمحمد ايضا( لولاه ما خلقتك ولا حلقت سماء ولا ارضاً ويشهد لهذا) المروي المنقول من المولد من اوله في الجملة أي يقويه ( ما رواه الحاكم في صحيحه) المستدرك عن عمر رفعه ( أن آدم عليه الصلاة والسلام راى اسم محمد مكتوبا على العرش وأن الله تعالى قال لآدم: لولا محمد ما خلقتك).
(قال الزرقاني) وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس: أوحى الله إلى عيسى أمن بمحمد ومر أمتك ان يؤمنوا به, فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب, فكتبت عليه لا اله إل الله محمد رسول الله فسكن. صححه الحاكم وأقره السبكي في شفاء السقام والبلقيني في فتاويه و مثله لا يقال راياً فحكمه الرفع.)
ثم قال في في شرح بيت الشعر
(من قال) مضمناً هذا الخبر وتوسل ادم بالمصطفى في قبول توبته وهو صالح بن حسين الشاعر) انتهى.
فيتضح لك أخي أن الإمام الزرقاني صحح الحديث واقر رفع وكذلك شاهد له
أما ما قاله آل شيخ في رسالته
حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ
فنقول فالإمام الزرقاني كان يشرح كلمة الإمام البيهقي في قوله تفرد به
جاء في شرح المواهب بتمامه ونصه ج 1 ص 120
<(قال) البيهقي (تفرد به عبدالرحمن) أي لم يتابعه عليه غيره فهو غريب مع ضعف روايه>
فالغرابة هنا تعنى الانفراد وهذا شرح كلام البيهقي .
ولم يحكم بضعفه الإمام الزرقاني فالغرابة لا تنافي الصحة مطلقا فمن الغريب ما هو صحيح وما هو حسن وما ضعيف وهو يشرح قول الإمام البيهقي الذي قال بتفرد عبدالرحمن وهو اي عبدالرحمن ضعيف
أما حكمه هو أي الإمام الزرقاني فيحمل على التحسين بمجوع طرقه كما اورد هو في القول السابق بالقول في الرفع للحديثين وكلاهما شاهد للأخر بالطبع لانه قال برفعه من قبل واستشهد باكثر من حديث ايضاً
كشواهد.
فيتضح لك أن الإمام الزرقاني يشرح معنى قول الإمام البيهقي ولم يقصد بتاتاً تضعيف الحديث لانه قال برفعه تبعا للائمة بل واستشهد بالحديث بطريق اخر غير طريق عبدالرحمن كما سنرى
في نفس المصدر قال الإمام الزرقاني في شرح
قول الإمام القسطلاني
وروى أنه لما خرج آدم من الجنة فقال الإمام الزرقاني مقراً وشارحاً بقوله
(أي لما أراد الخروج لما في الخميس إن الله لما قال له أخرج لا يجاورني من عصاني رفه أدم طرفه إلى العرش فقال يا رب بحق محمد أغفر لي فقال: قد غفرت له بحقه) انتهى بنصه
شرح المواهب ج 1 ص 118
وكذلك في شرح راى مكتوباً على ساق العرش قال الإمام الزرقاني
(وكانت الكتابة (أقول صقر الاسلام اي كتابة اسم سيدنا محمد على العرش) قبل خلق السموات والأرض بألفي سنة كما روى عن أنس )انتهى بنصه
شرح المواهب ج 1 ص 118
وقال الإمام الزرقاني في شرح قول الإمام القسطلاني
وعلى كل موضع في الجنة فقال مستشهداً بحديث اخر رواه ابن عساكر فقال
( من قصر وغرفة ونحور حور عين ورق شجرة توبة وورق سدرة المنهى وأطراف الحجب و بين أعين الملائكة رواه ابن عساكر عن كعب الأحبار نقله المؤلف في المقصد الثاني)) انتهى
وهذا الحديث الذي يقصده الإمام الزرقاني
إرتباط الكون باسمه صلى الله عليه وسلم
(ومن أمثال هذا التفضل الإلهي ما جاء في الآثار من انتشار اسمه محمد في الملأ الأعلى ، قال كعب الأحبار : إن الله أنزل على آدم عصياً بعدد الأنبياء والمرسلين ، ثم أقبل على ابنه شيث فقال : ابني أنت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى ، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوباً على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ، ثم إني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعاً إلا رأيت اسم محمد مكتوباً عليه ، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصراً ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوباً عليه ، ولقد رأيت اسم محمد مكتوباً على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى ، وعلى ورق سدرة المنتهى ، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة ، فأكثروا ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها . اهـ
(المواهب اللدنية ج1 ص186) .
وهكذا في كل شرحه فراجع المصدر ستقف على الكثير من أقواله في شرح الكثير من الأحاديث.
وفي في الجزء 12 ص
شرح الإمام الزرقاني كلام الإمام القسطلاني بدون تعقيب
فقال ((( (فأما الحالة الولى : ) أي قبل خلقه
(صح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ، لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك )
اي لقبلنا شفاعتك (وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما ) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك)ما وقع منك) انتهى بنصه
فكيف يقول هؤلاء أن الإمام الزرقاني ضعفه؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
4- قولهم أن الإمام السيوطي لم يصحح الحديث
نقول
هذا من التدليس وليس من التحقيق وهذا ايضاً قاله مدعي العلم صاحب رسالة هذه مفاهيمنا
فقال
(وعند الرجوع للخصائص لم نجد السيوطي قد تكلم ولا عقب على ذلك ولعل الشيخ
أخذ قول السيوطي في مقدمة الخصائص (1/: "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد" فعممه، وقول السيوطي لا يفيد صحة كل ما يورده.
ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276).)

الإمام السيوطي نص في بداية كتابه الخصائص الكبرى
(("ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد"))
ونص على أنه صحة الاخبار الواردة وبالطبع التي يصدر بها الباب فهي إما صحيحة او حسن لذاته او لغيرة بمجموع طرقه وشواهده فقال في بداية كتابه
( وصدقت أخباره آياته كتاب بسقت فنونه وأورقت غصونه واتسقت اسانيده ومتونه )
اولاً:- الحديث ليس بموضوع عنده ولا شديد الضعف ولا ضعيف طبقاً لما نص عليه فهو يصححه كمانص على ذلك و سنرى
ثانياً:- الإمام السيوطي في خطبة الكتاب بدأ بالحمد ثم بالصلاة على سيدنا النبي فقال في الافتتاحية
(الحمد لله الذي اطلع في سماء النبوة سراجا لامعا وقمرا منيرا وأطلع من اكمام الرسالة ثمرا يانعا وزهرا منيرا تبارك اسمه وتمت كلمه وعمت نعمه وجمت حكمه وجرى بما كان وبما يكون قلمه وأوجد الانام من العدم وجعل الضياء والظلم وخلق اللوح والقلم وقدر الآجال والارزاق والاعمال وقسم أحمده وهو المحمود أزلا وابدا وأشكره مستزيدا من نعمه مسترفدا واستهديه ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا واستنصره ولن تجد من دونه ملتحدا واستكفيه وله الحول والقوة سرمدا واستعينه ونعم المولى والنصير مؤيدا واعتصم به واستمسك بحبله ومن استمسك به فلا انفصام له ابدا واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا تنزه عن سمات المحدثات فلا جسم ولا عرض ولا صوت ولا انتقال ولا يحويه مكان ولا زمان ولا يخطر بالبال ولا يدركه العقل ولا يحيط به الادراك ولا للذهن الى حقيقته مجال واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله نبي ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وسمع صريف الاقلام بالمستوى وكتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما ويوم النشأة الاخرى سلم عليه الحجر والشجر ودر له ضرع الجذعة بالدرر وحن الجذع لفراقه حتى خار خوار البقر ونبع الماء من اصابعه ومن الارض انفجر وانشق له )

فهذه افتتاحية الكتاب البسملة والحمد والصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما.
فالإمام السيوطي يصححه بقلبه وعقله وقلمه ويقول لكم يا قوم هذا تصحيحي للحديث في بداية كتابي وقبل كتابته
ثالثاً:- قال الإمام السيوطي في المقدمة
((مستوعب لما تناقلته أئمة الحديث بأسانيدها المعتبرة مشتمل على ما اختص به سيد المرسلين من المعجزات الباهرة والخصائص التي أشرقت إشراق البدور السافرة وأوردت فيه كلما ورد ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند ))
اذا نرى كلمة صاحب هذه مفاهيمنا الذي دلس على العوام وهذا النقل من الإمام السيوطي
قال صاحب رسالة هذه مفاهيمنا.
((ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276)))
نقول:-
كما سبق فالامام السيوطي يصحح ما لم يتعقبه في صدر الباب وقال هنا ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند أي ان الحديث متنه عنده صحيح فيتتبع الشواهد والطرق وما ضعفه الإمام السيوطي في مناهل الشفا هو الحديث عن طريق عبدالرحمن فقال ضعيف ولم يذكر له طرق أي ضعف طريق واحد..!!!! فتأمل
اما في كتابه الخصائص هنا فقد أورد طرق وشواهد بعضها موقوف وبعضها ضعيف وبعضها مرفوع وبعضها لا يصح كشواهد وبعضها اثار واخبار فهو يصدر الباب بالحديث الرئيسي ثم يورد له شواهد إن كان الحديث ضعيف السند
و عنون الباب باسم يليق يدل على تصحيحه فقال
باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت.
فتأمل اسم الباب الذي بوبه الإمام السيوطي وتحت اورد حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق عبدالرحمن واورد له شواهد كثيرة وعلى هذا الحديث ينطبق قوله تماماً في مقدمته وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند..
فيظهر ان الإمام السيوطي يصحح الحديث بطرقه وشواهده كما مر بنا قد بدأ كتابه بالصلاة والسلام على سيدنا النبي بقوله الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما .
ومما اورده الإمام السيوطي في خصائصه من شواهد للحديث.
باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت
ما اخرجه الحاكم والبيهقي والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو حديثنا هنا
وما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها
وما اخرجه البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله

وما اخرجه ابن عساكر عن جابر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
مكتوب على باب الجنة لا اله إلا الله محمد رسول الله
وما اخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما في الجنة شجرة عليها ورقة إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله

وما أخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك ان يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن قال الذهبي في سنده عمرو بن أوس لا يدري من هو
ووما اخرجه ابن عساكر من طريق أبي الزبير عن جابر قال بين كتفي آدم مكتوب محمد رسول الله خاتم .
وغيرها الكثير اورده الإمام السيوطي كشواهد ومنها الضعيف ومنها الحسن ومنها الشاذ ومنها الصحيح

ولكنه اوردها كوشاهد وطرق لحديث توسل سيدنا أدم عليه السلام بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
فراجع كتابه للوقوف على ما اورده جميعه لانه يتعذر علينا نقله جميعا.
رابعاً: أورد الإمام السيوطي في كتابه أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب والذي لخص فيه الخصائص الكبرى اي كتبه بعد الخصائص الكبرى والذي قال فيه في مقدمته أنه لخصه وتتبع فيه الاحاديث الواردة فقال:
((الفصل الاول
فيما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم في ذاته من الدنيا
اُختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقاً، وبتقدم نبوته، فكان نبياً وآدم بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم ((ألست بربكم))، وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله،وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في الأذان في عهد آدم وفي الملكوت الأعلى) انتهى المقصود
ومن تقف على جهل من قال السيوطي لم يصححه ويجعجع في وريقات تدل على جهله وجهل فرقته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:49 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع لسابقة
ومن هنا يتضح لك أخي المسلم
أن من صحح هذا الحديث
1- صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه
وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
(2/615)
2- صححه الإمام السبكي
فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن ( ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فذكر طرق وشواهد له وأقوال الائمة فلتراجع)
( في شفاء السقام ص 120 )
3- الإمام ابن الجوزي
حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها
أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع.
4- صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752هـ:829 هـ
دفع شبه من شبه وتمرد 109
قال الامام الحصني رحمه الله : ( فهذا الإمام الحافظ قد كفانا المؤنة وصحح الحديث وقد رواه غير واحد من الحفاظ وأئمة الحديث بألفاظ ........ ) دفع شبه من شبه وتمرد ص109
5- الإمام القسطلاني (ت 923 هـ)
في المواهب اللدنية
( ج 1 ص 16)
6- الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما وضحنا
( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
7- الإمام السمهودي ( 844هـ ـ 911هـ )
في وفاء الوفا 2 : 419
8- ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49
وصححه

9- الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والرشاد استشهد به
وغيرهم من الائمة المذكورين في الموضوع فلتراجع الأسماء
- 10 الإمام البلقيني كما مر.
وغيرهم الكثير

قال الامام الكوثري رحمه الله :
( لا التفات بعد هذا التصحيح من الحاكم وهو الحاكم الى طعن طاعن في هذا الحديث وقد رأينا من يطعن فيه وفي أمثاله من الأحاديث التي يصححها الحاكم وهي دالة على سمو شرفه صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته عند ربه كأن هذا الطاعن أوذي ممن يستخفون بشأنه عليه الصلاة والسلام فصدر منه ذلك الطعن لشعوره وهو لايشعر أو يشعر وكأن هذه المسألة مسألة عظم حرمته صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه موضع خلاف بيننا وبين هؤلاء الناس ونحن لا نسلم هذا الخلاف إلا بعد أن نسمع من هذه الشرذمة أن كلام الله تعالى مطعون في صدقه أيضاً فإذا قالوها سكتنا عنهم ويكونون بذلك أراحو واستراحوا وحسبنا الله ونعم الوكيل ) .
الحاشية لدفع شبهة من شبه وتمرد ص109

إذاً فالحديث صححه جل العلماء واستشهد به الائمة في كتبهم ومن ضعفه لم يقف على طرقه التي غابت عنهم وهذا عذر يعرفه أهل العلم اما الوهابية فهم من أهل الجهل والهوى والعياذ بالله.
وفي الحديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا.
ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:51 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





ب- المدد و التوسل والاسغاثة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله
1- حديث توسل الصحابي الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم
(حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ فَادْعُهُ. قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِىَّ)
أخرجه احمد في مسنده ج٤ ص١٣٨ ,والترمذي في سننه ج٥ ص ٥٦٩ وقال هذا حديث حسن صحيح,والنسائي في الكبري ج٦ ص ١٩٦, وفي عمل اليوم والليله ج١ ص ٤١٧,وابن ماجه في سننه ج١ ص ٤٤١ , والحاكم في المستدرك في موضعين ج١ ص ٤٥٨,و ج١ ص ٧٠٧ , والطبراني في الصغير ج١ ص ٣٠٦, والاوسط ج٢ ص ١٠٥, والكبير ج٩ ص ٣٠..
حتى لم يضعفه من اشتهر بالمنهج المتشدد مثل الألباني قال عنه انه صحيح في التعليق على صحيح ابن خزيمه ١٢١٩

وفي هذا الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم علم الرجل الضرير دعاء وهو من الدعاء المأثور كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمه الدعاء ولم يدعي له!!!
فلم يكن التوسل بدعاء النبي كما واضح من الحديث بل امره أن يتوضأ ويدعو ويسأل الله بجاه النبي الشريف صلى الله عليه وسلم وامره بذلك في مقام البيان والتشريع
ولا خلاف بين أهل العلم أن الدعاء المأثور عن النبي والذي علمه لاصحابه بالصيغ المختلفة هو من أفضل الدعاء سواء في حال وجود الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء وصيغته منها فلا حجه لأهل البدع بانكاره بتضعيف ما ورد من اثر أيام سيدنا عثمان رضي الله عنه فهذا الدعاء من المأثور ..
ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فعليه البينة من الحديث الشريف.
ثم إن كان النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فلماذا يُعلمهُ الدعاء إذاً؟؟
امّا من يقول بأنَّ التوسُّل بذات النَّبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه لم يبينه النَّبي صلى الله عليه وسلم ولم يرشد إليه أمّته ولم يعلِّمهم إيَّاه
فالصحيحُ عكسُه لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن وعلَّم التوسُّل به للضرير وأرشده إليه في هذا الحديث
لقد تقرَّر في قواعد الأصول أنَّ العِبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه وأنَّ تبيينه وإرشاده و تعليمه لفرد من أفراد الأمّة تبيينٌ وإرشادٌ وتعليمٌ لعمومها إلاّ إذا ثبت نسخٌ أو تخصيصٌ وهيهات أن يَثْبُتَ النَّسخُ أو التَّخصيصُ لهذا الحديث
فقد قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (5/42):
(( لا خلاف بين علماء أهل الأثَر والفقه أن الحديث إذا رواه ثقةٌ عن ثقةٍ حتى يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم أنّه حُجَّةٌ يُعمَلُ بها إلا أن ينسخه غيرُه.
ثم قال في الجزء نفسه (ص220):
((فضائله صلى الله عليه وسلم لا يجوز عليها النسخ ولا الاستثناء ولا النقصان.))
وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله..!!
" قاعده نفسيه من كلام العلامة الشيخ علي جمعة في كتابه البيان لما يشغل الاذهان يقول مولانا:-
(هذه الصيغه من الأدعيه حيث علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لاحد أصحابه واظهر الله معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم
حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس وفي الحقيقة فنحن لا نحتاج إلي ذكر قصه الحديث التي حدثت في زمن سيدنا معاوية ابن ابي سفيان حتى نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم
احدا من أصحابه صيغه دعاء ونقلت إلينا بالسند الصحيح فدل ذلك على استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها وليس هناك مخصص لذلك الدعاء لهذا الصحابي وحده!!!! ولا مقيد لذلك بحياته صلى الله عليه وسلم
فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة الا أن يثبت المخصص أو المقيد لها)اهـ
ومن الحديث ولفظه وهو صحيح أن النبي لم يدعو للصحابي الضرير بل الصحابي الضرير قد توسل بالنبي في دعاءه فقال اللَّهُمَّ إِنَى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نبي الرَّحْمَةِ..
وكل دعاء مأثور هو دعاء للأمة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا سبيل لتقيده وتخصيصه في هذا الحديث..!!
وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله..!!
وقد بوب الإمام النسائي هذا الباب باسم ما يقال عند الكرب إذا نزل به
بصيغة الاستمرار ولم يقل ما يقل عند الكرب في حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
وبوب الحافظ ابن السني الحديث باب ما يقول من ذهب بصره
وهي تفيد الاستمرار ولم يقل باب ما قال من ذهب بصره
وابن ماجة والطبراني والمنذري والهيثمي كان اسم الباب صلاة الحاجة..
الإمام البيهقي قال فيا: في دلائل النبوة 6 | 166 باب : ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر ، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة. ا هـ.
فعبارته هنا تدل على انه يرى ان النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعمى الدعاء والتوسل به كما هو واضح .
وزاد شُعبةُ في روايته عند أحمد وابن خزيمة والحاكم: «وشفعني فيه» لكنه نُقِلَ عنه الشك فيها من طريقين وذلك في روايتي أحمدٍ وابنِ خزيمة وقال شعبة أيضاً في روايته عند البيهقي في الدلائل:«وشفعني في نفسي», بدل:«وشفعني فيه»..
وقول الوهابية أنها تهدم التوسل فهو إعلال باطل مردود بأن هذه الزيادة انفرد شعبة بذكرها دون سائر الرواة.
كما ان حمل الهاء في هذه العبارة على الضمير يلزم منه أن يكون الأعمى شافعا في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مستحيل شرعا وعقلا فيكون معناها تقبل دعائي بشفاعته كما ذكر ابن تيمية في قاعدته (ص99) وفتاويه (1/275) مُوضِّحةٌ لهذا المعنى لأنّ فيها " اللهم فشفّعني في نفسي وشفّع نبيّي في ردّ بصري"
قال سيدي العلامة محمد مفتاح بن صالح في حجة الأصولي الألسن وهناك طريقتان للتعامل معها.
الطريقة الأولى : هيَّ حملُ الهاء في «شفعني فيه» على أنها هاءُ سَكْتٍ لتطابق معنى زيادة « فشفعه في وشفعني في نفسي» التي هي أصح زيادة وردت في هذا الحديث لثبوتها عن الحفاظ الأربعة الذين رووه عن أبي جعفر الخطمي الذي عليه مداره, وحينئذ فلا تَعارُضَ بين الزيادتين أصلاً لاتحادهما معنىً، وهذا هو الأولى عندي لأنَّ الجمع أولى من الترجيح باتفاق أهل الأصول كما بينه ابن حجرفي الفتح ج3 ص94 وج 8 ص451 وج 9 ص474 وج13 ص410., وهاءُ السَّكْتِ وردت كثيرا في القرآن وفي الأثر، من ذلك قوله تعالى في سورة الحاقة: ( هَآؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَّه إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَّهْ،

وقوله: ( يَالَـــيْـــتَـــنِي لَمُ أوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمَ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة َ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ )
وفي سورة القارعة ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ،)
ومن أمثلتها في الأثر قول سعد بن أبي وقاص كما في طبقات ابن سعد (3/140) وأصله في صحيح البخاري: " لقد خِبْتُ إذن وضلَّ عمليَهْ" أي عملي، وكذلك المعنى في عبارة (وشفعني فيهْ) أي: فِيَّ بِيَاءِ المتكلِّم أي «شفعني في نفسي», وروايةُ حمادٍ بنِ سلمة التي ذكرها ابنُ تيميّة في قاعدته (ص99) وفتاويه (1/275) مُوضِّحةٌ لهذا المعنى لأنّ فيها " اللهم فشفّعني في نفسي وشفّع نبيّي في ردّ بصري". وبهذا تتّفق الرواياتُ كلُّها وينسجمُ المعنى ويَبطُلُ الإعلالُ من أصله,
أضِفْ إلى هذا أنّ حمل الهاء في هذه العبارة على الضمير يلزم منه أن يكون الأعمى شافعا في النبي وهذا مستحيل شرعا وعقلا, أو يُلجَأ إلى التأويلات البعيدة المتعسَّفة مثل ما فعل ابنُ تيميّة والألباني وتلميذُه الرِّفاعي وهذا المحاضر حيث قال ابنُ تيميّة في قاعدته (ص96) وفتاويه (1/271,335, 336) " وشفعني فيه" أي في دعائه وسؤاله لي, وقال الألباني في توسله (ص80): أي اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته ( أي دعاءه في أن ترد عليّ بصري, وقال الرِّفاعي في توصله (ص169؛ 238): أي واقبل شفاعتي بقبولك شفاعة رسول الله (في أي اقبل دعائي في قبول دعائه من أجل أن ترد على بصري, وقال المحاضر كما تقدم: اللهم استجب دعائي له بالاستجابة واستجب دعاءه لي بردِّ البصر.
هكذا تواردوا على هذه التأويلات البعيدة المتعسَّفة وغفلوا عن هذا التحقيق الجليّ الواضح, والعجب لابن تيميّة والألباني والرفاعي حيث صحّحوا عبارة " وشفعني فيه" وبالغوا في الاحتجاج بها في القاعدة (ص100) والفتاوي (1/266, 268؛ 270؛ 271؛ 274؛ 276؛ 277؛ 324). وفي التوسل (ص80؛ 81؛ 83) وفي التوصل: (ص168؛ 237؛ 238). دون أن يشير أحدٌ منهم إلى عِلَّةِ الشكّ التي فيها مع وقوفهم عليها, في الوقت الذي طعن ابنُ تيميّة والألبانيُّ في زيادة حمّاد بن سلمة المتقدمة التي هي: (ثم ما كانت حاجةٌ فافعل مـثلَ ذلك) أو قال (فُعِلَ مثلُ ذلك), مع أنّ العبارتين زِيدَتَا من ثقتين حافظين في متن حديثٍ واحدٍ وحمادٌ أفقه من شعبة وفِقْهُ الراوي من مرجّحات روايته كما بيَّنهُ ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/25) والحاكم في علوم الحديث (1/11)، والخليلي في الإرشاد (1/177)، والخطيب في الكفاية (ص436)، والحازمي في الاعتبار (ص39)، والحسن بن عبد الرحمن في المحدث الفاصل (ص238)، وابن الأثير في جامع الأصول (1/62)، والسبكي في جمع الجوامع (ص 113)، وابن حجر في الفتح (1/362)، والسيوطي في شرح الكوكب الساطع (2/466)، ثم إنّ شُعبة نُقِلَ عنه الشكُّ في أصل زيادته من طريقين, وحمادٌ لم يُنقَلْ عنه قطّ شكٌّ في أصل زيادته, وروايةُ مَن جَزَمَ أرجحُ من رواية من شَكَّ كما بينه ابنُ حجر في الفتح (1/228, 2/178, 3/31, 563, 6/178, 8/5).
وأعجب من هذا أنّ ابن تيميّة في قاعدته (ص96) وفتاويه (1/271): زعم أنّ شعبة وحماد بن سلمة وهشام الدستوائي قالوا في رواياتهم للحديث: (وشفعني فيه), وهذا خلاف الواقع لأنّ هذه العبارة لا توجد إلا في بعض روايات شعبة وحده وقد نُقِلَ عنه الشَّكُّ فيها من طريقين كما سبق, بل إنَّ الذي وردعن حماد بن سلمة وهشام الدستوائي وروح بن القاسم, إنما هوعبارة (شفعني في نفسي),
بدل(شفعني فيه), ومن العجيب زعم الرفاعي في التوصل (ص 168؛ 237؛ 238) أنّ عبارة (شفعني فيه) في سنن الترمذي, ولم أقف عليها في شيءٍ من نُسَخِ سننه التي وقفت عليها ولا أعلم أحدًا غيره نسبها إلى الترمذي قطّ.
والحقيقةُ أنَّ ابنَ تيميّة والألباني والرفاعي, وإن اعترفوا بصحة هذا الحديث المخالف لنحلتهم, فإنهم قد تعسفوا له تأويلات بعيدة, وتخبطوا في شأنه, وأما المحاضر فقد شاركهم في بعض ذلك, وشذ عنهم, وعن غيرهم بتضعيفه الحديث.
الطريقة الثانية: في التعامل مع عبارة (شفعني فيه) هي: أن يُرجَّحَ بينها وبين عبارة (شفعني في نفسي), وحينئذ يتَّضح أنَّ عبارة (شفعني فيه) مرجوحةٌ لأن شعبة وهو الذي تفرد بها دون سائر الروات نُقِلَ عنه الشك فيها من طريقين وذلك في روايتي أحمد (4/138) وابن خزيمة (2/225)، وقال عنها ابنُ كثير في تاريخه (6/161): كأنها غلط من الراوي.
قلت: ويتأكد كونُها مرجوحةً إذا حُملت الهاءُ فيها على الضمير, مع أنَّنا لو افترضنا أنها ثبتت, لما كان ذلك قادحًا في صحة الحديث لما تقدم من كونه ثبت من دونها في ثلاث روايات أخر غير رواية شعبة.
((أما قول الوهابية أن أبا جعفر فيه كلام، وبعضهم ضعف الإسناد لأجل عدم التثبت أن أبا جعفر هو الخطمي))
فنقول
فهذا والله عين الجهل؟؟
ان العبارة الأصليةَ التي وردت في بعض نسخ الترمذي تقبل التوجيه والمبدلة لا تقبله إذ الاحتمال قد يتطرق إلى أن يكون أصل رواية الترمذي هو لفظة (عينُ ) بدلا من (غيرُ) لِطِبَاقٍ بين اللفظتين, وكذلك يتطرق إلى أن تكون لفظة غيرُ) قد زيدت في بعض النُّسَخ وهذا يؤيده كون أكثر نُسَخِ سنن الترمذي ليست فيها تلك اللفظةُ.
أنَّ لفظة: (وهو غير الخطمي) بافتراض ثبوتها عن الترمذي يلزم الرجوع إلى بقية روايات شعبة عند غير الترمذي, ثم الرجوع إلى روايات رفيق شعبة: حماد بن سلمة, ثم الرجوع إلى روايات هشام الدستوائي وروح بن القاسم, وحينئذ نجد روايتي شعبة عند البيهقي في الدلائل (6/166) وابن أبي حاتم في العلل (3/229) مصرحتين بأنّه الخطمي، ونجد رواياته عند أحمد في إحدى روايتيه (4/138) وابن ماجه في سننه (رقم:1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/225) والحاكم في مستدركه (1/313 , 519) والبغوي في معجم الصحابة (4/346): مصرحة كلها بأن أبا جعفر هذا هو المدني, والمدني هوالخطمي ونجد روايات حماد بن سلمة عند أحمد في مسنده (4/138) والبخاري في تاريخه (6/209) وكذا ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص98) وفتاويه (1/274): مصرحة كلها بأنه الخطمي وكذلك نجد تصريح النسائي في روايته في عمل اليوم والليلة (رقم 665) من طريق هشام الدستوائي بأنه الخطمي ونجد روايتي روح بن القاسم عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633) والحاكم في المستدرك (1/526): مصرحتين بأنه الخطمي.
فتبين بهذه الحجج البالغة والبراهين الدامغة: أنّ أبا جعفر هذا هو الخطمي
أبا جعفر الخطمي هذا وإن كان لم يُعَيَّنْ في روايات شعبة عند الترمذي في السنن (رقم 3649) والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 664) وعبد بن حميد في منتخب مسنده (رقم 379) وأحمد في إحدى روايتيه في المسند (4/138) وفي رواية حماد بن سلمة عند النسائي في العمل (رقم 633) فقد عُيِّنَ في بقية روايات شعبة عند ابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/225) والبخاري في تاريخه (6/209) والحاكم في مستدركه (1/313،519) والبيهقي في الدلائل (6/166) والبغوي في معجم الصحابة (4/246) وابن أبي حاتم في العلل (3/229)، وفي إحدى روايتيه عند أحمد في المسند (4/138) وعُيِّنَ كذلك في روايات حماد بن سلمة عند أحمد في المسند (4/138) والبخاري في التاريخ الكبير (6/209) وابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص98) وفتاويه (1/274) وعُيِّنَ كذلك في روايتي هشام الدستوائي عند النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 665) والبخاري في التاريخ الكبير (6/210) وعُيِّنَ كذلك في روايات روح بن القاسم عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633)والحاكم في المستدرك (1/526) والبيهقي في الدلائل (6/167) , وقد تقرر في علم المصطلح أنَّ الراويَ إذا أُبهم في طريق وعُيِّنَ في طريق مُعتَبَر آخر حُمِلَ المُبهَمُ على المُبيَّنِ وزال الإبهامُ وارتفع الإشكالُ, وعلى هذا المنوال ألَّف الخطيبُ كتابَه: "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" ودَرَجَ عليه كافة المحدثين أيضًا قبل الخطيب وبعده.
ثانيها: أنّ الحافظ المَزِّي في تهذيب الكمال (21/242) والحافظ ابنَ حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (6/20) عَدَّا أبا جعفر الخطميَّ هذا في الرواة عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ولم يعُدَّا فيهم أبا جعفر غيره.






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 12:56 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





تابع لسابقة
ثالثها: أنّ الترمذي صحّح هذا الحديث في سننه وليس من عادته تصحيحُ أحاديث المجهولين أَحْرَى إذا كانت لا تُروَى إلا من طريقهم.
رابعهما : أنّ الخطمي هو المدني: عمير بن يزيد وهو الذي في جميع روايات هذا الحديث كما تواطأ عليه الحُفَّاظُ حيث قال بعضهم: أبو جعفر المدني وقال بعضهم الخطمي وقال بعضهم: المدني الخطمي وقال بعضهم: المدني وهو الخطمي عمير بن يزيد ، فممن قال: (الخطمي) شعبة في روايتيه عند البيهقي في الدلائل (6/166) وابن أبي حاتم في العلل (3/229), وحماد بن سلمة في رواياته عند أحمد في المسند (4/138) والبخاري وابن أبي خيثمة في تاريخيهما وممن قال: (المدني) شُعْبَةُ في رواياته عند البخاري في التاريخ الكبير (6/210) وأحمد في المسند (4/138) وابن ماجه في السنن (رقم 1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/225) والبغوي في معجم الصحابة (4/346) والحاكم في المستدرك (1/313 , 519) وقد وافقه الذهبي على ذلك, وممن قال: ( المدني وهو الخطمي) روح بن القاسم في روايتيه عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633) والحاكم في المستدرك (1/526) وأقره الذهبي على ذلك وكذا في دلائل النبوة للبيهقي (6/167), وفي معجم الطبراني الكبير (9/17-18) وقال في الصغير (1/184) أبو جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد) وممن نص كذلك على أنه الخطمي: الترمذي في سننه كما في طبعة بولاق وهي أول الطبعات وكما في طبعة دار سحنون بتونس ضمن موسوعة السنة وكما في طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1395 هـ وكما في طبعة دار الكتب العلمية سنة 1408 هـ وكذلك نسخة ابن كثير التي نقل منها في موضعين من تاريخه (6/161 , 295) ونسخة المَزِّي التي نقل منها في تحفة الأشراف (7/226) ونسخة الإمام السبكي التي نقل منها في شفاء السقام (ص: 134)، وكذلك نقل شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم وعادل مرشد وإبراهيم الزئبق ومحمّد رضوان وسعيد اللَّحام وهشيم عبد الغفور وعامر غضبان ومحمّد أنس الخن ومحمّد بركات وعبد اللطيف حرز الله, نقلوا كلُّهم في تحقيقهم لمسند الإمام أحمد ( 28/479) طبعة مؤسّسة الرّسالة عن النُّسخ الّتي اطّلعوا عليها من سنن التّرمذيّ أنّه قال بأنّ أبا جعفرٍ هذا هو الخطميّ.
وقد جزم كلٌّ من الطّبراني في الصّغير (1/184) وابن أبي حاتم في العلل (3/229) وابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص 99) وفتاويه (1/275) والدَّارقطني في تعليقاته على ضعفاء ابن حبّان (ص 213) والمَزِّيُّ في تهذيب الكمال (19/359) وابن تيميّة في قاعدته (ص93) وفتاويه (1/266) والذهبي في جزء السّيرة من تاريخه (ص 364): جزموا كلهم بأنَّ الخطميَّ هو الّذي روى عنه شُعبةُ.
بل صرح الألباني الوهابي في توسله (ص 76، 93) بأن هذا الحديث: لا شُبهة في سنده ولا شك في صحته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
2- ذكرنا حديث الصحابي الضرير وأنه من صيغ الدعاء المستحبة إلى يوم الدين وأنه من الدعاء المأثور عن النبي ولا تخصيص له ولا تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسنذكر الحديث الذي يشد عضد هذا ويغلق الباب على أهل البدع على الرغم من عدم وجود تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم
وقصه الحديث: إن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إلى حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك, فقال عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ، ثمّ ائت المسـجد فصل فيه ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّـد صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم نبيّ الرّحمة، يا محمّـد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتـك، ورحْ إليّ حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان فجـاء البـواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمـان بن عفّان فأجلسه معه علي الطّنفسة، وقال: ما حـاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قـال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كانت هذه السّاعة. وقال له: ما كان لك من حاجة فائتنا، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ، فقال عثمان ابن حنيف: والله ما كلّمته ولكن شهدت رسـول الله صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أو تصبر؟)) فقال: يا رسول الله إنّه ليس لي قائد وقد شقّ عليّ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أيت الميضأة فتوضأ، ثمّ صل ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدّعـوات)). قال عثمـان بن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا الرّجل كأنّه لم يكن به ضرر قط..
رواه الطبراني في الصغير ج ١ ص ٣٠٦..والبيهقي في دلائل النبوة, والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ٢٧٣
وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٢ ص ٣٧٩,وقد ذكرها المياركفوري في تحفه الاحوذي ج١٠ ص ٢٤
وصححه العلامه المحدث الغماري في ارغام المبتدع الغبي ص ٦
ومن يقول أن رواية أحمد بن شبيب عن أبيه خالفت نقول بل قد رواه ابنه أحمد أيضا عند البيهقي في دلائل النبوة بالإسناد والمتن سواء وهى من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن شبيب ثنا أبي ......إلخ..
قال البيهقي في الدلائل"٦/١٦٦"
من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا احمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهيل عن عثمان بن حنيف...ان رجلا ان يختلف إلي عثمان رضي الله عنه .
فهذه الرواية برواية أحمد بن شبيب عن أبيه والمتن سواءفهذه الرواية برواية أحمد بن شبيب عن أبيه
يعقوب بن سفيان هو الفسوي ثقة بل فوق الثقة
انظر تذكرة الحفاظ "٢/٥٨٢" تهذيب التهذيب "١١/٣٨٥"
- أحمد بن شبيب من رجال البخاري انظر تهذيب التهذيب"١/٣٦" ووثقه ابوحاتم"٢/٥٤" وابن عدي في الكامل أثناء ترجمة ولده٤/١٣٤٦ ووثقه ابن المديني وكتب عنه
فشبيب من رجال البخاري وهو شبيب بن سعيد الحبطي البصري انظر تهذيب التهذيب "٤/٣٠٦" وثقه أبو حاتم "٤/٣٥٩"وابن عدي في الكامل "٤١٣٤٦" وابن المديني انظر تهذيب التهذيب "٤/٣٠٧
كما أن
الحفاظ أيضاً صححوا هذه القصة
كالمنذري في الترغيب والترهيب:1/476 بإقراره للطبراني
والهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 279
وفي الحديث تعليم احد الصحابة وهو عثمان بن حنيف رضي الله عنه لرجل كان له حاجة عند سيدنا عثمان رضي الله عنه فيتضح أن الصحابي عثمان بن حنيف فهم أن حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم السابق في رد بصر الأعمى في حياته وبعد انتقاله الشريف لانه كان معه في وقت حديث الأعمى.
وفي الحديث جواز الاستعانة والاستغاثة والتوجه لله رب العالمي بجاه ومكانه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
[ إن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته ، وفي حضرته وفي مغيبه ، ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه ....] المرجع : الدر النضيد ص 6
الشوكاني ص 138 تحفة الذاكرين في ( باب صلاة الضر والحاجة ) حيث قال ما نصه :
( وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله الى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى ) انتهى
فالحديث صحيح ويعضده هذا الأثر ايضا
3- عن الحافظ ابن ابجر وهو من السلف الصالح
أسلم ابن أبجر على يد عمر بن عبد العزيز عندما كان واليا وكان سيدنا عمر واليا حتى سنة 86 هـ.
حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول : جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال : بك داء لا يبرأ ، قال : ما هو ؟ قال : الدُّبَيْلَة ، وهي خرّاج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً ، قال : فتحول الرجل فقال : الله الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربّي يرحمني ممّا بي . قال : فجس بطنه فقال : قد برئت ، ما بك علة كتاب مجابي الدعاء لابن ابي الدنيا ص: ٢٦٤
وقد كان ابن أبجر حافظاً ثقةً وكان مع ذلك طبيباً ماهراً يداوي الناس مجاناً وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي.
وقد ذكر ابن تيمية اثر الحافظ ابن ابجر وقال
قال ابن تيمية :
قلت : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السّلف. اهـ
[ ابن تيمية في قاعدة جليلة ص٩٤]
وصدق القائل:
إن التوسلَ جائزٌ في شرعنا * لا يمتري في حكمه شخصان
إلاّ الذين توهَّبوا بجهالة * وتوسّموا بسفاهة بلسان
قد حرّموه وبالغوا في ذمّه * من غير أن يأتوا بأيّ بيان
وحديث عثمان بن حُنَيفٍ حجة * يقضي لنا عليهم بالخسران
والله يهديهم ويشرح صدرهم * لقبول ما يبدر من البرهان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

4- الاستسقاء بوجه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
جاء في صحيح البخاري: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله!!!!
الحديث ٩٥٣
أخرجه البخاري (١٠٠٨)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو أن ابن عمر رضي الله عنه قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتى سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأبيض يستسقي الغمام بوجه.
وهذا توسل واضح بذات النبي صلى الله عليه وسلم لان الوجه الشريف جزء من جسد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد فسر الجمهور في القرآن الآية
(ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والاكرام)
فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج٣ ص ٤٠٣
وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه
(معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل إلي الله عز وجل بنبيه لانه حضر استسقاء عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله) انتهي
عمدة القارئ ج٦ ص ١٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
5- المدد والتوسل باسم وذات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
((قال الإمام الطبراني ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا خلاد بن عيسى الأحول عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده قال قدمت بكر بن وائل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتهم فاعرضني عليهم فأتاهم أبو بكر فقال من القوم قالوا بنو ذهل بن ثعلبة قال ليس إياكم أريد أنتم الأذناب فقام إليه دغفل فقال ومن أنتم قال رجل من قريش قال أمن بني هاشم قال لا قال فمن بني أمية قال لا قال فأنت من الأذناب ثم عاد إليهم أبو بكر ثانية فقال من القوم قالوا بنو ذهل بن شيبان قال إياكم أريد فعرض عليهم قالوا حتى يجيء شيخنا فلان قال خلاد أحسبه قال المثنى بن خارجة فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه فقال ان بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فننظر فيما تقول فقال أبو بكر أرأيت ان غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا قال لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول فلما التقوا يوم ذي قار هم والفرس قال شيخهم ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى ما دعاكم إليه قالوا محمد قال فهو شعاركم فنصروا على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بي نصروا))
ذكره في المعجم الكبير ج6/ص61 في باب ما أسند سعيد بن العاص
قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة مجمع الزوائد ج6/ص211
وعزاه في الخصائص الكبرى ج1/ص302 لأبي نعيم
وقد اعترض الوهابية على قول الهيثمي رجاله ثقات بحجة أن العاص رجل كافر وفي هذا عدة أخطاء (نبينها لكم من بحث أحد الاخوة)
أولا :- العاص ليس هو جد خالد المقصود في السند ونسب خالد كما يلي
خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو صدوق من رجال البخاري
وسعيد بن عمرو ثقة من صغار الثالثة من رجال الصحيحين أرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورأى جمعا من الصحابة
انظر التمهيد ج4/ص26
ثانياً:- أما عمرو بن سعيد فهو من التابعين وذكره بعضهم في الصحابة ورد ذلك ابن حجر في الإصابة فذكره في القسم الرابع
و الحديث كما يتضح عند الطبراني من مسند أبيه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو صحابي صغير أخرج حديثه مسلم والبخاري في الأدب وهو من أشراف قريش وفصحائها وأحد كتبة المصحف العثماني
فلذا اقتصر على قوله عن خالد بن سعيد بن العاص نسبه لجده سعيد مباشرة وجعل الرواية من مسند سعيد كما عنون على ذلك. فليراجع.
ثالثاً:- ووهم من ظن خالدا أعلاه هو ابن سعيد بن العاص بن أمية فهذا صحابي قديم له ترجمة حافلة في الإصابة أو أنه ابن سعيد بن العاص بن سعيد مباشرة فالعاصان ماتا مشركين الأصغر والأكبر وليس لأحد منهما هنا زمام ولا جمل.
وعلى إثر ذلك دخل عليه الوهم في قضية أخرى فاعترض على كون خلاد بن عيسى لم يلق خالدا (لظنه أنه الصحابي) أقول بل منجاب الراوي عن خلاد يروي عن خالد فلا تعجب وانظر التمهيد في الموضع المشار إليه أعلاه.
ومنجاب من ثقة من رجال مسلم كما في التقريب
أما محمد بن عثمان بن أبي شيبة ففيه كلام لا يضر تجد تفصيله في اللسان ج5/ص280 والميزان ج6/ص254
وترجمه في تذكرة الحفاظ ج2/ص661 ولم يضره كلام مطين فهما من الأقران وقد صحح له المقدسي في المختارة والحاكم في المستدرك وأقره الذهبي كما في 1 / 40 و 384 وغيرهما كثير
وقال الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء ج14/ص21 الإمام الحافظ المسند أبو جعفر العبسي الكوفي...جمع وصنف وله تاريخ كبير ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم
و للحديث شواهد ايضاً
منها حديث الأخرم بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعب التميمي
رواه خليفة بن خياط قال ثني أبو أمية عمرو بن المنخل السدوسي قال حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه يوم ذي قار اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا
ص42 من طبقاته ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير ج2/ص63
وأضاف عزوه الإمام السيوطي في الخصائص الكبرى والجامع الكبير للبغوي في معجمه وابن قانع وأبو نعيم
وانظر كنز العمال ج12/ص181
وعمرو بن المنخل بن عمرو بن قيس بن الحارث بن هدان بن وعلة بن كعب بن عمرو بن سدوس يكنى أبا أمية
شيخ خليفة له ترجمة مقتضبة جدا في طبقات ابن خياط ج1/ص227 وفي فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده ص472 والمقتنى في سرد الكنى للذهبي ج1/ص95
ومثله على شرط ابن حبان فيستدرك على ثقاته ولم أقف عليه عنده ولم أر من جرحه فمثله مستور الحال إن لم يوجد من وثقه وهؤلاء مقبولون في الشواهد والمتابعات.
ولم ينفرد بل تابعه سليمان بن داود المنقري الشاذكوني البصري الحافظ فروى نفس السند والحديث لكن برواية مختصرة، كما في معجم الصحابة لابن قانع ج1/ص65 قال ثنا عبد الله بن محمد الوراق نا سليمان بن داود المنقري نا يحيى به مختصرا.
أما يحيى بن يمان فهو العجلي أبو زكريا الكوفي من رجال التهذيب وهو من رواة الإمام مسلم في صحيحه والبخاري في الأدب والأربعة قال الحافظ في التقريب صدوق عابد يخطىء كثيرا وقد تغير من كبار التاسعة مات سنة 89
وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ص199 وقال ابن عدي في الكامل ج7/ص236
وابن يمان في نفسه لا يتعمد الكذب الا انه يخطئ ويشتبه عليه
وانظر باقي ترجمته في تهذيب الكمال ج32/ص56
أما الرجل الذي لم يسم فقد سماه ابن حجر في الإصابة فقال عبد الله من بني تيم الله وبعضهم يقول تيم اللات أو التيمي وكناه ابن قانع بأبي عبد الله التيمي
تهذيب التهذيب ج12/ص168
قال الحاكم أبو عبد الله التيمي معروف بالقبول
أما من فوقه فعبد الله بن الأخرم وأبيه من الصحابة كما تجد في ترجمتهما في الإصابة ج4/ص3
وج5/ص221 وج1/ص37والاستيعاب ج1/ص73 والثقات لابن حبان ج3/ص22
حديث ابن عباس رضي الله عنه
وذكر ابن الكلبي أن ذي قار كانت بعد وقعة بدر بأشهر قال وأخبرني الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا
الإصابة ج1/ص316 وغيرها.
ما رواه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ج3/ص142 وعزاه لأبي نعيم والحاكم والبيهقي قال والسياق لأبي نعيم رحمهم الله من حديث ابان بن عبد الله البجلي عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب قال لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى
إلى أن قال... ثم دفعنا الى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا النبي قال علي وكانوا صدقاء صبراء فسر رسول الله من معرفة أبي بكر رضي الله عنه بانسابهم قال فلم يلبث رسول الله الا يسيرا حتى خرج الى أصحابه
فقال لهم احمدوا الله كثيرا فقد ظفرت اليوم أبناء ربيعة بأهل فارس قتلوا ملوكهم واستباحوا عسكرهم وبي نصروا
قلت وهو حديث طويل قال الحافظ ابن كثير عقبه:
(هذا حديث غريب جدا كتبناه لما فيه من دلائل النبوة ومحاسن الاخلاق ومكارم الشيم وفصاحة العرب وقد ورد هذا من طريق أخرى وفيه أنهم لما تحاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقراقر مكان قريب من الفرات جعلوا شعارهم اسم محمد فنصروا على فارس بذلك وقد دخلوا بعد ذلك في الاسلام
أقول وهو في دلائل النبوة للبيهقي ج2/ص427 بدون الفقرة الأخيرة وكذا عند أبي نعيم ص 282
والحديث مروي من طريقين لا تخلوان من مقال
ونقل ابن حجر بعض التضعيفات لطرقه في بعض كتبه إلا أنه صرح في الفتح عند شرح حديث رقم 3889 بقوله:
أخرجه أبو نعيم والحاكم والبيهقي في الدلائل بإسناد حسن
وتبعه الزقاني فحسنه في شرحه على المواهب .
وقد علقه الطبري في تاريخه ج1/ص472 واليعقوبي ج2/ص46
وعزاه السهيلي في الروض الانف ج2/ص 238 للخطابي ولقاسم بن ثابت بن حزم أقول يكنى بأبي محمد السرقسطي المتوفى سنة 302 هـ وكتابه الدلائل في الحديث لم أره مطبوعا ويظهر أنه كتاب عظيم المقدار غزير العلم
قال أبو علي القالي فيه: ما اعلم انه وضع بالأندلس مثل كتاب الدلائل
قال بن الفرضي ولو قال ما وضع مثله بالمشرق ما ابعد، مات ولم يكمله فاتمه أبوه أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسطي الحافظ المشهور المتوفى سنة 314 اهـ من الرسالة المستطرفة ص155 وانظر فهرسة ابن خير الإشبيلي ص161 وفهرس ابن عطية ص139 وكشف الظنون ص760 وأبجد العلوم ج2/ص391
حديث بشير بن يزيد الضبعي
قال الطبراني حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن سواء حدثني الأشهب الضبعي حدثني بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
المعجم الكبير ج2/ص46
قال في مجمع الزوائد ج6/ص211 رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف
قلت وهو شاهد للفقرة الأولى من الحديث وسليمان الشاذكوني سبق الكلام عنه
لكنه لم ينفرد فقد رواه خليفة في طبقاته من غير طريقه فقال حدثني محمد بن سواء قال حدثنا أبو الأشهب الصنعاني عن بشر بن يزيد الصنعاني وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه يوم ذي قار اليوم أول يوم انصفت فيه العرب من ملك العجم
الطبقات لابن خياط ص42
ومن طريقه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج7/ص77 والبخاري في التاريخ الكبير ج2/ص105 و ج8/ص313 وابن عبد البر في الاستيعاب ج1/ص177
وابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام ص110
وأضاف السيوطي في الخصائص عزوه لبقي بن مخلد في مسنده والبغوي وكذا لابن السكن وأبي نعيم وابن قانع كما في كنز العمال ج10/ص268 وج11/ص170
وقال الحافظ في الإصابة 1/ص316
ووقع في سياقه وكان قد أدرك الجاهلية
قال وذكره بن حبان في التابعين فقال شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل قلت وليس في شيء من طرق حديثه له سماع فالله أعلم
بعض البلاغات
حفص بن مجاهد العالم بأخبار الناس
روى الإمام أحمد عن هشيم قال ثنا هشيم أخبرني شيخ من قيس يقال له حفص بن مجاهد وكان عالما بأخبار الناس قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بي نصروا قال وكان ذلك عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
العلل ومعرفة الرجال ج1/ص129
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص829
وهشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال من رجال الستة ومن كبار أتباع التابعين ومن شيوخ أحمد روى عن جمع غفير وهنا صرح بالتحديث والإسناد على أفضل أحواله مرسل بل معضل
وفي الإصابة ج2/ص135 في ترجمة حنظلة بن سيار العجلي
قال أبو عبيدة في كتاب المآثر كان رئيسا في الجاهلية وهو صاحب قبة حنظلة ضربها يوم ذي قار فتقطعت عليها بكر بن وائل فقاتلوا الفرس حتى هزموهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فسره وقال هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا
ولم يذكر سنده.
فالخلاصة أن الحديث أصله حديث خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده ورجاله ثقاتواذا كان به ضعف فهو ينجبر بشواهده خاصة حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح وحديث الأخرم بن سيدان رضي الله عنه.
وبهذا يثبت أن الحديث صحيح بلا ريب وان ما يقوم به الوهابية هو تدليس وكذب على الله ورسوله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
6 - توسل سيدنا النبي بحق نفسه والأنبياء الذين من قبله صلى الله عليهم وسلم عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال :
(لما ماتت فاطنة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكانت ربت النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس عند رأسها وقال: (رحمك الله يا أمي بعد أمي)، وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببردته وأمر بحفر قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاضطجع فيه، ثم قال: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين)
وقد روى هذا الحديث أكابر العلماء وصححوه
رواه الطبراني في الاوسط ج١ ص٦٨
الطبراني في الكبير ج٢٤ ص٣٥١
الاصبهاني في حلية الاولياء ج٣ ص ١٢١
مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٨
ابن حبان
ففي هذا الحديث اختلف البعض ولكن في نفس الوقت معنى الحديث صحيح مؤيد بما مضى وما سيأتي من أدلة فمعنى الحديث التوسل بالنبي والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا المعنى صحيح له أدلة في الكتاب والسنة.
وهو توسل به وبالأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام بلا شك..!!
ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي - صلى الله عليه وسلم - بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى .
وهناك شبهة عند بعد المعترضين فيقولون في هذا الحديث
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 257) :
و فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان و الحاكم و فيه ضعف
فنقول
الحافظ الهيثمي قال (فيه ضعف ورجاله رجال الصحيح)
وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن .
فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح .
و روح بن صلاح فقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه اخرون
فقال عنه الحاكم في سؤالات السجزي ثقة مأمون
وذكره ابن حبان في الثقات (8\244(
وروى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ
(3\406)
فهو ثقة عنده قال الفسوي كما جاء التهذيب (11\378)
))كتبت عن الف شيخ وكسر كلهم ثقات((
أما من جرحه فلم يذكر سبب جرحه ولم يفسره .
ففي المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/1377 ) قال : روح بن صلاح ابن سيابه يروي عن ابن لهيعة وعن الثوري وغيرهما كان ضعيفاً في الحديث سكن مصر . اهـ .
ومثله لابن ماكولا في الإكمال (5/15) وابن عدي في الكامل (3/1005).
وهذا جرح مبهم ، غير مفسر ، فيرد في مقابل التعديل المذكور قبله
كما هو مقرر
مثاله قول الحافظ في مقدمة الفتح (ص (437 )في ترجمة ( محمد بن بشار بن بندار) ضعفه عمرو بن علي الفلاس، ولم يذكر سبب ذلك، فما عرجوا على تجريحه . اهـ .
أما من قال الجرح مفسر بقول ابن يونس: رويت عنه مناكير ، وبقول ابن عدي في الكامل : في بعض حديثه نكرة .
نقول هذا الكلام فيه نظر
الأول : عبارتي ابن يونس ، وابن عدي لا تدلان على الجرح .
قال : ابن دقيق العيد في "شرح الإلمام" كما في "نصب الراية" (1/179) ، "فتح المغيث" (1/347) : قولهم "روى مناكير" لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه "منكر الحديث" ، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه . اهـ .
الثاني : قولهم : "روى المناكير" ، أو "رويت عنه المناكير" ليس أيضاً من الجرح في شيء ، فقد تكون تلك المنكرات من شيوخه أو من الرواة عنه وهو روى شيئاً تحمله فقط .
قال الحاكم للدار قطني ( السؤالات 217- 218 ) : سليمان ابن شرحبيل ، قال : ثقة ، قلت : أليس عنده مناكير ، قال : يحدث بها عن
قوم ضعفاء . اهـ .
ما كل من روى المناكير ضعيف عندهم .
وعندما ترجم ابن عدي لروح بن صلاح في كامله (3/1005 _1006 ) روى عنه حديثين ، الآفة والحمل فيهما من الراوي عن روح بن صلاح .
وعادة ابن عدي في كامله كما يقول الحافظ في مقدمة الفتح
( ص429 ): أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة فلو وجد ابن عدي شيئاً أنكر على روح بن صلاح لأتى به في ترجمته ولكنه خرج ما حدث به وكان منكراً ، ولكن الحمل فيه على غيره .
فتدبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
7- إقرار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجواز التمسح بالولي الصالح للتبرك بذاته
في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ، عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ، وكان جريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمُّه وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : أي رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته ، وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم ، قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحملت ، فلما ولدت قالت : هو من جريج ، فأتوه فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ، قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي ، فصلى ، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك ؟ قال : فلان الراعي ، قال : فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا ، أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا )
سؤال للوهابية هداهم الله
هل هذا إقرار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجواز التمسح بالولي الصالح ؟
اذا قلتم لا فلم لم ينكر صلى الله عليه وسلم فعلهم ؟؟؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
8- اخذ الصحابة شعر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل
أخرج مسلم واحمد ومالك والبيهقي
عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاّق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رجل
صحيح مسلم: بشرح النووي: 4/288، مسند أحمد: 3/591، مسندات ابن مالك، ح 11955، السنن الكبرى للبيهقي: 7/68، السيرة الحلبية: 3/303، البداية والنهاية: 5/189.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
9- أم سليم وقطع فم القربة التي شرب منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل
عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
دخل على اُمّ سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها اُمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها
مسند أحمد: 7/520، ح 26574، الطبقات: 8/313
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
10- أم سليم والاخذ من عرق وشعر سيدنا النيب صلى الله عليه وسلم وتجميعه في قاروارة وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل
عن أنس بن مالك، قال: إنّ اُمّ سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم
نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي (صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سكّ))
صحيح البخاري: 7/140، كتاب الاستئذان.
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء

11- التبرك بفضل وضوء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الجسد به من الصحابة
عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال:
وهو الذي مجّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو غلام من بئرهم. وقال عروة عن المسور وغيره ـ يصدّق كل واحد منهما صاحبه ـ: وإذا توضأ النبي(صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وضوئه
وفيه ايضاً
فاُتي بوضوء، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسّحون به
صحيح البخاري: 1 / 55، كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس، مسند أحمد: 6/594،
فيه التبرك كما نرى واضح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
12- اخذ الصحابة شعر واظافر سيدنا النيب صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل
عن عبدالله بن زيد قال:
... فحلق رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأسه في ثوبه وأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره
السنن الكبرى للبيهقي: 1/25، باب في شعر النبي، مسند أحمد: 4/630، ح 16039، مجمع الزوائد: 4/19
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
13- المدد بالحاضر والغائب هو فعل وقول الصحابة
في قول قال عمرو بن سالم الخزاعي عندما نقضت قريش عهد الحديبية:
يَا رَبّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا * حِلفَ أَبينا وَأَبيهِ الأَتلَدَا
قد كُنتَ وَالِداً وَكُنَّا وَلَدَا * وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا
وَهُم أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا * هُمْ بَيَّتُونَا بِالوَتِيْرِ هُجَّدَا
وَقَتَلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا * فَانْصُر هَدَاكَ اللهُ نَصْراً أَبَدَا
وَأدعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا * فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا
وانظر إلى قوله وأدع عباد الله ياتوا مددا… فهي استغاثة صريحة لطلب المدد من عباد الله واللفظ عام الحاضر والغائب..
فتح الباري باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب لأهل مكة ج7 ص 519,الدرر المنثور تفسير الاية من الآيات 13 - 15 سورة التوبة ص 139
تفسير البغوي سورة التوبة ايه 1 و 2,والبحر المحيط تفسير الاية 1 ,وتفسير الثعلبي وتفسير الخازن وتفسير القرطبي الاية1 سورة التوبة
السيرة لابن كثير ج3 ص 532,البداية والنهاية ج 4 ص 381, السنن الصغري للبيهقي حديث رقم 2990 باب نقد أهل العهد العهد
المعجم الصغير الطبراني 968 ,لكبير الطبراني 1052,كنز العمال في سنن الاقوال 30203
والكثير جدا منها الكامل في التاريخ,أسد الغابة,تاريخ الاسلام للذهبي,تاريخ الطبري,وانساب الاشراف,الخ الخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
14- التبرك بمكان صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابي عتبان بن مالك الانصاري رضي الله عنه
جاء في البخاري ومسلم, عن عِتبَان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: ولفظ البخاري:
أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدراً من الأنصار أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد أنكرتُ بصري وأنا أُصلّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم. وودتُ يا رسول أنك تأتيني فتُصلّي في بيتي فأتخذهُ مصلّى, قال: فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "سأفعلُ إن شاء الله" قال عِتبان: فَغَدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار, فاستأذَنَ رسولُ الله فأذنتُ له, فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال "أين تحب أن أصلي من بيتك" قال: فأشرتُ له إلى ناحيةٍ من البيت, فقام رسول الله –صلى الله عيه وسلم- فكبر, فقمنا فصففنا, فصلى ركعتين ثم سلم, قال: وحبسناه على خَرِيزَةٍ صنعناها.. الحديث.

والدلالة من هذا الحديث واضحة في قول عِتبان رضي الله عنه (فأتخذه مصلى) وفي إقرار النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه.
ونري فهم الائمة شارحي صحيح مسلم والبخاري في هذا الحديث الإمام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
"وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو وطئها. قال: ويستفاد منه أن من دُعي من الصالحين ليُتبرك به أنه يجيبُ إذا أمن الفتنة" .
وقال الامام النووي
وقال النووي في شرحه على مسلم عند حديث عتبان: "وفي هذا الحديث التبرك بآثار الصالحين"






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 1:06 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





سيدنا ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وارضاه والتزامه قبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج أبو الحسين يحيى بن الحسين بن جعفر في (أخبار المدينة) عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال: أقبل مروان بن الحكم فإذا رجل ملتزم القبر فأخذ مروان برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فقال: نعم إني لم آت الحجر ولم آت اللبن إنما جئت رسول - صلى الله عليه وسلم - ، لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله.
قال المطلب: وذلك الرجل: أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وفي أحد رواياته (واضعا وجهه على القبر) وهو صحيح بمجموع طرقه وصححه الحاكم والذهبي والسيوطي وغيرهم وهو مروي في مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم وللطبراني في الكبير
شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
- سيدتنا زينب رضي الله عنها ووالشكوى لرسول الله والمدد من رسول الله بقولها يا محمداه يا محمداه
نقل الطبري وابن كثير ((عن قرة بن قيس التميمي لأنس قول السيدة زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعاً وهى تقول: يا محمداه يا محمداه صلى عليم ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء, يا محمداه يا محمداه وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا قال: فأبكت والله كل عدو وصديق) انتهى
الطبري في تاريخه (3\336) وابن كثير في البداية والنهاية (8\193)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيدنا محمد بن الحنيفية رضي الله عنه وقوله بالزام مكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ليس هذا الا للاقتداء والتبرك بهذا الموضع
وجاءفي وفاء الوفا
حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)من الليل...
قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها.
وفاء الوفا: /452
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قصة العتبي التي تلقتها الامة بالقبول واستحسنها الائمة لانها توافق الآية الكريمة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) النساء ٦٤
واستحسن العلماء آثر في ذلك :-
الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له) اهـ
وقد ذكرنا أسماء الائمة والعلماء فلترجع إليها في الدليل من القرآن على التوسل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن المكندر ( ولد 30 هـ) وهو أحد أعلام التابعين ـ يستشفي بقبر النبي صلى الله عليه وسلم
(كان ابن المكندر يجلس مع أصحابه، قال: وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعُوتب في ذلك فقال: إنّه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. يعني في النوم))
وفاء الوفاء: 2/444
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاستسقاء سيدنا عمر ابن الخطاب بسيدنا العباس رضي الله عنهم
عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطو استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : (( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) قال فيسقون .
صحيح البخاري ج ٢ ص ٣٤ (باب الاستسقاء) ابن عساكر ج ٢٦ ص ٣٦١- ٣٦٢
ابن عبد البر في الاستيعاب ج ٢ ص ٨١٤ ٨١٥ والصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٧٨
الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٣٣٤
وفي هذا الأثر استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهم وهو توسل بالذات هنا لأنه توسل بذات العباس واستسقي به سواء دعى العباس او لم يدعوا فالقول واضح.
فكلمات عمر في هذه الواقعة تتجاوز مسألة التوسُّل بالدعاء إلى التوسُّل بنفس الشخص وذاته فهو يقول في أول كلامه : (اللّهم إنّا كنّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا)
فالحديث صريح واضح نتوسل إليك بعم نبينا
ومما سبق من أحاديث الاستسقاء بقبر النبي صلى الله عليه وسلم في وجود الصحابة وسيدنا عمر يدل على جواز تعدد وسائل التوسل وتوسلهم بالمفضول مع وجود الفاضل إنما يستفاد منه جواز العمل بالوسيلة الأدنى مع وجود الوسيلة الأعلى والتوسل العباس لأنه من أهل البيت وأهل الصلاح وليس لأنه لا يجوز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا عمر توسل وقال نتوسل بعمه العباس لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لشرفه ولشرف آل بيته الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين وهذا من تواضع سيدنا عمر رضي الله عنه فقد أخَّر نفسه مع أن جاهه أعظم من جاه سيدنا العباس لكنه أخّر نفسه لمقام النبي صلى الله عليه وسلم وتكريماً لآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري [٢/٣٣٧]
"وليس في قول عمر إنهم كانوا يتوسلون به دلالة علي أنهم سألوه أن يستسقي لهم ، إذ يحتمل أن يكونوا في الحالتين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به "أ.هـ
قال الإمام النووي قال في كتاب الأذكار باب الأذكار في الاستسقاء،ص ١٦٠ .
إنه يستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به فيقولون:
اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه ))) انتهى المقصود
قال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدس الحنبلي المتوفى سنة 620هـ في كتابه المغني (ج2 : ص439)ـ
نصوص المذاهب الإسلامية في التوسل والتبرك والاستعاثة والمدد
نصوص أئمّة الحنفيّة
وأئمّة الحنفيّة -أدرى النّاس بمذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان
66- الكلاباذي البخاري الحنفي (ت:380 هـ):
" وبالله أستعين وعليه أتوكل وعلى نبيه أصلي وبه أتوسل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " التعرف لمذهب أهل التصوف (1/21).
67- ابن الفضل البخاري الفضلي جاء في في طبقات الحنفية ج: 1 ص: 123
محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد ابن الفضل البخاري الفضلي من أهل بخارى من بيت العلم ومن أحفاد الإمام أبي بكر محمد بن الفضل ولي الخطابة بجامع بخارى مدة قال السمعاني كتبت عنه ببخارى ولما دخلنا داره للقراءة عليه أخرج لنا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعصاه بنصفين وقطعة خشب وقال هذا من قصعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورثناه أبا عن جد من مائة وخمسين سنة فتبركنا بذلك.
68- السادة الأحناف وتبركهم بكتاب المختصر للإمام القدوري الحنفي
(قال صاحب مصباح أنوار الأدعية ان الحنفية يتبركون بقراءته في أيام الوباء وهو كتاب مبارك من حفظه يكون أمينا من الفقر حتى قيل ان من قرأه على أستاذ صالح ودعاله عند ختم الكتاب بالبركة فإنه يكون مالكا لدراهم على عدد مسائله)
كشف الظنون ج: 2 ص: 1631
69- الزمخشري المعتزلي معتقدا الحنفي في الفروع (ت: 538 هـ) في الكشاف في آخر صفحة من التفسير:
((ثم أسأله بحق صراطه المستقيم وقرآنه المجيد الكريم وبما لقيت من كدح اليمين وعرق الجبين في عمل الكشاف.....)).
67- ابن العديم الحنفي (ت:660 هـ):
"ببركة سيد المرسلين وأهل بيته" بغية الطلب في تاريخ حلب (7/3242).
70- وقال مجد الدين الموصلي الحنفي (ت:683 هـ) صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
(جئناك من بلاد شاسعة . . . والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول : مستشفعين بنبيك إليك .
*ومثله في حاشية الطحطاوي (ت:1231هـ) على الدر المختار.
71- جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للإمام الزيلعي (ت:743هـ) (15/60):
هَذَا مَا ظَهَرَ لِكَاتِبِهِ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَقَاصِدَهُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ .
72- ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي(ت:775 هـ): يتوسل
"بجاه رسول الله" طبقات الحنفية (1/353).
73- ابن نجيم الحنفي (ت 710 هـ):
رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك
البحر الرائق شرح كنز الحقائق.
74- وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني الحنفي (ت:816 هـ) في أوائل حاشية على (المطالع ) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب ، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة :
" فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان ، وأما إذا تجردوا عنها فلا ، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة . قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية ، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده ، أصحاب البصائر " ا هـ .
75- ابن حجة الحموي الحنفي (ت:837 هـ) :
"بمحمد وآله" خزانة الأدب (1/277).
76- الإمام العيني (ت:855 هـ) في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/11) يقول:
((فها نحن نشرع في المقصود بعون الملك المعبود ونسأله الإعانة على الاختتام متوسلا بالنبي خير الأنام وآله وصحبه الكرام.))
وقال الإمام بدر الدين العيني في شرح صحيح البخاريً:
(فيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين وفيه أن من دعا من الصلحاء إلى شيء يتبرك به منه فله أن يجيب إليه إذا أمن العجب وفيه الوفاء بالعهد وفيه صلاة النافلة في جماعة بالنهار وفيه إكرام العلماء إذا دعوا إلى شيء بالطعام وشبهه (4/170)
77- الإمام كمال الدين بن الهمام الحنفي رضى الله عنه (ت:861هـ) فتح القدير، ج2، ص332، كتاب الحج، باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم:
((ويسأل الله حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه ثم قال يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك إلى الله.))
78- ابن تغربردي الحنفي (ت: 874 هـ) :
" نسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمحمد وآله" النجوم الزاهرة (3/220) وغيرها.
ويقول كما في حوادث الدهور ص 37: فالله تعالى يحسن العاقبة بمحمد وآله.
79- أبو العباس أحمد الزبيدي الحنفي(ت:893 هـ):
"بجاه سيدنا محمد وآله"
التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ص 9.
80- الصالحي الشامي الحنفي (ت:942 هـ): جمع أبواب التوسل بالنبي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد.
ومن أقواله (12/408): اللهم إنا نسألك، ونتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
81- طاش كبري زاده الحنفي (ت:968 هـ) :
"بحرمة نبيك" الشقائق النعمانية (1/233).
82- وزاد الشيخ علي القاري المكي الحنفي (ت:1014هـ) في شرح الشمائل:
"فليس لنا شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نصله،فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك يا شفيع المذنبين، واسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين".
قال نور الدين ملا علي القاري في شرح المشكاة ما نصه:
قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح : إني زرت قبره بنيسابور (يعني مسلم بن الحجاج القشيري) وقرأت بعض صحيح علي سبيل التيمن و التبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته.ا.هـ
83- عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً (متوفى في منتصف القرن الحادي عشر) قال في خطاب له:
(فالله تعالى يبقيك محروساً بجناب مأنوس القباب. متلفعاً من الجلالة بأشرف جلباب. مستقراً على كراسي الملك. وأعداؤك في الهلك. بجاه جدك عليه السلام. وآله البررة الكرام. وصحبه الخيرة الأعلام.)
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لابن معصوم الحسني ص 41
84- حاجي خليفة الحنفي (ت:1067 هـ) :
"بحرمة أمين وحيه"
كشف الظنون (2/2056).
85- ذكر الشرنبلالي الحنفي (ت:1069 هـ) في مراقي الفلاح في آداب الزيارة:
((يقف عند رأسه الشريف ويقول:
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين ‏بنبيك، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف ‏رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.
ويدعو بما يحضره من الدعاء.))
86- عبد الرحمن أفندي داماد المدعو بشيخي زاده (ت:1078هـ) كما في مجمع الأنهر له يقول (3/493):
((أَصْلَحَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا بِجَاهِ نَبِيِّهِ.))
87- ذكر المحبي في ترجمة محمد بن عبد الحليم المعروف بالبورسوي وبالأسيري أن والده (والد المحبي) واسمه فضل الله بن محب الله المحبي (ت:1082هـ) أرسل له رسالة فيها:
((جعل الله تعالى مجمل سعادته غنياً عن الإفصاح وجياد أوصافه الحسنة متبارية في ميدان المداح بجاه سيدنا محمد الذي علا على البراق وتشرفت به الآفاق وآله الكرام وأصحابه الفخام.))
انظر خلاصة الأثر (2/421).
88- علاء الدين الحصكفي (ت:1088هـ) في الدر المختار ص 84:
(فنسأل الله تعالى التوفيق والقبول، بجاه الرسول.)
89- خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي (ت:1089هـ)، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً:
"ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه بمحمد وآله الكرام البررة".
وذكر في كتابه إتحاف المتقين بشرح إحياء علوم الدين
ج 10 ص 130
(صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال : هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره )
وروى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):
عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.))
قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج4 ص429):
(وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك)
90- عبد القادر البغدادي الحنفي (ت:1093هـ) في خزانة الأدب (1/1) داعيا لبعض الأمراء:
(( ويسر له النصر المتين، وسهل له الفتح المبين، بجاه حبيبه ورسوله محمد.))
91- المحبي (ت:1111هـ) في نفحة الريحانة ص 91 يقول:
((الله يمدُّ أطناب دولته السَّعيدة، ويديم صولته الشَّديدة بمحمدٍ وآله، ومن سلك على منواله.))
92- قال العلامة محمد الخادمي ت ( 1176هـ):
(وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالِاسْتِغَاثَةُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ لِأَنَّ الْمُعْجِزَةَ وَالْكَرَامَةَ لَا تَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِمْ، وَعَنْ الرَّمْلِيِّ أَيْضًا بِعَدَمِ انْقِطَاعِ الْكَرَامَةِ بِالْمَوْتِ وَعَنْ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَلَا يُنْكِرُ الْكَرَامَةَ وَلَوْ بَعْدَ الْمَوْتِ إلَّا رَافِضِيٌّ وَعَنْ الْأُجْهُورِيِّ الْوَلِيُّ فِي الدُّنْيَا كَالسَّيْفِ فِي غِمْدِهِ فَإِذَا مَاتَ تَجَرَّدَ مِنْهُ فَيَكُونُ أَقْوَى فِي التَّصَرُّفِ كَذَا نُقِلَ عَنْ نُورِ الْهِدَايَةِ لِأَبِي عَلِيٍّ السِّنْجِيِّ).بريقة محمودية (1/204)
93- إسماعيل حقي (ت:1137هـ) :
"بجاه النبي الأمين" في عدة مواضع من تفسيره روح البيان انظر مثلا (1/176).
94- المرادي الحنفي (ت:1206 هـ):
"فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى"
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (1/2).
وله أيضا في ترجمة أحمد بن ناصر الدين بن علي الحنفي البقاعي (ت:1171هـ) يقول:
(هذا وعمره مع السلام يطول بجاه جده النبي الرسول آمين)
وله غيرها.
95- وقال الشيخ أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي المصري شيخ الحنفية بالديار المصرية (ت 1231 هـ). :
(قوله فيتوسل إليه بصاحبيه ذكر بعض العارفين أن الأدب في التوسل أن يتوسل بالصاحبين إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ثم به إلى حضرة الحق جل جلاله وتعاظمت أسماؤه فإن مراعاة لواسطة عليها مدار قضاء الحاجات . حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 360 ط. مكتبة البابي الحلبي / القاهرة سنة 1318هـ.
96- الجبرتي الحنفي (ت:1237 هـ):
"ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم"
عجائب الآثار (1/344).
97- خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي (ت:1252 هـ) قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى متوسلاً إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم".
ويقول (4/294): دام في عز وإنعام، ومجد واحترام، بجاه من هو للانبياء ختام، وآله وصحبه السادة الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، في البدء والختام.
وفي تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين (ت:1252هـ) (7/417) في ذكر حال بعض الجراد الذي غزا البلاد!!:
وَادْفَعْ شَرَّهَا عَنْ أَرْزَاقِ الْمُسْلِمِينَ بِجَاهِ النَّبِيِّ الْأَمِينِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
ابن عابدين , قال في حاشية رد المحتار على الدر المختار 1/84:
يقول أسير الذنوب جامع هذه الاوراق راجيا من مولاه الكريم، متوسلا بنبيه العظيم وبكل ذي جاه عنده تعالى أن يمن عليه كرما وفضلا بقبول هذا السعي والنفع له للعباد، في عامة البلاد، وبلوغ المرام، بحسن الختام، والاختتام، آمين.
وقال في المقدمة :
في معانيها جمعت بتوفيق الاله مسائلا رقاق الحواشي مثل دمع المتيم وما ضر شمسا أشرقت في علوها جحود حسود وهو عن نورها عمي وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم وبأهل طاعته من كل ذي مقام علي معظم،
وبقدوتنا الامام الاعظم، أن يسهل علي ذلك من إنعامه، ويعينني على إكماله وإتمامه، وأن يعفو عن زللي، ويتقبل مني عملي، ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم )
وقال الإمام ابن عابدين في رسالته : (الفوائد المخصصة)
: ... وقد رأيت فيها رسالتين الأولى لعمدة المحققين فقيه النفس أبي الإخلاص الشيخ حسن الشرنبلي الوفائي رحمه الله تعالى وشكر سعيه والثانية لحضرة الأستاذ من جمع بين علمي الظاهر والباطن مرشد الطالبين ومربي السالكين سيدي عبدالغني النابلسي قدس الله تعالى سره وأعاد علينا من بركاته آمين فأردت أن أذكر حاصل ما في هاتين الرسالتين مستعينا بالله تعالى مستمدا من مدد هذين الإمامين الجليلين... .))
98- المحدث محمد عابد السندي الحنفي (ت 1257 هـ). :
له رسالة فى الرد على ابن تيمية فى التوسل .
99- شهاب الدين الألوسي (ت:1270هـ) يقول:
"بحرمة سيد الثقلين"
روح المعاني (1/82).
وهو كثير في تفسيره.
قال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية ٨٩
قال الالوسي في روح المعاني في تفسير لآية:
((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .))
في صفحة 299 جزء ثان في تفسير روح المعاني قال:
(وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى يرجع إلي صفة من صفاته تعالى، مثل أن يراد به المحبة العامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي يعني إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي))
وقال في صفحة 300 جزء ثان في تفسير روح المعاني:
((بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه- يعني بحرمة كذا- قال ملتمساً ومجيباً عن الصحابة في عدم توسلهم بالأموات ولعل ذلك كان تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبوا عهد التوسل بالأصنام شيء ثم اقـتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في الصحيح وكذا التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إن كان التوسل بجاهه مما علم أن له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته.))
100- شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بك بن السيد إبراهيم عصمت بك بن إسماعيل رائف باشا الحسيني الحنفي (ت:1275هـ) في تقريظ له:
((فأيد اللهم هذا السلطان الرحيم الحليم الأفخم، والملك الكريم السليم الأكرم، بالفتح المبين، والنصر على الأعداء والمشركين، بجاه سيد المرسلين، وخاتم النبيين))
انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار (1/73).
101- العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي(ت:1298هـ)صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً:
"وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه أقرب من يُتَوسل به إليك".
102- الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين (ت:1306 هـ)، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً:
"كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه بجاه سيد الأنبياء والمرسلين".
103- قال الشيخ عبد الرزاق البيطار (ت:1335هـ) في ترجمة الشيخ السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الشهير بالحلواني (ت:1307هـ):
((جمعنا الله وإياه في الفردوس بجاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام)).
وله عدة توسلات.
104- في كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) وقد قام بتأليفه جماعة من علماء الهند برئاسة الشيخ نظام الدين البلخي بأمر من سلطان الهند أبي المظفر محيى الدين محمد أورنك زيب في كتاب المناسك:
((باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وآداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ .." الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك،مستشفعين بنبيك إليك". ))
105- وقال خليل أحمد سهارنبوري (المتوفي 1349 هـ) في كتابه المهند على المفند(ص 86-87) وهو من كبار علماء أحناف ديوبند بالهند، في جواب هذا السؤال: هل للرجل أن يتوسل في دعوته بالنبي والصالحين والصديقين والشهداء والأولياء؟
"عندنا وعند مشايخنا يجوز التوسل بهم في حياتهم وبعد وفاتهم بأن يقول: "اللّهم إني أتوسل إليك بفلان أن تجيب دعوتي وتقضي حاجتي". كما صرح به الشاه محمد إسحاق الدهلوي والمهاجر المكي ورشيد أحمد الكنكومي.انتهى.
وأيد ووافق على هذا الكتاب حوالي 75 نفراً من علماء الأحناف الكبار في باكستان.
106- الإمام محمد بخيت المطيعي الحنفي شيخ الإسلام
للشيخ المطيعى علامة مصر وفقيهها فى القرن الماضى ، مقدمة لطيفة قدم بها لكتاب شفاء السقام فى زيارة خير الأنام للسبكى ، وهذه المقدمة تتعلق بعلم الكلام وتكلم فيها عن التوسل وقد سماها : تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد فلتراجع
107- قال الإمام محمد زاهد الكوثري في كتاب " مقالات الكوثري "
( صـ 409 )
[ : إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك , وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما أثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة , وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون , وأنـّا يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد ؟! .وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة والعمل المتوارث والمعقول ." اهـ
وقال في ( صـ 410 ) :
" وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة . " اهـ
108- الحافظ أبي الحسنات محمد عبد الحي بن الحافظ محمد عبد الحليم اللكنوى الانصاري الايوبي الحنفي مذهباً المتوفى 1304 هـ
: توسل بقوله " متوسلاً بنبيه "
الرفع والتكميل في الجرح والتعديل (ص : ٢٧ ) .
109- أبو إسحاق الخجندي الكازروني ( حنفي ) : كان من شعره
" خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " التحفة اللطيفة ( ١ / ٨٣






توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 1:11 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الموقع
الرتبه:
مؤسس الموقع
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الجنس : ذكر
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين





نصوص أئمّة المالكية
110 - الإمام مالك بن انس
قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى
( أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بن العباس- يا أبا عبد الله: أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك)
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وان الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم.
كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد والذي سنورده فيما بعد.
وقد أخرج هذه القصة
وقد أخرج هذه القصة
رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك
رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه
وقال الخفاجي في شرحه 3:398 ( ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه)
وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304 ) بعد ذكر من أنكرها فقال ( وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب)
ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض
وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح
المدخل 1 / 248، 252
والفواكه الدواني 2 / 466
وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478
نقلها الامام السبكي في شفاء السقام، ص154.
والقوانين الفقهية 148.
111- ابن عبد البر المالكي ( 368 هـ - 463هـ )
له أقوال كثيرة مذكورة في الموضوع في شروحات الأحاديث فلتراجع منها على سبيل المثال
قال ابن عبدالبر المالكي:
وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
وذكر حديث مالك الدار
عبد البر في الإستيعاب ( 2 / 464 ).ــــــــــــــــ
112- ابن خويز منداد (توفي في أواخر المائة الرابعة): ذكره القرطبي في التفسير (10/36) في تفسير قوله تعالى "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون":
قال ابن خويزمنداد : واستدل أيضا من جوز ذلك بأن أيمان المسلمين جرت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن يحلفوا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أن أهل المدينة إلى يومنا هذا إذا حاكم أحدهم صاحبه قال : احلف لي بحق ما حواه هذا القبر وبحق ساكن هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك بالحرم والمشاعر العظام والركن والمقام والمحراب وما يتلى فيه.
113- القاضي عياض (ت:544 هـ)
في كتابه الشهير الشفا في الكثير من المواضع وروى قصة الإمام مالك واستقبال القبر وغريها الكثير واوردنا له الكثير من الاقوال. مثل
القاضي ناقلا عن العلماء في الشفا بتعرف حقوق المصطفي
(مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة ، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التبرك برؤية روضته و منبره و قبره ، و مجلسه ، و ملامس يديه ، و مواطئ قدميه ، و العمود الذي كان يستند إليه ، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه ، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين ، و الاعتبار بذلك كله ).الشفا 319
114- عبد الحق الإشبيلي (ت:582 هـ) في كتاب العاقبة في ذكر الموت ص219 يقول:
ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم وأن تجتنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته والتألم بمشاهدته فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الميت يتأذى بالجار السوء كما يتأذى به الحي.
115- الإمام أبو عبد الله محمد بن موسى المراكشي المالكي.
نص على جواز الإستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
وولد سنة (607) وتوفى سنة (683)، وصنف في هذا كتابه "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام عليه السلام في اليقظة والمنام".
ترجم له العلامة الصفدي في الوافي بالوفيات (5/60) فقال: (محمد بن موسى بن النعمان الشيخ أبو عبد الله المزالي التلمساني ... وكان فقيهاً مالكياً زاهداً عابداً عارفاً ... وله تصانيف منها كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام).
116- ابن جبير المالكي (ت:614 هـ):
"بحرمة الكريم وبلد الكريم" رحلة ابن جبير (1/98).
117- أبو عبد الله القضاعي المالكي المعروف بابن الأبار (ت:658 هـ): "توسلوا به إلى الله" التكملة لكتاب الصلة (2/281).
118- الإمام القرطبي (ت:671 هـ) في كتابه "التذكرة" ص 254:
نجانا الله من أهوال هذا اليوم بحق محمد نبي الرحمة و صحبه الكرام البرزة و جعلنا ممن حشر في زمرتهم و لا خالف بنا على طريقهم و مذهبهم بمنه و كرمه آمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.
وانظر كذلك صفحات: 297 –629 .
ويقول في تفسيره المشهور :
" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ وددت أنا لو رأينا إخواننا ] الحديث فجعلنا إخوانه إن اتقينا الله واقتضينا آثاره حشرنا الله في زمرته ولا حاد بنا عن طريقته وملته بحق (وفي نسخة: بجاه) محمد وآله" (8/240).
وله الكثير من الاراء عرضنا في الموضوع فلتراجع
119- القرافي المالكي (ت:682 هـ):
ذكر قصة العتيبي المشهورة وأقرها في الذخيرة (3/375-376).
110- ابن عطاء الله السكندري المالكي(ت:709 هـ):
"بجاه محمد" لطائف المنن 11,12.
وكتبه تطفح بالتوسل وله مناظرة مع ابن تيمية الحراني
111- الإمام ابن أبى جمرة المالكي المتوفى سنة 699 هـ:
ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى وشرحه يطفح بالاقوال في التوسل وغيرها .
112- الإمام الفكهاني المتوفى سنة 734
وزيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوسله بالنعل الشريف
يقول الإمام ابن فرحون المالكي عن الإمام الفاكهاني في كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب [ صـ 184 ] :
قال عن "الشيخ الفاكهاني"( وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد:
فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها ؟
لقال: غبار من تراب نعالـهـا أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها
113- محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج (توفى737 هـ).
وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ ، وَالِانْكِسَارِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ ، وَالِاضْطِرَارِ ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا).
المدخل في فصل زيارة القبور 1\ 257
114- ابن جزي الكلبي المالكي توفي في 757 هـ , قال في ( القوانين الفقهية ) :
ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي فيه ويسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلي بين القبر والمنبر ويودع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المدينة
115- البلوي المالكي (ت:بعد 767هـ) في تاج المفرق في تحلية علماء المشرق ص 143:
( وأسأل الله العلي الكبير، بجاه سيدنا ومولانا محمد رسوله البشير النذير، أن يجعله حجا مبرورا سعيا مباركا مشكورا وعملا صالحا متقبلا مذخورا).
116- يقول ابن خلدون (ت:808 هـ)في تاريخه (6/43):
(نسأله سبحانه و تعالى من فيض فضله العميم ، و نتوسل إليه بجاه نبيه الكريم ، أن يرزقنا إيمانا دائما ، و قلبا خاشعا ، وعلما نافعا ....).
117- ابن الخطيب المالكي (أو ابن قنفد) (ت:810 هـ):
"ومن توسل إليه بمحمد نجاه ونفعه" وسيلة الإسلام (1/31).
118- أبو الطيب المكي الفاسي المالكي (ت:832 هـ) ذيل التقييد (1/69):
"ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وأله وصحبة الصفوة الأكرمين".
119- وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل أبو عبد لاله المغربي الأندلسي ثم القاهري المالكي ويعرف بالراعي (ت:853هـ) أنه قال قبل موته:
فمالي إلا الله أرجوه دائماً ... ولا سيما عند اقتراب منيتي
فسأل ربي في وفاتي مؤمناً ... بجاه رسول الله خير البرية
انظر الضوء اللامع (4/399).
120- وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشمس بن الشمس المسوفي الأصل المدني المالكي (ت:885هـ) أنه أنشد بحضرة السخاوي قصيدة مطلعها:
بجاه النبي المصطفى أتوسل ... إلى الله فيما أبتغي وأؤمل
وأقصد باب الهاشمي محمد ... وفي كل حاجاتي عليه أعول
حللت حمى من لا يضام نزيله ... فعنه مدى ما دمت لا أتحول
أقول حبيبي يا محمد سيدي ... ملاذي عياذي من به أتوسل
عسى نفحة يا سيد الخلق أهتدي ... بها من ضلالي إنني متعطل
انظر الضوء اللامع (4/338).
121- أحمد زروق المالكي(ت:899 هـ):
له رد على ابن تيمية في موضوع التوسل وهو مذكور في مقدمة شرحه على حزب البحر نقلا عن شواهد الحق ص 452.
122- أبو الحسن المالكي (ت:939 هـ) يقول:
"بمحمد وآله وصحبه" كفاية الطالب (2/678).
123- ابن عاشر المالكي (ت:1040 هـ)يقول:
"بجاه سيد الأنام" في كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (2/300).
124- إبراهيم اللقاني المالكي(صاحب جوهرة التوحيد)(ت:1041 هـ) قال:
"ليس للشدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم" خلاصة الأثير للمحبي (1/8).
125- المقري التلمساني المالكي (ت:1041 هـ) :
" اللهم يسر لي ما فيه الخيرة لي بالمشارق أو بالمغارب وجد لي من فضلك حيث حللت بجميع ما فيه رضاك من المآرب بجاه نبينا وشفيعنا المبعوث رحمة للأحمر والأسود والأعاجم والأعارب عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه الأعلام" نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (1/32).
وكتابه هذا يطفح بالتوسل وله فتح المتعال في مدح النعال يحتوى على ابيات في التوسل
126- ميارة المالكي (ت:1072 هـ) :يقول:
"نتوسل إليك بجاه أحب الخلق" في كتاب الدر الثمين والمورد المعين (2/302).
127- الخرشي (ت:1101هـ) في شرح مختصر خليل ص 243:
نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِجَاهِ الْحَبِيبِ أَنْ تُبَلِّغَ الْمَقَاصِدَ عَنْ قَرِيبٍ فَإِنَّك قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
128- قال الإمام الزرقاني في شرح المواهب :
(ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ،ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب،ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته،اضل سريرته، الم‏ يسمع قوله تعالى: (ولو انهم‏اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية )
شرح المواهب (8/317)
وشرح المواهب يطفح بالتوسل والتبرك والاستغاثة وذكرنا له أقوال في الموضوع فلتراجع
وقال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: "وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك".
وقال الزرقاني في شرح المواهب
(تقبيل القبر الشريف مكروه الا لقصد التبرك فلا كراهة كما اعتقده الرملي.)
شرح المواهب (8/315)
129- اليوسي المالكي (ت:1102هـ) في المحاضرات في اللغة والأدب ص 19:
(نسأل الله سبحانه أن يكمل ذلك لنا وله ولسائر الأحباب بالفوز يوم الحشر والرضوان الأكبر، بجاه نبيّه المصطفى المبعوث إلى الأسود والأحمر، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه المجلين في كل مفخر).
30- أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي (المتوفى : 1126هـ).
ذكر قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى
الفواكه الدواني 2 / 466
130- جاء في حاشية العدوي المالكي (ت:1189هـ) على شرح كفاية الطالب الرباني ص1 وهو يدعو للقيرواني:
(وَنَفَعَنَا بِعُلُومِهِ وَجَعَلَنَا مِنْ الْمُتَّبِعِينَ لَهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَعِتْرَتِهِ آمِينَ.)
وقال العدوي الحمزاوي (ت:1303 هـ) في كنز المطالب (ص‏216):
(ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف ‏الشريف، وتلاوة(ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك ‏يا رسول ‏اللّه وزوارك، جئناك ‏لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما اثقل ظهورنا واظلم ‏قلوبنا.))
قال العلامة العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص‏230) في التوسل بشهداء احد
ويتوسل بهم الى اللّه في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط‏ الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وازكى التحية: ان لربكم في دهركم نفحات، الافتعرضوا لنفحات ربكم. ولا شك ولا ريب ان هذا المكان محل هبوط الرحمات الالهية، فينبغي للزائر ان‏ يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا ؟ وهم الاحبة والوسيلة العظمى الى اللّه ورسوله، فجدير لمن‏ توسل بهم ان يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى، فانهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الاحياء، ولا يرد من غير اكرام زائرهم.
كنز المطالب (ص‏230)
132- قال الإمام الصاوي المالكي
حاشية الصاوي على الشرح الصغير :
قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّمْهُودِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفُ فِي زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمِنْ خَصَائِصِهَا - أَيْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ - وُجُوبُ زِيَارَتِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ زِيَارَتُهَا ، فَالرِّحْلَةُ إلَيْهَا مَأْمُورٌ بِهَا وَاجِبَةٌ أَيْ مُتَأَكِّدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَطِيعِ لَهُ سَبِيلًا .
وقال العلامة الصاوي :
وَالْأَفْضَلُ فِي الزِّيَارَةِ الْقُرْبُ مِنْ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ ، بِحَيْثُ يَكُونُ النَّبِيُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ ، وَيَلْزَمُ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ الْأَدَبُ الظَّاهِرِيُّ وَالْبَاطِنِيُّ لِيَظْفَرَ بِالْمُنَى .. وَحِين يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الشَّرِيفَ يَأْتِي الرَّوْضَةَ فَيُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ يَأْتِي قُبَالَةَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَيَقُولُ : " السَّلَامُ عَلَيْك يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ..ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِهِ فِي جَمِيعِ مَطْلُوبَاتِهِ .
وقال في موضع آخر :
وَمَنْ أَسْرَفَ بِالذَّنْبِ مَعَ الْإِيمَانِ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَلَا يُؤَبَّدُ ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ وَنَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيرَنَا مِنْ النَّارِ .
133- الشيخ عليش (ت:1299هـ) في منح الجليل شرح مختصر خليل:
(وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ ، وَأَنْ يَسْلُكَ بِنَا الزُّلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ، بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَالْأَصْحَابِ)
134- أبو العباس الناصري السلاوي المالكي (ت:1315هـ) :
"بجاه جده الرسول" الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/29)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
نصوص أئمّة الشافعية
135- الإمام الشافعي
توسّل الشافعي بآل البيت
ذكر ابن حجر المكي في كتابه المسمّى بـ "الصواعق المحرقة" من أشعار الإمام الشافعي هذين البيتين:
آل النـبي ذريـعـتي وهـم إلـيـه وسيـلتي
أرجو بهم أُعطى غداً
بيدي اليمين صحيفتي
ابن حجر: الصواعق المحرقة: 180، طـ. مكتبة القاهرة
توسل وتبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد ابن حنبل
ذكر (ان الشافعي رضي الله عنه خرج إلى مصر فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبى عبد الله وائتنى بالجواب .
قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت أحمد ابن حنبل في صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لي أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ وتغرغرت عيناه فقلت له أيش فيه أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبي في النوم فقال له اكتب إلى أبى عبد الله فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة .
قال الربيع : فقلت له البشارة يا أبا عبد الله ، فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمته إلى الشافعي رضي الله عنه فقال أيش الذي أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعي ليس نفجعك به ولكن بُلَّهُ وادفع إلى الماء لأتبرك به)
تاريخ دمشق لابن عساكر (5ـ312)
السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (2 ـ35)
ونحو هذه القصه باختصار اوردها الإمام ابن كثير
الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية 10/331
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي[ ص 610] وذكر العلامةه ابن حجر الهيتمي في الخيرات الحسان
((ان لمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بما لك لم ينكر عليهم))
الخيرات الحسان 94| لابن حجر
- عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول :
((إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عند ـ فما تبعد حتى تقضى))
روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في التاريخ ج1، ص 123
العلامة ابن حجر في كتابه الخيرات الحسان، ص69
ذكره الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج 2 ص 199
والكردري في مناقبه 2 ص 112 ،
وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2 ص 82
وذكر العلامة ابن حجر الهيتمي في الخيرات الحسان
((ان لمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بما لك لم ينكر عليهم))
الخيرات الحسان 94| لابن حجر

136- الماوردي 364 هـ:450 هــ :
ذكـر قصة العتبي وأقـرها كما أقرها أبو الطيب المجموع شرح المهذب ( 8 / 256 ).
137- الإمام أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي 384 هـ.
الحافظ البيهقي روى عنه ابن الجوزي في المنتظم ( 11 / 211 ) من مناقب أحمد بن حرب قوله بدون نكير في " استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره " . وجاء الاثر هكذا
قال ابن الجوزي في المنتظم ص 211 / 11 : أخبرنا زاهر بن طاهر قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال‏:‏ سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول ‏:‏ سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول‏:‏ سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول‏:‏ (( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي وفرق المغفرة ‏.‏ قلت ‏:‏ وما فوق المغفرة قال‏:‏ أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري ))
ورايت احد الجهلاء يقول هذا منام فنقول قد اقر به الائمة وكلمة التوسل بالقبر تروى من اجلاء عصر بعد عصر في مناقبه اي مستحنة لديهم ولم يقل منهم ما هذا إنه شرك كما يقول الجهلاء في هذا العصر
الحافظ البيهقي فقد روى في شعب الإيمان بسنده قال:
(أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا إسحاق القرشي، يقول: كان عندنا رجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر، فقال:
أيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تعلمونا).اهـ
ولم يتعقب الإمام البيهقي هذا الفعل بإنكار، ولو كان هذا شركاً وكفراً لما ذكره في كتابه، ولَما سكت عليه.
138- القاضي أبو الطيب الشافعي (384-450هـ) ) :
ذكر قصة العتبي وأقرها المجموع شــرح المهذب ( 8 / 256 ) .
139-الإمام الغزالي الشافعي (ت:505هـ) قال في إحياء العلوم، باب زيارة المدينة وآدابها (1/360):
(يقول الزائر، اللهم قصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وقال في آخره ونسألك بمنزلته عندك وحقه إليك).
وكتبه مليئة بذلك فلتراجع
140-الحافظ ابن عساكر الشافعي (ت:571 هـ):
المدد والتوسل بنعل النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال الحافظ ابن عساكر فقد ألَّف الحافظ ابن عساكر رحمه الله جزءً سماه ( تمثال النعال ) ، يعني النعال الشريف ..
واجاب بما في كتاب ابن عساكر الحافظ السخاوي علي سؤال ( سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده )
ذكره الحافظ السخاوي في الاجوبة المرضية ( 1 / 384 الناشر دار الراية ، الطبعة الاولى 1418 ، بتحقيق الدكتور محمد اسحاق محمد ابراهيم ) عند سؤاله عن مسألة (1) ، فنقل من هذا الجزء نقلاً ، فقال : ( وروينا في جزء " تمثال النعال " لابن عساكر ؛ ان مثال النعال الشريف إذا امسكته الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر أمرها بحول الله وقوته ) أهـ ..
حافظ الشام ابن عساكر والتوسل
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر (وفيات الأعيان (6/394)
:" حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الإسفرايني أن قبر أبي عوانة بإسفرين (بُليدة حصينة من نواحي نيسابور ، معجم البلدان(1/177)
مزار العالم ومتبرك الخلق ".اهـ.
141- العماد الأصبهاني (ت:597هـ) في خريدة القصر ص 442 في ترجمة بعض أصحابه:
وينصره على جاحدي نعمائه ، بمحمدٍ وآله.
9- الرافعى القزويني الشافعي ( 557هـ:623هـ )
توسل بقوله "متوسلاً بشفاعـة من عنده يوم الجزاء " التدويـن فى أخبار قزوين ( 2 / 76 ) .
الموضوع كله من اوله لاخرة منقول من منتدي الصوفيه





توقيع : Admin





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين I_icon_minitimeالأحد يونيو 02, 2013 12:50 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية

sad eye

البيانات
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين



إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين






[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب






توقيع : sad eye






الإشارات المرجعية


الــرد الســـريـع
..





إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير الأنام أجمعين Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع